22 ديسمبر، 2024 7:05 م

سر كورونا العظيم!!

سر كورونا العظيم!!

في جميع كتاباتي وتحليلاتي احاول ان ابحث عن الحقيقة لتقديمها للقراء الكرام حتى وان كانت في بعض الأحيان مقلقة او صادمة, فذلك افضل بكثير من الخداع والتضليل كما يتقنه للأسف اليوم البعض اما للتكسب او للشهرة .

فمن الواجب الشرعي والأخلاقي عند وقوع الكوارث والأزمات ان يلتزم الجميع وخاصة من له علاقة مباشرة في التعاطي معها من الملوك والرؤساء والقادة والسياسيين والأطباء والباحثين والاقتصاديين والكتاب والإعلاميين بل حتى الدعاة والمصلحين ممن لديهم معلومات دقيقة ومن مصادرها الموثوقة ان يتحلوا بالمهنية والأخلاق ومكاشفة الناس والتعامل معهم بصدق وشفافية دون الاستخفاف بعقولهم أو حجب المعلومة المفيدة عنهم أو تضليلهم بروايات اشبه ما تكون بالأساطير والخزعبلات ،كما يستوجب تسخير جميع الإمكانيات المادية واللوجستية لتجاوزها بعيدا عن حسابات الربح والخسارة و سياقات الميزانية والصرف الحكومي, وان تتظافر الجهود الحكومية وجميع منظمات المجتمع المدني وأصحاب رؤوس الأموال لان الجميع بحكم القدر في مركب واحد ،

فهكذا ارتجاجات وزلازل تتطلب التعامل بأقصى درجات الحكمة والحلم والتضحية والشجاعة مدعوما بالحزم والصرامة من اصحاب القرار،كما يتطلب من الشعوب الإمتثال التام بجميع الارشادات والقوانين حتى وان كانت قاسية وتتجاوز حدود التحمل والمعقول فالأمر خطير وجلل..

يتابع البعض مرغمون نتيجة لجلوسهم من جراء الحجر الاحداث أولا بأول , ومع وقوع هذه الجائحة تم تشويش الشعوب إعلاميا وذهبوا بهم الى معسكرين متضادين ,احدهما يرجح ان ما حصل هو مؤامرة كبرى على البشرية برمتها لإعادة السيطرة على العالم بين القطبين العملاقين أمريكا والصين اما باتحادهما او بإزاحة احدهما لللآخر , وبين من يوعز ذلك الى ان الفايروس حاله كحال العديد من الأوبئة والأمراض التي اجتاحت الأرض منذ بدء الخليقة وسيصبح من الماضي بعد إيجاد وتوفر اللقاح المضاد له.

وسيبقى سر فايروس كورونا العظيم وانتشاره بإنتقائية لغزا محيرا كلغز سور الصين العظيم,!!

ولن يستطيع احدا في الوقت الراهن بل حتى مستقبلا فك طلاسمه,وصدقوني عندما تتجاوز البشرية هذه الجائحة سيتوارى عن الأنظار كل من كان له يدا بوقوعها ليدفن معه سره ,سواءا اكانوا افرادا ام دوائر مخابرات واستخبارات او باحثين ومختبرات,, وستحرق معهم بحوثهم وسيمحى أي دليل يدينهم, كما هلك العديد من الرجالات والانظمة الذين كانوا سببا في نشوب الحروب واندلست تحت الارض آثارهم او تم تصفيتهم في ظروف غامضة وعلى مر صفحات التاريخ..

اما اذا انفضح الامر قبل ان يتم التخلص منهم ومن آثارهم سريعا فلا محالة اننا مقبلون على حرب عالمية مدمرة من جيل متطور ربما طرقت مسامع البعض منا لكننا لا نتصور ابدا قوة تدميرها حيث تكاد تكون جميع الحروب السابقة معها كلعب أطفال!!

مما سبق فيجب التعاطي مع الموضوع بجدية بعيدا عن كل تأثير خارجي وتغليب لغة العقل على العاطفة,, فلا ينبغي الافراط في الترهيب والتهويل وبث الهلع الذي يحطم النفوس وربما يقضي عليها قبل ان يداهمها الفايروس ، كما لا ينبغي تعطيل جميع مفاصل الحياة وشل الإقتصاد والإضرار بمصالح الناس كما سلكته بعض الدول دون دراية وعلم مسبق وبحث معتمد رصين ودون وضع الحلول البديلة ، بل انسياقا وسيرا وراء المجهول وعلى وقع خطوات دول كبرى في حلبة الصراع برعوا في التطبيل لها وسخروا لها اجندتهم الاعلامية الضخمة لإيقاع اكبر عدد من الدول في المصيدة, لتصحى بعد برهة تلك الدول التابعة وقد تحطم اقتصادها تحطيما لتعجز بعدها عن العودة لوضعها الطبيعي مما سيفقدها نهاية المطاف قرارها المستقل ويزعزع سيادتها أن لم يهدد كيانها بالكامل لتطرق الأبواب لاهثة خلف القروض المكبلة لها!

