السيد السستاني لايقل ولعا بالانتخابات عن المراجع الخميني والخامنئي اللذان قدماها على الصلاة والصوم . والغريب ان الكثير من الممعممون الشيعة ومنهم السستاني يلعنون لحد هذه الساعة الانتخابات التي جرت في( سقيفة بني ساعدة ) قبل اكثر من الف واربعمائة عام ويعتبرون كل شر يحدث في هذا اليوم هو ابن الشر الذي ولد في ذلك اليوم . وحجتهم في هذا ان الارادة الالهية المقدسة لوحدها هي من تنصب الملوك والخلفاء والقياصرة مثلما حدث ب( اية التبليغ.. ) وحديث الولاية ( من كنت مولاه …) وخطبة( غدير خم ) . . اذن ماذا جرى للمعميبن الشيعة في القرن ( العشرين ) الخميني ( وفي القرن الواحد والعشرين ( السستاني ) هل اكتشفوا ان الزمن تغير وماكان صالحا طيلة الف واربعمائة عام قد انتهت صلاحيته في عام ١٩٧٩ وعام ٢٠٠٥ . واذا كان الامر كذلك فلماذا هم مستمرون بلعن ( السقيفة واهلها) ويتاجرون ب ال البيت االمغتصب ملكهم لحد اليوم ولماذا لايعلنوها صراحة ان ( اهل السقيفة ) كانوا على حق عندما سبقوا زمانهم بالف واربعمائة عام فجعلوها انتخابات شعبية وليست وراثة قيصرية او كسروية . وبهذا تختفي المذاهب السنية والشيعية ونتخلص من الصراع المذهبي التافه الذي احرق الاخضر واليابس وكلف العراق لوحده اكثر من ثلاثة ملايين قتيل وضياع ثروات هائلة خلال الاربعين عاما الماضية ومازال (الحبل على الجرار ) .من الصعب جدا ان يصدق اي عاقل ان السسستاني لايعرف ماجرى ويجري على ارض الواقع من مأسي في العراق نتيجة الانتخابات التي اصر عليها وباركها واصبح شاهد زور عليها والتي سلطت كل مافيات الفساد والتطرف المذهبي من الاحزاب الاسلامية الشيعية والسنية على رقاب الشعب العراقي واهلكت الحرث والنسل . وعندما بلغ السيل الزبى واكتشف البعض من العراقيين انه خدع وظلل فاخذ يصرخ ( باسم الدين باكونة الحرامية ) ركًب السستاني الموجه خوفا من الفضيحة مثلما ركبت ( ام المؤمنين ) الجمل واخذ هو الاخر يطالب بدم عثمان ( دم الشعب ) الذي قتله قائلا ( يجب ان يضرب الفاسدين بيد من حديد) وادعى (ان صوته قد بح ) و انه ( زعل ) على الفاسدين واغلق باب بيته بوجوههم مثلما كان يزعل اباء شقاوات العراق في العصور العثمانية المظلمة على ابناءهم ويغلقون ابوابهم بوجوهمم حينما يضج الناس منهم . ان الانتخابات والديمقراطية في كل دول العالم ماهي الا طريق يوصلها للرفاهية والتحضر الا انتخابات وديمقراطية السستاني بالعراق فانها سلخت الشعب من انسانيته وافقدته كرامته وجعلته يركض وراء الامان والعدل وابسط متطلبات الحياة . فانتخابات السستاني حولت العراق الى حلبة ملاكمة تتصارع فيهاالمليشيات الشيعية المقدسة مع المليشيات الارهابية السنية المقدسة و كلاهما مدعوم من القوى الاقليمية( ايران، سعودية ) والدولية ( روسيا، امريكا ) التي لاتريد لهذا البلد اي خير والشعب العراقي هو الضحية . كل من يستخدم عقله يشك ان السستاني لايعرف ان العراق لايمتلك اي بنية تحتية للديمقراطية وان انشاء هذه البنية في العراق تستغرق اربعون عاما بافضل الاحوال لان المجتمع العراقي مكبل بالعبودية من راسه حتى اخمص قدميه فهو يرزح تحت ثقافة ابويه طفيلية ( عشائرية – دينية ) يغذيها الاستبداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي منذ ان خلق الله الارض ومن عليها. وان انشاء اي بنية تحتية ديمقراطية بصورة سريعة جدا في بلد مثل العراق تتطلب وجود نخب بشرية متحضرة تعيش عصرها تشبه ( غاندي وجواهر ال