23 ديسمبر، 2024 6:43 م

سعادة السفير العراقي في القاهرة (ضياء الدباس) ،، نقطة نظام

سعادة السفير العراقي في القاهرة (ضياء الدباس) ،، نقطة نظام

 القاهرة ليست كبقية مدن الأرض ولا مصر دولة تٌشّبه بقية الدول ،والأسباب لا تخفى عن البعض. فمصر كدولة واحدة من أهم الدولة التي تمتاز بالحيوية والنشاط والصخب والثقافة والحرّاك السياسي والإجتماعي والأقتصادي ،كما أنها تعتبر مركز او نقطة إرتكاز الإعلام العربي قاطبة وتتعدى الى ابعد من هذا.
 وللعراق في مصر جالية كبيرة وعلاقات اقتصادية وسياسية وإجتماعية ولوجستية واسعة ومهمة . ومصر في هذة الفترة مرت بظروف وتطورات سياسية ومجتمعية واقتصادية كبيرة ، أثرت بشكل او أخر على الفرد العراقي الموجود في هذة الدولة ،ومع هذا كله نرى أن أغلب ان لم يكن جميع سفارات الدول الأخرى في مصر تعاملت مع الأمر بحذر وحرص كبيرين وهيئت الظروف والخطط البدلية من أجل ان تضمن الأمن والأمان لرعاياها ،إلا سفارة جمهورية العراق بسفيرها الجديد السيد (ضياء الدباس) .
 فالسيد (ضياء الدباس) منذ وصوله الى السفارة وحتى لحظة كتابة هذة الأسطر ومنذ اكثر من ثلاثة شهور وهو يقبع جالسا وراء مكتبه الوفيّر ،ولا يسمح بمقابلة أحد او محادثة احد او حتى ان يسمح لكادر السفارة العراقية التي عرف عنها خلال السنتين او الثلاثة الماضية النشاط والهمة والأهتمام بالوضع العراقي عموما والجالية العراقية في مصر خصوصا ، بأن تقوم بعملها كما ينبغي وبتلك الصورة التي عرفت فيها ،خلال فترة تسلم السيد السفير (نزار الخير لله) مهام السفارة منذ عام 2008 والى نهاية 2012.
 أما السيد السفير البديل الأستاذ(ضياء الدباس) على ما يبدو مازال معتكفا في صومعتة الدبلوماسية ،ولا يدري شيئا عن رعايا العراق الدولة التي كلفتة ان يقود سفارتها وتمنحه مرتبا وامتيازات فلكية من امول هؤلاء الرعايا. فليس لأمر ذا أهمية كبيرة كما يبدو بالنسبة له !.
 لأن السيد الدباس بأختصار “آمنْ العقاب”. ليس هو وحده بل كل الذين جاءت بهم الأحزاب والكتل السياسية ضمن نظام المحاصصة المقيته ، ناهيك عن كون السيد (ضياء الدباس) من مرشحي حزب السيد رئيس الوزراء ، وكما يقال : “أبن الحكومة مدلل” .
 غير أن السيد (السفير المدلل) نسى اوتناسى أن القاهرة محرقة الأسماء والمناصب والتسميات ، والقاهرة أكبر من الشخصيات التي تعتمد على حماية سياسية او حتى حزبية ، السيد السفير العراقي في القاهرة نسى او تناسى أن القاهرة مدينة لا تتقبل الهامشين والذين في عيونهم حوّل او قصر نظر.
ففي جمهورية مصر عشرات الألاف من العراقين(عوائل ،طلبة ودارسين،تجار،سياح،مقيمين)
وهؤلاء لهم حقوق على سفارة بلدهم التي تبلغ تكاليفها المالية ملايين الدولارات سنويا ،ولهم حقوق ان تكون للسفارة لجان وأشخاص يتابعوا شؤنهم ويقفوا الى جانبهم في أوقات الأزمات والشدائد ، ناهيك عن الكثير من القضايا الحساسة التي حصلت والتي كان الأستهداف فيها للعراقيين بصورة مباشرة مثل قضية (الشيخ حسن شحاته) وحادثة قتلة وما كانت تحمله هذة القضية من قلق كبير لغالبية العراقيين هنا في القاهرة وانحاء جمهورية مصر العزيزة، ثم ثورة 30 يوليو والتي اربكت الجو والوضع العام في جمهورية مصر ، وما تلاها من أحداث . حتى أن وزارة الداخلية المصرية أشارة في احد بياناتها الى تحذير العراقيين مع السوريين والفلسطينيين .. هذا كله حدث خلال شهر او أكثر والسيد السفير المحترم لا يبرح جناحة في فندق (ماريوت الزمالك) ولا مكتبه في المهندسين ،ولم يكلف نفسه حتى في مقابلة وفد الطلبة الذين جاءوا من محافظات مصر للتباحث معه في اتخاذ الأجراءت اللازمة قبل ثورة 30 يونيو في مصر. لقد رفض مقابلتهم حتى ولم يسمح لهم بطرح قلقهم وتخوفهم من الأوضاع.
ثم لم يكلف نفسه ان يبلغ اركان سفارته في ان يبادروا في السؤال عن احوال الجالية العراقية او حتى بالأتصال التلفوني مثلا.
ان السيد سفير العراق المحترم في القاهرة يتحمل وحده مسؤلية التجاهل والتعالي والترفع عن ابناء العراق الذين لا يملكوا إلا جواز سفر وجنسية عراقية ،وليس لديهم كالسيد السفير المحترم جواز سفر اوربي. والسيد السفير المحترم مطالب بأن يبين أسباب هذا التجاهل أمام الرأي العام وان يقوم بتقديم الأعتذار الى العراقين في القاهرة نتيجة تقصيره المتعمد وسوء إدارته لأزمة كبيرة تعرض لها المواطن العراقي في دولة هو يمثل العراق كله فيها.
واليوم نوجه هذا الرسالة لعل ما فيها يذكي عراقية من تخلى عن عراقيته ونسى أن الشعب هو السلطة وهو المرجع ونحن جزء من هذا الشعب.

• كاتب وفنان عراقي ( عضو المكتب التنفيذي لإتحاد الفنانين العرب)