تباينت الاراء الدولية بشأن تاجيل الضربات الجوية المحدودة على سوريا لا سيما امريكا بعد اعلان الرئيس اوباما الحصول على موافقة الكونغرس الامريكي والذي سيعقد اولى جلساته يوم التاسع من الشهر الجاري . اما بريطانيا التي كانت متحمسة للضربة والمشاركة في الجهد الدولي توقفت واعتراف رئيس وزراءها بعدم حصول موافقة مجلس العموم وبالتالي احترامه لارادة ممثلي الشعب البريطاني بعدم الدخول في الحرب ‘ فضلاَ عن تأكيد المانيا عدم الدخول في حرب لا يتكهن العالم بنتائجها ، والعالم يرى ان تواجد الجماعات المتشددة في سوريا والبعض منها صنفت كمنظمات ارهابية سوف يجعل المنطقة على بركان ملتهب اذا لم تتعامل الدول الغربية والاقليمية مع الواقع بنظرة ثاقبة تجنب المنطقة والعالم حروب مدمرة . في المقابل بدى الانقسام واضحاً بين دول الجامعة العربية وتزايد عدد الدول الرافضة للعدوان مما عطى صورة ان الضربات الامريكية وحلفاءها لسورية اذا ما نفذت سوف لن تكون محدودة مثلما يتوقعون وستكون منزلقاً خطيراً للمنطقة وستقحم ( اسرائيل ) نفسها في هذا الصراع وبالتالي ستحترق المنطقة ولا تجد من يطفأها ، وحتى الذين يدفعون باشعال الحرب واستعداد كل منها لتقديم الدعم للولايات المتحدة لا سيما فاتورة العمليات العسكرية بالرغم من اختلاف رؤية كل طرف في اسقاط النظام . وتشير التقارير المسربة من اروقة الادارة الامريكية ان اوباما قد اقتنع بمدى خطورة الجماعات المتشددة خاصة جبهة النُصرة وما تمتلكه من اسلحة كيمياوية وجرثومية حصلت علها من دول اقليمية مما جعلته في حالة توجس لما يجري على الساحة السورية اضافة الى مطالبة الدولة العبرية لامريكا بالتدخل خوفاً من استخدام الاسلحة المحضورة على نطاق واسع مما يستدعي من ( اسرائيل) الى التدخل حفاظاً على امنها وسلامة مواطنيها استناداً الى الاتصالات التي تجريها ( اسرائيل ) على قدم وساق مع اوباما . نعتقد ان هذه اصعب مرحلة تمر بها الدولة العبرية لانها عاجزة عن فعل شىء يحقق امنها القومي ، لان الوضع السوري شائك ووجود حلفاء من كلا الطرفين يدفعون الى دق طبول الحرب مما جعل ( اسرائيل ) تضغط على ادارة اوباما بشن ضربات جوية محدودة لاضعاف وشل قدرات الجماعات الارهابية . كما ان هذا التريث سيشكل عامل سلبي للعراق لقيام الجماعات المتشددة بنقل الاسلحة الكيمياوية الى العراق حفاظاً عليه من الضربة الامريكية . لذا ان تريث اوباما بشأن الضربات لبلورة موقف مساند له في الكونغرس حتى لا يكون عرضة للانتقادات و يخسر بسببها مستقبله السياسي ومصداقيته كرئيس دولة كبرى في العالم .