يمکن أن يلمس المتابع للأوضاع السائدة في إيران ولاسيما خلال هذه الايام حالة من القلق والتوجس غير العادية التي تسود في الاوساط السياسية الحاکمة في طهران وتجلي ذلك في ردود فعل مختلفة تتراوح بين التناقض والتخبط وبشکل خاص فيما صدر عن مواقف وتصريحات تدعو لمسائلته وحتى إعدامه ألف مرة ويتم شن هجمات غير مسبوقة ضده فيما يخرج المرشد الاعلى يدعو الى التهدئة والکف عن ذلك کما إنه وفي السياق نفسه وفي تصريحات لروحاني والتي أکد فيها من جانب بأن العقوبات الامريکية تٶثر على الاوضاع الاقتصادية أسوأ تأثير لکنه من جانب آخر يصرح بأن تلك العقوبات تلفظ أنفاسها الاخيرة، وهذا التضارب والتناقض والتخبط يأتي مع إرتفاع مشاعر الغضب والسخط لدى مختلف شرائح الشعب الايراني وفي کافة أرجاء إيران وتزايد التحرکات الاحتجاجية الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق وتناغم کل ذلك مع قرب حلول الذکرى الاولى لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، والتي هزت النظام الايراني بقوة خصوصا وإن إتجاهها السياسي المعادي للنظام قد کان غير مسبوقا وهذا مادفع النظام بالعمل لقمعها بقوة لأنه وکما أعلنت عناصر من النظام من إنه لو لم يخمد النظام الانتفاضة لکانت قد إنقلبت الى ثورة وأطاحت بالنظام برمته، ولذلك فإنه يبدو من الواضح بأن هناك حالة ترقب فعلية في طهران ولاسيما وإن تزايد الاحتجاجات وصيرورتها مثل السيول سوف تتبلور في النتيجة لتصبح إنتفاضة کما حدث في إنتفاضة 28 ديسمبر2017 و15 نوفمبر2019.
الشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بالاوضاع السلبية في بلاده والتي يعلم بأنها کلها من من نتائج الحکم الفاشل والفاسد لنظام ولاية الفقيه والذي جعل کل مقدات وإمکانيات إيران والشعب الايراني في خدمة أهدافه وغاياته المتناقضة والتضاربة أصلا مع أهداف وغايات الشعب، ولذلك فمن الطبيعي توقع حدوث حالة تنافر وتضاد بين الشعب وبين النظام وإستمرار تلك الحالة في التفاقم نحو الاسوأ وکما إن إنتفاضة 15 نوفمبر 2019 کانت أقوى وأعنف وأکثر قوة ضد النظام من الانتفاضة التي سبقتها فإنه من المٶکد جدا بأن تکون الانتفاضة القادمة أقوى بکثير من إنتفاضة 15 نوفمبر 2019، ولاريب من إن ذلك يعني بأنها ستکون إنتفاضة ليست عارمة فقط وإنما جارفة أيضا وهذا مايجعل النظام يشعر بالقلق البالغ ويسعى من أجل إشغال الشعب الايراني بأي موضوع يمکنه أن يصرفه عن التفکير بالانتفاضة ضده لکن کل مايفعله النظام الايراني يثير الشفقة ذلك لأن الشعب لم يعد ينخدع بهکذا أکاذيب وخدع ويريد أن يحسم الخلاف القائم بينه وبين النظام.