نهرو) تحرق المراحل و تاخذ بيد العراقيين الى بر الامان وتختصر عليهم طريق الماسي . ان الكوارث التي مر بها العراق خلال الاربع عقود الماضية تثبت بما لايدع مجالا للشك انه( عقيم) ولايستطيع انجاب نخب بشرية متحضرة تعيش عصرها وهذا هو تفسير لماذا انهزم المجتمع العراقي لحل مشاكله بداية القرن الواحد والعشرين الى ( السوبرمانات المقدسة ) واتخذ منها قدوة ومنقذ وهي التي انتجتها السماء في القرن السادس الميلادي لحل مشاكل الانسان في للعصور البدائية وليس لعصر العلم والتكنولوجيا ومعجزات العقل البشري .. العقل والمنطق يقول ان السستاني وكل المعممون من الصف الاول المحسوبين عليه بداخل المدينة القديمة وخارجها كانوا يعرفون ان الانتخابات بالعراق بغياب اي بنية تحتية ديمقراطية بهذا البلد يعني الذهاب الى ( الفوضى المقدسة الدائمة ) والتي سيذهب ضحيتها الشعب العراقي! اذن لماذا يصر السستاني على المسير بهذا الطريق المظلم (ويجرع الشعب العراقي السم )كل يوم … هل هو رهينة ومجبر بالقوة الغاشمة( وتحت التهديد والوعيد) على السير بهذا الطريق !؟؟ هذا السؤال سيجيب عليه التاريخ بصورة قطعية عندما تكشف وثائق هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق ومنطقة الشرق الاوسط بعد اكثر من مئة سنة !؟ ولكني اتوقع ماسيقوله التاريخ بعد اكثر من قرن عن هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق !؟ سيقول التاريخ ان القوات الامريكية سيطرت عام ٢٠٠٣ على (المنطقة الخضراء) في بغداد بينما سيطر الحرس الثوري واطلاعات التابعة للنظام الايراني على( المدينة القديمة) في النجف واصبح مكتب الخامنئي يصدر الفتاوي والبيانات والخطب ويرسلها لمكتب السستاني يختمها بختم السستاني وينشرها باليوم التالي . وهذا هو تفسير مقولة ( لولا ايران لما استطاعت امريكا احتلال العراق ) . وامريكا مرتاحة جدا للدور المدمر الذي يلعبه النظام الايراني بالعراق
لانه يعجل بتقويض المجتمع العراقي و الدولة العراقية على المدى القريب والمتوسط . اما المعارضة الاعلامية الامريكية لهذا الدور فهو لذر الرماد بالعيون . البعض سيقول هذا السيناريو لايتقبله العقل !؟؟ ولكن العقل يتقبل ان رجل مثل السستاني لم يتعطى السياسة ومعزول لاعلاقة له بالشان العام طيلة حياته وكان مسالم مع صدام قرابة ثلث قرن يصبح سياسي لايشق له غبار بين ليلة وضحاها عام ٢٠٠٣ ويتبادل الرسائل مع زعماء الدول العظمى !؟ والعقل يتقبل ايضا ان يرفض مرجع العراق بعهد صدام ( السيستاني )التبعية للخامنئي ويتقبل الاخير هذا برحابة صدر وهو الذي فعل بمرجع ايران بعهد الشاه ( كاظم شريعة مداري ) مالم يفعله يزيد بالحسين بكربلاء لانه لم يرضخ له ولالسيده الخميني ورفض ( ولاية الفقيه ). والعقل يتقبل ايضا مافعلة ب ( منتظري ) ومهدي كروبي ومير حسين موسوي وهم من اعمدة ماتسمى بالثورة الايرانية .. كل هذا يتقبله العقل ولكن لايتقبل يكون السستاني تابعا للخامنئي !؟ البعض سيجادل ان امريكا قادرة على حماية السستاني من الخامنئي .. والكن امريكا ليست مركز شرطة مفتوح لحماية اي احد بدون ثمن .. ثم لماذا لم تستطع حماية ( عبد المجيد الخوئي ) من الخامنئي !؟؟ في النهاية فان اي مواطن عراقي متحضر يطالب باجراء الانتخابات في العراق اذا توفرت البنية التحتية الديمقراطية ولكني اجزم ان ان دعوة وتطبيل السستاني لكل الانتخابات التي جرت بالعراق مع انعدام اي بنية تحتية للديمقراطية في العراق هو قمة الخداع والتظليل .