23 ديسمبر، 2024 5:00 ص

“سعدي يوسف” الشاعر بين النص والموقف

“سعدي يوسف” الشاعر بين النص والموقف

الشاعر الكبير سعدي يوسف ذكر في حوار اذاعي انهُ كان يخاف من علي الشلاه وعبد الوهاب البياتي عند زيارتهُ الاردن ، لارتباطهم العلني بالمخابارات العراقية .
“سعدي يوسف” الشاعر بين النص والموقف
النص الشعري لغة تنطلق من الجذور كي
تعبر عن ذاتها في تآصيل الانتماء، لان الشعر يحتاج الي التوطين، ولايمكن للشاعر نسج الصورة الشعرية في مختلف صنوف الشعر خارج المكان، والزمان
فالجذرهو القاعدة في نتاج الشاعر سعدي يوسف، هو الاصل في الابداع الفني، لا لكونه انتماء للآصالة
فحسب انما تمثيلا للهوية بكل مقوماتها الممتدّة التي ترسم هوية الابداع الشعري ايا كان مصدرة .
وحرفة الفن اعقد بكثير من حرفة الاحتيال السياسي والشاعر سعدي يوسف ينطلق من
راديكالية الفن باعتباره النقد الاعمق للحياة، وهو نقد اعمق من السياسة البراكماتيِّة، المواربة الكاذبة
والفن لايتحمل الكذب والمواربة ، لان الفن نقاء مٌطلق وانا اتشبث بالفن .
تآثير الشاعر” بدر شاكر السياب” على الشاعر سعدي يوسف !
تآثير مؤسس الشعر الحديث في العراق بدر شاكر السياب علي سعدي يوسف عميقا
جداً
عند اللقاء الاؤل في عام ١٩٤٩بعد إعدام سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق فهد ، ونهاية تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في حينه
وبداية اعادة تنظيم الحزب صفوفة الذي أوكَلَ لبدر شاكر السياب اعادة سعدي يوسف في منطقة ابو الخصيب لصفوف الحزب الشيوعي العراقي، الذي يُعتَبر من اوائل الرفاق الشيوعيين في البصرة، وآخذت العلاقة فيمابينهما شكلا متطورا في تبادل الافكار والتواصل المستمر في متابعة النتاج الثقافي العالمي قرائة ، وتحليل واعادة تمثيل يغرس الهوية الوطنية ومحاربة الاحتلال البريطاني للعراق عبر تآسيس دور ريادي للنخب المثقفة في تاصيل الهوية الوطنية، وتعزيز قيم العزة، والكرامة لحرية العراق من براثن الاستعمار
وكان تاثير بدر في النتاج الشعري لشعر سعدي كبيرا في مراحله المُبَكِرة .
واسلوبية بدر تمثل اضافة جوهرية ينبغي علي كل فنان ايجادها في فنه
وطبيعة البناء المحكم في قصيدة بدر شاكر السياب يعتبر معجزة في القصيدة العربية ،
وبدر يحترم الوزن ولم يتخلي عنه
والمكان في شعر سعدي يوسف هو الاطار الذي تبني عليه قصائده معتبراً الشعر الجاهلي هو نهاية الشعر العربي لان الاسلام قضى على الشعر في تخصيص وظائفه عبر توظيف النص بماينسجم مع قوانين
الشريعة، واستمرار المقدمة الطللية عند شعراء العصر الاموي والعباسي هو تقليد لشعراء العصر الجاهلي وليس تجديدا في الشعر العربي مؤكداً ان الشعر سؤال وتشكيك وهذا مارفظه الاسلام في الشعر ؟
وقولُ : “ماعلمناه الشعر وماينبغي لَهُ ” موقف واضح من الاسلام تجاه الشعر .

