في جو إحتفائي لقبيلة الأدباء ومن معهم أقيم عزاء التباكي على سعدي يوسف دون محاكمته أخلاقيا بسبب تناقض الشعارات التي رفعها ضد ( الرأسمالية والإحتلال الأميركي ) وطلبه اللجوء في بريطانيا الرأسمالية والحليف رقم واحد لأميركا ، وكذلك زياراته السياحية للولايات المتحدة الأميركية ، البعض نشر صور سعدي وكأنه مخترع الطيران أو الكهرباء أو الهاتف أو القطار أو الانترنت أو لقاحات فيروس كارونا !
في زمن نظام صدام حينما كنت مقيما في سوريا ذهبت في سفرة جماعية للجالية العراقية ، وشاهدت عن بُعد شخصا طويل القامة شعرت فورا بالإنقباض والنفور منه دون سبب ، وقد نبهني أحد الشعراء الذي كان جالسا قربي بأن هذا سعدي يوسف وهرع للسلام عليه وبقيت أنا في مكاني ، إستطراداً ، هذا الشاعر المتملق فيما بعد أصبح ناشطا مدنيا ثم ارتمى في أحضان مقتدى الصدر ، وحاليا بفضل وثائق مزورة يقبض راتبا شهريا يقدر ( 3) ملايين دينار عراقي بدون عمل !
ثم كذلك في زمن صدام حسين جاء سعدي يوسف الى الولايات المتحدة الأميركية متجاوزا قناعاته ( المبدئية في معاداة الإمبريالية والرأسمالية المتوحشة ) بحسب الأيديولوجيا الشيوعية ومكث في أميركا يلقي أشعاره ويتمتع بجولات سياحية مجانية على نفقة أصحاب الدعوة ، وعاد الى محل إقامته في لندن (العاصمة الإستعمارية للرأسمالية ) القديمة حيث كان يتنعم بمزايا اللجوء من راتب شهري وسكن ، وفي المقابل يشتم أميركا ويتجاهل ان الأنكليز هم حلفاؤها ! !
كافة الشيوعين شتموا رجالات العهد الملكي وإتهموهم بالعمالة للإنكليز .. وحاليا أكبر نسبة من شيوعيي العراق طلبوا اللجوء في إنكلترا طمعا بمزايا اللجوء من أموال الرأسمالية المتوحشة التي كثيرا ماصدعوا رؤسنا بمهاجمتها تنفيذا لأوامر الإتحاد السوفيتي السابق ، لكن فجأة أمام إغراءات اللجوء ترك الشيوعيون البلدان الشيوعية وهرعوا الى أميركا وإنكلترا والسويد وهولندا وغيرها من الدول الرأسمالية ، والمضحك ان تجمعات الشيوعيين على الفيسبوك لاتزال بدون خجل تشتم الدول الرأسمالية وهي تعيش فيها ومن خيراتها ونعمها التي توفرها لهم !
طار صواب سعدي يوسف بعد سقوط نظام صدام حسين ، وفقد توازنه المزيف وأخذ يشتم ويعربد .. إذ خسر ( الدكان ) الذي يسترزق منه الشهرة على إعتبار أنه شاعر مضطهد ويحارب الدكتاتورية ومناضل من أجل الحرية ، وعلى ضوء هذا ( القناع ) حصل على الحفاوة والتكريم أينما ذهب ، وربما تضخمت أوهامه وأخذ يمني النفس الحصول على جائزة نوبل ، و بنهاية صدام حسين .. فقد إمتيازه كشاعر مضطهد !
بحث سعدي عن ( قناع ) بديل وإهتدى الى تقمص دور المناضل من أجل تحرير وطنه ( من الإحتلال الأميركي ) وراح يناضل من لندن الحليف الإستراتيجي لأميركا ، مثلما ناضل جماعة مايسمى ( المقاومة ) من الأردن ودول الخليج حلفاء أميركا !
لاحقا بعد دراسة ملامحه وسلوكه .. ظهر لي ان سعدي يوسف مصاب بفصام العقل الشيزوفرينيا ، وانه يتصف بالتعبير العراقي ( بشخصية مسمومة ) أي عدوانية تصدر عنها طاقة سلبية لمن يتملك قدرات حساسة باراسيكولوجيا يشعر بها فورا مثلما حصل معي عند رؤيته لأول مرة.