23 ديسمبر، 2024 5:23 ص

سعد سلوم  و عمر الشاهر 

سعد سلوم  و عمر الشاهر 

قامتان عراقيتان وطنيتان التقيت بهما على عجل في مطار بيروت وكان كل منهما قادما من مكان مختلف فالتقينا الثلاثة على غير موعد . سُعدت باللقاء القصير فهما يمثلان عندي أملاً جديداً قادراً على اختراق كل ما علِق بالوطن من طائفية وفساد وضيق أفق .   سعد سلوم المسلم والمسيحي والإيزيدي والمندائي والذي لايتوانى أبدا أن يكون في أي بقعة من الوطن وخارجه ليدافع عن المظلومين بلغته المشرقة وقلبه الكبير. وهو بعد كل ذلك وقبله أكاديمياً باحثاً عن الحقيقة في كل مايكتب ، وكأنه فيلسوف يشق الصخر بعقل منفتح .     ليس من الهين على شاب مثله أن يترك ملذات الحياة ليقاتل أعتى عدو يعرفه التاريخ ألا وهو داعش الأفكار الذي يجعل الأخضر يابسا والحياة رماداً أسودا . وليس من الهين على رجل مثله أن يترك أغلبيته ( وهي وهم نعيشه ) ليدافع عن أقليات الوطن ( وهي حقيقة لابد أن نعيها ) .    أما عمر الشاهر فهو مبدع آخر في عالم الصحافة ، والتي لم يكن في خلده يوما أن يكون علما فيها في سنوات قصار ، بعد أن كان يشعر في قرارة نفسه أنه أقرب الى عالم الرياضة وبالخصوص التعليق الرياضي . ولعل ذلك كان له الأثر الكبير في أسلوبه الصادق وكلماته المنتقاة .   تنقل الشاهر في الصحافة يفتش عن حريته واستقلاليته في زمن فيه الاعلام المستقل كالكبريت الأحمر، فلم يجد نفسه إلا على صفحته في الفيس بوك . تتساوى عنده أخبار الوطن جنوبا وشمالا ، غربا وشرقا . لايضيق بنفسه إلا حينما يصوغ خبراً عن ضحايا عراقه الواحد و( عراقنا المشتت ) لأنه يأبى أن يتعامل مع هذه الدماء الشريفة بوصفها أرقاماً . فغدا موقعه قِبلة لمن يبحث عن خبر صادق ومعلومة دقيقة .فكيف إذن لانفخر بهما ، وبالمئات مثلهما ، في وطن يريده أعداؤه والجاهلون ذليلاً لا يفخر بأبنائه . ويغض الطرف عن أبطاله ورموزه الحقيقيين . لكننا أبدا لن نكون إلا  أُمة وسطا تدعو الى العلم والعمل مادام بيننا مثل هؤلاء الوطنيين.