كما لا ينبغي التفريط الى حد الامبالاة والغفلة عن التحوط لعواقب الأمور والركون لبحوث ولآراء مضللة زائفة على النقيض تماما من الوجه المتشدد الآخر, بل ينبغي التبصر قبل التسليم والحذر الشديد من الاعتماد على سياسات ونظريات دولة كبرى أخرى تبث الأمل الزائف بأن الفايروس قد انتهى عندها ,وتضع توقيتات زمنية غير علمية مبشرة انه سينتهي ويتلاشى قريبا عالميا,

ليتبين لاحقا زيفها وربما هي من تسبب بشكل او بآخر في وقوع الكارثة. ولم يعد هنالك مجال للتلميح والتورية فهي ( الصين) المغلقة إعلاميا ولا تريدنا ان نسمع الا ما تريده (لا اريكم الا ما أرى) , وهي تحوم حولها الشكوك والشبهات وما اكثرها!! ,

فكيف لذلك الفايروس الذي انتشر في كل بقاع الأرض منطلقا من ووهان الصينية أن يتخطى وبالذات عاصمتها السياسية بكين والتي لا تبعد اكثر من 1000 كلم وكيف له ان يغفل عن عاصمتها الاقتصادية شنغهاي التي لا تبعد اكثر من 600 كلم ولم تسجل فيهما أي ضحايا ولم تضطرهما للعزل والحجر ولم تتوقف فيهما الحياة ؟؟ اليس ذلك بغريب ؟؟ ّ

على العكس من ذلك تماما من دول انهارت وهي تبعد عنها الاف الكيلومترات, وتفصلها عنهما بحار ومحيطات, ليضربها الفايروس ويشلها تماما.

فهل يعقل ان تكون اعداد الضحايا في الصين التي انفجرت منها تلك الكارثة لحد اليوم تقارب ضحايا يوم واحد في أي دولة اوربية او ولاية أمريكية ؟؟

والصين ما زالت لم تصرح للعالم انها اكتشفت لقاح له مما دفع بالرئيس ترامب باتهامها بالكذب وهذا غيض من فيض ؟؟

مما سبق فالعالم في مأزق و ورطة ولم يعد يهم الشعوب وخاصة تلك التي تفشى فيها بشكل مرعب ان تعلم من هو المسبب بقدر البحث عن طرق النجاة و العبور الى شاطئ الأمان وبأقل الخسائر.

فلا ينبغي لدولنا التي ما زالت ولله الحمد بأمان نسبي ان تنزلق وتصل الى ما وصلت اليه البعض من دول اوربا وايران التي يلفها الغموض لتلقي بعد النكبة باللائمة على محيطها وحلفائها لتخليهم عنها عند الشدائد ,ولا الى ما وصلت اليه أمريكا بغطرستها وعدم مبالاتها وصرف ميزانيتها الترليونية في الجانب العسكري مهملة الكثير من الجوانب التي تخص المواطن وخاصة النظام الصحي والتي انفضح امرها واهتزت مكانتها , وعدم اخذها لموضوع التحدي على محمل الجد ضاربة عرض الحائط كل الاحتمالات ومتكبرة انها القوة الوحيدة في الأرض التي لا تهزم فأتاها الهلاك من مأمنها!!

وربما وبسبب ذلك التهاون والغطرسة سيتفككا او يتراجعا عن الصدارة ( الاتحاد الأوربي لا محالة – الولايات المتحدة الأمريكية) وسيتلاشى من بعد قوة غزلهم انكاثا و يذهب ريحهم وتلك سنة الله في الأرض..

اما نحن امة الإسلام فهذا يومنا لنثبت للعالم مدى تلاحمنا وتراحمنا وثقتنا بالله العظيم ولا نيأس ابدا, ومع آخر رمق من الحياة يجب ان نبقى عمارها امتثالا لتوجيه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم (اذا قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها..)