في الحقيقة لم اكن احب الخوض في موضوع زيارة الفرسان الثلاثة الى الاردن وهم شخصيات سياسية في العراق من الصف الاول رئيس مجلس النواب العراقي ,,نائب رئيس الجمهورية ,, نائب رئيس الوزراء العراقي ,, لو تمعنا قليلا في اهمية تلك الشخصيات وخطورتها في الساحة السياسية وما حدث في تلك الايام ايضا على مستوى الساحة على الارض لفك اللغز بسهولة وبسرعة وانقطع دابر الحيص بيص وارتاحت الجموع وبطل العجب وسكتت الالسن ..
سمعت الكثير من التحليلات والتوقعات والاعتقادات من قبل المتابعين للشأن العراقي ولكن الحقيقة المؤسفة أن اغلب هؤلاء المحللين يصنف الزيارة في خانة واحدة هي خانة طلب العون من الملك الاردني بعد احداث الانبار ونزوح المئاة من العوائل الانبارية الى وسط وجنوب العراق والحقيقة ان هذا الموضوع لم ولن يتطرق له السادة الفرسان ولم يكن في حسابات زيارتهم لأنه موضوع داخلي ولا يمكن للملك الاردني ان يقدم اي نوع من المساعدة لهؤلاء ولا يمكن للملك ايضا ان يرسل جيشا للعراق لمحاربة داعش وإخراجها من مدينة الانبار السنية والرجل معروف بمواقفه من القضية
العراقية وهو يأتمر بأوامر من الخارج لقاء معونات ..
في يوم واحد وفي طائرة واحدة تطير من بغداد وتحط في عمان وهؤلاء لديهم مهام ليست عادية كمسئولين وخاصة رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية ..
هل ذهبوا للنزهة ام ذهبوا لبث شكوى ما ام ذهبوا من اجل العراق واعتقد جازما ان تلك التوقعات ايضا لايمكن ان تكون في قاموس السفرة المفاجئة التي يطالب بها اعضاء البرلمان العراقي النائمين على ارائك (الشعلية وخل غيري يبدي بيهه) رئيسهم ويريدون منه شرح هذه الزيارة ولماذا وفي هذا الوقت بالذات ..
لنأتي على الحقيقة هناك قول نسمعه دائما يقول (من فمك ادينك ) فعلا الكثير من الادانات وتثبيتها تتم بعد ان تسمع من الطرف المراد اتهامة او ادانته اوفهم الحقيقة منه ولا يمكن ان تأتي كلمة ادينك الا اذا كان هناك امر دبر بسر او في ليل او امر لايراد له ان يخرج الى العلن وتعرفه الناس وبما ان هؤلاء النبلاء يشكلون فريق عمل متجانس في قضايا محددة فهم معرضين وبلا شك لكل التهم خاصة في مثل هكذا حركة غريبة ومفاجئة ..
في لقاء تلفزيوني مع السيد الحصيف النبيل النجيفي الذي اعتقد هو من اوكلت له تبرير الزيارة وتسبيبها من قبل الفارسين الآخرين وأبعاد التهم عنهما والتخرصات والتوقعات في هذا اللقاء الذي ظهر في قناة الحرة عراق ,, ساله المحاور(( لماذا لم تعلموا الحكومة بهذه الزيارة وأهدافها او على الاقل الخارجية العراقية ؟ ))
اجاب الرجل وبصراحة الغبي ((ان الحكومة غير معنية بهذه الزيارة فهي لاتمثل الحكومة بل هي زيارة حزبية بحتة وأننا رؤساء احزاب ذهبنا بصفتنا الحزبية )) ,,وكأن الرجل الذي يتبوأ منصب نائب رئيس الجمهورية له الحق بالسفر كيفما يشاء ووقتما يشاء لأنه رئيس لكتلة حزبية وانه في حل من الوقت والعمل الذي يتقاضى عليه الملايين من الدنانير لقاء عمله في هذا المنصب والطامة الكبرى ان رئيس البرلمان الذي هو اعلى سلطة في العراق يؤكد ان هذه الزيارة حزبية ولا شأن للحكومة بها والملك الاردني ايضا يستقبل كائن من يكون من رؤساء الاحزاب وليس له شغل ولا عمل فقط
للمجاملات الحزبية واعتقد من المستحيل ان يكون هذا السبب منطقي بل هو خطأ فادح ارتكبه كبيرهم بالتبرير لها ..
اعتقد لي الحق بتمثيل هذه الزيارة بجبل الجليد في احد القطبين المنجمدين فجبل الجليد هذا مايرى منه لايمثل شيئا بالنسبة لما خفي منه تحت الماء والزيارة هذه ما ظهر منها لا تمثل شيء لهدفها والغاية منها ,, لنأتي لللأحداث والتواريخ ونقاطعها علنا نصل الى الحقيقة تمت الزيارة في يوم الاثنين 20 نيسان من هذا العام اي بعد ثلاثة ايام من تاريخ 17 من نفس الشهر وفي هذا التاريخ يوم الجمعة 17 نيسان قتل عزة الدوري في جبال حمرين وظهرت صوره في وسائل الاعلام ونقلت الجثة الى اكثر من مكان حتى تأكد الخبر ولو ان الخبر والعراقيين اكثر الناس تأكيدا انه الرجل عزة
الدوري بدمه وشحمه ولحيته ولا جدال عليه لكن الذي جرى في هذه التصرفات وأخذ DNAمنه هو لأذلال البعثيين والمرتبطين بالرجل والذي لازالوا لهم امل بعودة البعث للحكم ,,
مالذي حدث في الاردن بعد مقتل عزة الدوري ,,من لايعلم ليعلم الآن ان الاردن من اولها الى تاليها اقامت الحداد والعزاءات في كل مساجد الاردن وعملوا وكأن المقتول هو الملك الحسين ابن طلال الا شيء واحد لم يقوموا به وهو تنكيس العلم الاردني واعلان الحداد الرسمي لأن هذا يعطي رسالة واضحة لعداء العراقيين لكن الذي جرى هو اكبر مما ظهر في وسائل الاعلام وما قامت به رغد وأمها وما تبقى من تلك العائلة في الاردن هو استقبال الوفود والشخصيات في محافل وتأبينات علنية لكن بتعتيم وبطلب حكومي خوفا من ردة الفعل العراقية الشعبية ولو انها لا تحدث لكن انها
السياسة وحسب .
اذن الرجال الثلاث النبلاء ذهبوا للأردن وبصفتهم الحزبية ليس لأنقاذ اهالي الانبار من داعش وبعون من الملك الاردني بل للمشاركة بتقديم العزاء واعلان وتقديم استمرارية فروض الطاعة لعائلة صدام ولرجال البعث المتواجدين في الاردن ,,
وليس غير هذا السبب سبب اخر وهؤلاء الرجال الثلاث القادة يعرفون جيدا انهم في مأمن من الحكومة وأنهم يعرفون ايضا ان الانبار لا يعيدها الملك الاردني ولا أمريكا وما اعلن مجرد ترهات وخزعبلات ولقاءهم مع الملك لقاء من اجل الدعاية وجلب الانظار نحو اللقاء وابعادها عن هدف الزيارة الاساسي وليس من اجل العراق .