امتزاج وتداخل وتشابك التقنيات المتطورة المختلفة وتوظيفها في مجالات عديدة ، جعل طفراتها النوعية تتسارع الى درجة لايمكن ان تتضح حدودها ومنها الاعلام في ظل التقدم التقني الهائل في شبكة الاتصالات المعلوماتية والاقمار الصناعية والبرامج الحاسوبية ، وفي الوقت الراهن اتخذت الصناعة الاعلامية اتجاهات عديدة وتجاوزت وظائفها ومهامها المعروفة بالتثقيف وزيادة الوعي ونقل الاخبار والاحداث والمعلومات الى اتجاهات اخرى ، تركز في معظمها على الترويج السياسي والتجاري البحت حيث اصبحت الوسائل الاعلامية من اكثر الادوات المتبناة لفرض التسيد والسيطرة على ملامح التغيرات التي يشهدها العالم وتوجيهها وفق منطلقات رسائل تلك الوسائل الاعلامية ، ويمكن ان نقول ان الاعلام اصبح بديلا عن الاسلحة التقليدية في الحروب والغزوات حيث صولاته مشهود لها في ذلك المضمار بغض النظر عن طبيعتها الايجابية او السلبية ، لكونه امتلك الناصيتين بالغزو التخريبي والتحريضي والتلفيقي على سياسة الفبركة والتضليل او تلاقح ثقافي ومعرفي انساني شامل لزيادة الوعي واكتشاف الحقائق وتسليط الضوء على خفايا الامور في دهاليز السياسة ونواياه المبيتة ،والسيف الاعلامي ذو حدين في الثورة المعلوماتية الراهنة في الفضاء اللامحدود وامتلاكه الامكانية والقدرة على خلق صورة للاحداث وفق مصالحه واهدافه ويقدمها كحقائق رغم مخالفتها وتناقضها وتقاطعها بالتمام مع الحقيقة ، لهذا من المؤسف ان ذلك الاسلوب في اكثر الاحيان قد حصد ثمار التضليل من خلال كسب قناعات قطعات كبيرة من شرائح المتلقيين لتلك الرسائل وخلق المناخات لتتفاعل مع ما تطرحه من افتراءات بألباسها الاقنعة لاستمالة الراي العام ليتعاطف معها ، و الشواهد كثير على ذلك المكر الاعلامي الى ان وصل الى درجة تبرير الدم والقتل والدمار والخراب الذي تعيشه المنطقة مع الاستمرار المحاولات الحثيثة في فرض حرب طائفية خطيرة على شعوب المنطقة لتحترق بظلاها وتحقق هدف اعدائها المعروفين للقاصي والداني ، لذا اصبح السيف الاعلامي مثلوما بمساندة الباطل ،في كان عليه ان يكون على عكس ذلك سيفا للحق في وجه التضليل والفساد وتشويه الحقائق.