19 ديسمبر، 2024 12:52 ص

مُنذ عام 2003 واتضاح سيطرة ايران على عراق مابعد سقوط صدام ،، جعل السعودية تصاب بالجنون .. فقد اعتقدت لوهله ان امريكا سوف تُسلمها العراق او على اقل تقدير تجعل لها يداً طولى والحاكم مابعد الحاكم العسكري والمدني في العراق ..
السعودية سكتت كثيراً ولم تتحرك بأيجابيه او تحاول كسب ود العراقيين في حينها،، ومنعت باقي العرب من التقرب او التودد ،، لانها بأنتظار المنحة الامريكية وهذا ما لم يحدث وتفاجأة ببسط ايران لنفوذها في العراق ،، وبعدها بدأت بحرب احراق العراق عبر الأرهاب وبكل الوسائل ،، ومع هذا وواقعاً استمرت ايران هي المسيطرة على المشهد العراقي ..
ودعمت السعودية وبعض الدول العربية الثورة الخضراء حسب المسمى العام لما حصل في ايران اثناء فوز نجاد في انتخابات 2009 بسبب وجود شبهة تزوير في الأصوات ..
دعمت وهللت وناصرت الربيع الأيراني ولكنها خرجت خاسرة ايضاً ،، حينما هدأ كل شيء واستمرت ايران بل اصبحت اكثر قوة ونفوذاً في المنطقة ..
وجاء الربيع العربي واهتزت كراسي وعروش اصدقاء السعودية من الحكام والأمراء وحاولت اسنادهم وفعلاً نجحت في مرة وخسرت في اخريات .

جنون السعودية اصبح على اشده من ايران بسبب الأسد ..
فهي ومنذ عام 2011 تحاول بشتى الطرق ان تُسقطه عبر المال والسلاح والارهاب والدعم المفتوح للمعارضة المسلحة والداعشية او القاعدية حتى .. ومع هذا لم تنجح وتغتاض من دعم ايران السياسي والعسكري للأسد ..

نجاح ايران في العراق وسوريا جعل السعودية تفكر في مواجهه حقيقية معها وليس عبر ادوات ..
حاولت ان تجرها لحرب في اليمن حينما نفذت ما تعتقده عاصفة الحزم ضد الحوثيين وصديق الأمس ،، الفكر السياسي السعودي اعتقد ان ايران سترد عسكرياً على هذا الهجوم لدعم الحوثيين حلفاءها،، وحينها سيكون الرد امريكي قاصم وقاتل لايران ، وهذا مالم يحصل ،، ولم تتدخل ايران عسكرياً كما كان مؤملً .
فكرت في جر ايران للمواجهه مرةً اخرى عبر قتل الحجاج الايرانيين في ما يسمى حادثة التدافع ،، وغضبت ايران ولكنها ايضاً لم تنجر لما تريد السعودية ،، بل زادت انتصاراتها عبر الأسد في سوريا ..
واعدمت السعودية النمر وفي اعتقادها ستكون هناك مواجهه حتمية ورد فعل عنيف من ايران تستطيع بعدها امريكا من توجيه ضربات عسكرية للبلد العدو ،، وايضاً لم تدخل السياسة الايرانية من الباب السعودي ،، بأستثناء تهور بسيط تم بالقيام بحرق السفارة السعودية في طهران ..

وجاءت اتفاقية السلام والمصالحة ورفع العقوبات الامريكية والغربية مع ايران واسترجاع لمليارات الدولارات المجمدة وانتعاش الأقتصاد الايراني في وقت يمر به الأقتصاد السعودي بأزمة بسبب انخفاض حاد لأسعار البترول في العالم ،، جاء كل هذا كالقشة التي قصمت ظهر الغطرسة والتخطيط السعودي ضد ايران السياسة ..

السعار السياسي السعودي اصبح على اشده ،، مؤتمر جنيف يشارك به وفد عن حكومة الأسد وهذا مالم يحصل سابقاً ،، قوى من المعارضة مدعومة من السعودية تمنع من المشاركة ،، دمشق تتحصن اكثر وتتوسع يد السلطة عليها وحلب تسقط من المعارضه والأسد سيصل لحدوده مع تركيا ،، وكذلك قواته تقترب من الرقة معقل داعش ،، والمفارقة الأكثر أيلاماً ان الأسد باق الى الأن ويحقق انتصارات عسكرية بفضل الجهد الروسي والايراني ..

وبعد كل هذه الأخفاقات السياسية والعسكرية السعودية تأتي اليوم وترسل طائراتها الحربية الى قاعدة انجرليك التركية وتُصرح بأنها ستتدخل برياً في سوريا ،، للمساهمه في ضرب والقضاء على داعش ( مع ان داعش وحسب التقديرات الامريكية والغربية انحسرت قوتها واصبحت في وضع لا تستطيع التوسع فيه ،، فلماذا السعوية تفكر الان في داعش !! ) وهذا الهدف المعلن ولأجل ضرب قوات الأسد وايران وتقويض قوتهم وهو الهدف الحقيقي ..
وهي تعلم ان هذه المنطقة وجزء من العراق من الأماكن الملتهبة .. والوجود والأحتقان الروسي من الأتراك قد يفجر العالم ان قامت هي وتركيا بفعل عسكري غبي ..

مشكلة السعودية انها دولة تتعامل بسعارها السياسي مع ايران الدولة التي تصنع السياسة .