تنوعت واختلفت العمالة بالوانها واحجامها واشكالها ولكنها تبقى في قواميس اجهزة المخابرات وعلم مكافحة التجسس انها بيع للذمة والضمير والشرف اولا ومن ثم الوطن والمبادئ والقيم والاخلاق والشعب والاهل والعشيرة، فهناك من هو عميل صغير واخر عميل كبير ذو شأن، العمالة كالداء الذي يجري في عروق صاحبه مثل الدم لا يقبل الا الرذالة والدناءة والخسة وما دونها ، كثيرون هم العملاء لكنهم يختلفون بالحجم والشكل، نعم إنهم في سلة واحدة ولكن منهم من كان أكثر المقربين لمن يعملون تحت امرته في زمن قبل 2003 ومحسوب على ذلك النظاموبعضهم لايمت بصلة ولكنه اختار طريق العمالة ضد بلده وابناء شعبه ، فالجلبي عميل كبير لكنه لم يكن ما يوماً صديقاً ولا زميلاً للنظام قبل 2003 ولا لإركان واقرباء الرئيس السابق صدام ، كتبت هذه السطور بعد أن قرأت مقال للزميل الكاتب الدكتور فواز الفواز وللزميلة الأخت الفاضلة هايدة العامري اذ كتب كل منهما عن عمالة سعد عاصم الجنابي وتساءلت ربما هناك تخاطر ما بيني وبين الدكتور الفواز والاخت العامرية فانا كنت مصمم أن اكتب ما اعرفه عن هذا العميل المميز المزدوج سعد عاصم الجنابي .. وبرأيي الشخصي هو عميل كبير ليس له حجم مع اني اعطيته حجماً في عنوان مقالي أي انه مايسمى بحجم ( free size ) فلا احد يسبقه ولايلتحق بالعمالة لأنه عميل من نوع خاص ، عميل ….(A special type ) . سعد عاصم كان من أكثر المقربين من النظام السابق ، بل أكثر المقربين لعائلة رئيس النظام نفسه فهو السارق رقم (1) اذ كان زميل عدي ولكنه قام بسرقته وهرب خارج العراق ، وسرق ما سرق من هيئة التصنيع العسكري وعاد لمناصرة حسين كامل في عمان وحاول اقناعه بالتوسط له عند الأمريكان عسى أن يجد عندهم قبول ليكون صهر الرئيس بديلاً لصدام في حكم العراق وهذا كله بحساب وعلى هذا الأساس استلم ايضا ملايين الدولارات من حسين كامل عندما كان في عمان بعد هروبه من العراق . هذا هو سعد عاصم كان يأكل من الطرفين اي (يلوك على الفجين) فهو يأكل من النظام السابق ويأكل من الأمريكان وليس هذا فحسب بل تزوج شقيقة زوجة الحاكم العسكري الأول للعراق ( جي كارنر ) ، ولو استمر كارنر في حكم العراق لفترة طويلة كما هو بريمر لكان سعد عاصم هو الرجل الاول بالدولة ولكن الرياح سارت بغير ما تشتهي سفن الجنابي(العاوية) بالرغم من ان الجنابي لا يهتم للرياح فهو يتمايل معها بكل مرونة حتى لو كانت مدبرة ويعرف من اين يأكل وكيف يأكل . سعد عاصم هو أول من انشأ قناة الرشيد وبتمويل واشراف أميركي صرف ثم باعها فيما بعد لحسابه الخاص ، سعد عاصم هو أول من انشأ عصابات في كركوك بدعم اميركي يهودي لتمزيق وحدة المجتمع الكركوكلي وتحقيق غايات خبيثة مخصصة لتمزق وحدة النسيج المجتمعي في كركوك ما بين القوميات الثلاث ( الكورد ، العرب ، التركمان ) ، سعد عاصم كل شهر يأخذ من الأمريكان ملايين الدولارات لأجل ديمومة التمزيق المجتمعي في هذه المدينة ، سعد عاصم الآن هو مرشح الإدارة الأميركية فيما لو دخل العراق ( لا سامح الله ) بأزمة كبيرة كما هي في عام 2006 ، سعد عاصم الآن يخطط كما كان سابقا فهو بوجهان يعملان مع الطرفين ، يعمل مع المالكي حاليا والتقاه قبل ايام معدودات محاولاً التوسط بان يكون احد العملاء التابعين لإيران وهو من يمثل كما يعتقد أهل السنة وهو من يعمل بتوصيات زوج شقيقة زوجته الجنرال جي كارنر ، سعد عاصم الآن يعتبر اكثر المقربين للجانب الأميركي من اي سياسي قابع في المنطقة الخضراء فهو المؤتمن على الاسرار وهو المخلص للمحتل وهو العميل الصادق وها هو يتقرب من المالكي بتوصية اميركية ليكون عميلاً مزدوجاً ايرانياً اميركياً والمالكي مجبر على تقبل الوضع خوفا من زعل العم سام واحتراماً لرغبات السفير الاميركي وكبار الساسة الأمريكان في البنتاغون والخارجية ولعب سعد عاصم في الايام القلائل المنصرمة دوراً متميزاً لدى الادارة الامريكية في تغيير سياستها باتجاه مصلحة المالكي بعد ان رفض اوباما مؤخراً من استقباله ..فهل هذا هو من يمثل المناطق الغربية في العراق الذين اذاقوا قوات الاحتلال هزائم سيذكرها التاريخ على مدى الدهر مثلما لن تنسى ذلك القوات الامريكية والمرتزقة معها من الوحل الذي وضعهم فيه ابطال الفلوجة فهل يرتضي السنة العرب ان يمثلهم شخص كابن عاصم……؟!