الصراع بين الرآسمالية والاشتراكية واثره علي الفن
نظريا الصراع باقياً وهيمنة الرآسمالية لاتعني انتهاء الصراع الذي صنع اصطفاف حقيقي لماهو رديكالي معادي للاستعمار، لان الرآسمالية كانت ممثلة للاستعمارحتى آلان، وكانت الحركة الابداعية في العراق تسعي لتحرير العراق من هيمنة الاستعمار الذي اخذ اشكالا مختلفة في المنهج، والاسلوب، والجوهر، لكنها متوحدة في الاهداف والغايات حتى الحظة، والغالب الاعم لرموز الحركة التحررية في العرق هم التيارات اليسارية التي تعتمد علي جماليات الفن والانتماء ونظرية الفن للفن
والجواهري العظيم تبنى الحركات الجديدة في الشعر العربي عبر تبنيه بدر شاكرالسياب
وكان ينشر له قصائد في صحيفته ما ساهم في نشر الشعر الجديد لبدر شاكر السياب ، لان شاعراً مثل الجواهري لم يقف ضد الشعر الحديث في العراق بل ساهم في نشره ، علي العكس فيما حصل في مصر
ما مكن السياب من التجديد والابتكار في الشعر العربي كونه ابن
الشعر العربي ومحول مجراه حسب رسالة للشاعر محمود درويش ارسلها في ذكري الشاعر بدر شاكر السياب
. كما مثل الشاعر الرصافي اهم شاعر عراقي غرس روح الانتماء والمواطنة في تاريخ العراق المعاصر الذي غُيِّبَ من المشهد الثقافي العراقي اليوم ؟ حيث طالب الشاعر سعدي يوسف اعادة الشاعر معروف الرصافي للمشهد الثقافي العراقي ودعى ضم نشيد نظمه الرصافي في النشيد الوطني ألعراقي
سعدي يوسف شاعر ناهض الاحتلال واتباعة
الخوض في المعترك السياسي للشاعر الكبير سعدي يوسف لازمه منذُ بدايات حياته ونظوجه المعرفي الذي ادخله المعتقلات والسجون في البصرة، وسجن ونقرة السلمان الشهير وسجن بعقوبة
تجارب قاسية ساهمة في صلابة الموقف ورباطة الجأش لكنها أثرَت في جانبها الاخر، حب الحياة والاستمتاع بمباهجها الحسية والفنية من خلال عشقه للفن التشكيلي والمرأة ونسج علاقات حميمة مع اهل الشعر والفن والمعرفة .
وتم تكريمة لجوائز عديدة ، ومن اهمها جائزة سلطان العويس في عام ١٩٩٠ التي تم سحبها اثر مقال تهكمي ضد الشيخ زايد في عام ٢٠٠٤
بعد تهديد يعرض اللجنه التحكيميّة للسجن من طرف اولاد الشيخ زايد إذاما سحبت الجائزة حسب تاكيد الشاعر سعدي يوسف .
مشيدا بالموقف الوحيد للمرحوم احمد راشد
كونه يمثل خروج عن حيادية الجائزة ويُقيد مواقف الشعراء والمبدعين من قضايا مصيرية.
وعن الشعراء العراقيين الذين لم يكن لهم موقف نقدي من نظام البعث كالسيد عبد الوهاب البيّاتي وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم الكثيرين . او ممن نمت مواهبهم المعرفيَّة في الأدب والشعر تحت ضل الدكتاتور ! انهم خسروا الشئ الكبير ؟ الا وهو الشعر . لم يبقي عندهم شعر .
هناك مسآلة ضرورية جدا عند الشاعر سعدي يوسف وضع اشارات تنبيه للقارئ من خلال تسمية المسميات باسمائها بصدق ووضوح من خلال عرض مفصل وحقيقي لتأريخ
اشخاص متطفلين علي الوسط الثقافي ويمثلون المنظومة الامنية للنظم المخابراتية في بلدهم، وهم الحلقة ألأضعَف في الاستخدام ضد شعوبهم، لانهم يشكلون وسيلة خطيرة في
اعادة دور مارسوه اذامااتيح لهم ذلك .
وقد عبر في مقال القرية السورية ومقالة عن ابراهيم غليون التي فيها ارشيف لسيرة غليون بتوثيق مفصل ودقيق
وعن انصاف المثقفين والمرتزقة وعملاء النظام العراقي السابق
الذين تحولوا الي جسورتربط بين ثقافات متعددة بعد ان كانوا جواسيس
مشهورين في بلدانهم عبر ارتدادهم الزي العسكري الزيتوني، وتفانوا في خدمة المجرم صدام
مستثنيا حميد سعيد الذي كان مسؤلا بعثيا ورئيس تحرير صحيفة الثورة ،
لانه لم يكن جاسوساً ولامرتزقاً يقدم الشكر والتهاني للسفارة الامريكية في سويسرا لاحتلال امريكا العراق كما فعل السيد علي الشلاه ورسائل الشكر والمنة لبوش علي قتله الشعب العراقي المظلوم .
اما عن علي الشلاه الذي كان مدير لكلري الفينيق في عمان الذي تعود ملكيته للمقبور برزان ابراهيم التكريتي
وعلي الشلاه كان مكلف به ، لإن كلري الفينيق وكر مخابرات اساسي في عمان وبإشراف عبد الوهاب البياتي الذي كان
مكلف من شعبة ألأمن السياسي في استقبال الكتاب البعثيين في الكلري وعلى علاقة وثيقة بعلي الشلاه، واستقبال كتاب بعثيين يرسلهم عدي لغرض ارسالهم لدول اللجوء في أوروبا
لإختراق الجاليات العراقية هناك، وتم ارسال العديد من جواسيس عدي للدول الأوربية ومن ظمنهم علي الشلاه الذي رشحه البياتي الي ايطاليا ودخل منها الي سويسرا ،
مؤكدا ان هذه المعلومات عادية والكل يعرفها في عمان
اما عن تسنم هذه النماذج مناصب حيوية في عراق اليوم رغم الاختلاف المبدئي لقادة العملية السياسية لهذه النماذج القذرة ! يعود الي ان السياسة في عراق الْيَوْمَ هي فن الكذب والخديعة كما عبر في نهاية حديثهُ ، موجها رسالة الي السيد المالكي في تعزيز المصالحة الوطنية ليقف العراق علي قاعدة متينة تعزز السلم الاهلي .