في روايه واقعه في العهد اللاموي..حين تولى الحجاج بن يوسف الثقفي حكم العراق وتميز عهد حكمه بطابع الظلم والدكتاتوريه والقسوه والاستبدادحيث اصدر قوانين عده ومن جملتها قانون حضر التجوال اي كان يقوم بقطع رأس كل من يخرج ليلا بعد صلاة العشاء متجولا في شوارع المدينه..فترى الناس نيام مبكرين (كنوم الدجاج) وهذا النوع من الاستدراك في السياسه والدراسه لهذا الحاكم لطبيعة المجتمع ورسم خطوط مسيرة حكمه لغرض تعزيزها بوسائل علميه ومجتمعيه……..وفي احدى الليالي كان رجل قد ارتحل من البصره مسافرا ليصل حدود مدينة الحجاج ليلا دون ان معرفته بما استجد من قوانين حجاجيه جديده فما كان له الا القبض عليه من قبل جلاوزة الحاكم
الذين كانوا يجولون المدينه ليلا بحثا عن مخالفا او ساهيا اولاهيا لكي يطبقُوا عليه قانون الحجاج بغية تقوية اركان حكمه
وبعد القبض على هذا الرجل واقتياده الى الحجاج لغرض المساءله والتحقيق وليست (المساءله والعداله)فتجهم وجه الحجاج سائلا …الم تعلم الامر هناك منعا للتجوال في المدينه…فاجاب الرجل..لااعلم كوني غريب على المدينه وقد اتيت من البصره مسافرا ولاعلم لي بقوانينكم هنا وشاء الامر ان اصل ليلا وقد فاجئني حراسك باقتيادي اليك
وها انا امامك….فنظر له الحجاج طويلا وقال له..انا اعلم جيدا بأنك لاتعلم بالامر ..ولوعلمت لما خرجت ولكن هذا لايعفيك من العقاب كوني اطبق القانون ولااعفي احد من ذلك…قال الرجل وما العقاب….قال اقطع رأسك ليستقيم القانون ويخشى الناس الامر..فانبهر الرجل من الامر وراح يندب حظه……فتطلع في الحجاج ورأى معالم وجهه ما
يدل على اجرامه واصراره في تنفيذ الامر
فطلب منه ان يمنحه ساعات للاتصال باهله كونه يملك بعض الامانات ليتسنى له تسليمها الى اصحابها ويودع اهله…..فسخر منه الحجاج وتهكم منه وقال لوتكفلك احد من هولاء اشارة منه الى حراسه ساقوم بذلك وامنحك مهله استرداد اماناتك وودائعك…….فاطال النظر الى الحراس حتى وقع نظره على احد الذين تجمعه علاقه ومعرفه بوالده فراح يشيد بكرم وشجاعة والد الحارس ويطلبه بان يتكفله سويعات تعينه على استرداد الامانات قبل موته بعد ان اطال اللكلام بصفات ذلك الوالد مما جعل الحارس ان يستجيب له ويقبل تكفله بعد ان اخذته الغيره والحميه لذلك…وراح يقول تكفلتك بحياتي يا هذا
فسارع الحراس لاقتياد زميلهم وتجريده من سلاحه واوثقوه على عمود الحكم حين انتظار عودة هذا الرجل البصري صاحب الوعد فما كان بالحجاج الا ان يتخطى امام هذا الحارس الموثوق على العمود وكل ما مر ُ بضع ساعات اشار له مناديا ….لقد ذهب نصفك …وبعدها يناديه لم يبقى منك الا الربع وكان يستطيل السخريه منه ويعلمه بالقول كيف لك ان تتكفل من هو ينتظر الموت….فاني لاارى عوده له وستكون ضحيه بائسه لهذا الماكر….ما ان خلص من كلامه واذا بذلك الرجل صاحب الوعد يقف على رأس الحارس الموثوق الذي تكفله ويثني عليه بالشكر والامتنان لذلك الموقف الكريم والشجاع……فاندهش الحجاج من قدوم هذا الرجل وقال ..كنت اظنك لن تعود ما لمجنون ان يعود لمنيته….فاجاب الرجل البصري بكل هدوء لقد قطعت وعدا على نفسي..ومن لاوعد له لادين له فاذهل الحجاج من بلاغة القول وقدر الصدق والشجاعه فعفى عنه لصدقه ووعده وكرُم حارسه لحميته وشجاعته
ومن هنا اخلص الى اهمية الوعود واثرها في صناعة المجد والنجاة في مسيرة التاريخ كونها عكست منهج الدين والخلق كما اربكت مسيرة الظلم والاستبداد املا منا ان
تكون وعود السياسيين يشوبها الصدق والشجاعه لتؤمن نجاة قوارب هذا الشعب البائس الى شواطىء الامان وان لاتصبح هراء يوميا مسخا على الشاشات يتسابقون على
تلاوته على مسامع الناس مصحوبا بالمكر والكذب المسرف