23 ديسمبر، 2024 2:19 ص

سر السعادة الزوجية إنتصارُكِ !

سر السعادة الزوجية إنتصارُكِ !

عاشت إسرتان بجوار بعضهما، الأولى كانت دوماً في شجار وخلاف، والثانية في وئام وتفاهم، قالت الزوجة لزوجها: إذهب وإنظر ماذا يفعل جيراننا فهم دأئماً في سعادة، بدأ الرجل بالمراقبة، كانت الزوجة تنظف وتمسح أرضية المنزل، وذهبت في لحظات إلى المطبخ، خلال هذا الوقت دخل زوجها إلى الغرفة الرئيسية، فلم يلاحظ دلو الماء فتعثر به وسكبه، جاءت الزوجة تعتذر لزوجها وتقول: أنا آسفة كان خطئي، فأجاب الزوج: أنا أسف ،هو ذنبي.
عاد الرجل لمنزله فسألته زوجته:هل عرفت سر سعادتهم؟فأجابها:نعم ،نحن محقون بكل شيئ، وهم مذنبون في كل شيئ، العبرة من هذه القصة القصيرة أن سر السعادة الزوجية، يكمن بعدم البحث عن المخطىء، بل البحث عن الإستمرار في الحياة معاً، فيا ترى هل يتعامل الرجل مع زوجته، والأمر بالعكس في أيامنا؟ثم ألا يفترض بالأثنين أن يحاسبا نفسيهما، قبل محاسبة أحدهما للآخر؟ولماذا يتم شطب الحياة بأكملها لمجرد سوء فهم؟ هل هذا هو الإستمرار؟!
وصف القرآن الكريم عملية الزواج بقوله تعالى:”خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها”وتعني الأية الشريفة:(تزواج بين النفوس لابين الأبدان، كما يستفاد من كلمة أنفسكم، وهي حقيقة لايلتفت الأزواج إليها، فينصب إهتمامهم في عوارض البدن، بينما القرآن الكريم جعل الغاية الكبرى السكون، والرحمة، والمودة)،فكم هو جميل ما ذكره الشيخ العلامة حبيب الكاظمي، عن تفسير الأية أعلاه، مع تأكيدنا بأن الوسادة نفسها، تحمل رأس الرجل والمرأة بحلوها ومرها، فأين يكمن سر الإستمرار؟!
تعاني الأسرة العراقية اليوم، من تزايد في الخصومات العائلية، بل وتبرز على إثرها، تداعيات خطيرة وتحديات أخطر، ونشهد هنا تفاقماً لحالات الطلاق، وإنتشار ظاهرة بنات الهوى في العلن، وبيوت الفسق والفجور، فيدخل في أسبابها عدم الجدية من قبل الحكومات، في تقليل الضغط الناتج عن الهموم اليومية للعائلة، التي تغلق أبواب السعادة أمام الزوجين، في حال عدم تداركها، وإلا متى تستفيق الحكومة لتنهض بواقع المرأة الصابرة، أو تخفف العبء عن الرجل معيل الأسرة؟
(كلام الناس مثل الصخور، إما أن تحملها على ظهرك فينكسر،أو تبني منها برجاً تحت أقدامك لتعلو وتنتصر)،نعم إنها طريقة الصخور والبرج، التي كثيراً ما تتعامل بها المرأة في عالم اليوم، فلا تنكفئ على نفسها، بل نلاحظ أنها تعلو، وتسمو، وتنتصر، مع أنه قد يكون الرجل والمرأة، كلاهما السبب في المشكلة، لكنها بفعل عاطفتها وتفكيرها بالمجتمع الذي لا يرحم، تدوس على جراحها، وتنهض من جديد لزوجها أولاً، وأبنائها ثانياً، فلله دركِ يا إمرأة!
ثقافة الإعتذار لاتعني مطلقاً، أن نحط من شأن كرامتنا، بل على العكس، إن الخير الذي تفعله مع العائلة، سيصلك أثره إن لم يكن الدنيا، فسيكون في الآخرة ثواباً جزيلاً، وهذه إحدى طرق التفكير في الإستمرار والعطاء، فالإمام الصادق(عليه السلام) يقول:(ثلاث لا يزيد الله بهن المرء المسلم إلا عزاً:الصفح عمَنْ ظلمه، وإعطاء مَنْ حرمه، والصلة لمَنْ يقطعه)،فهلا تمعنَ الرجل والمرأة في حيثيات هذا الحديث المبارك، وتنتهي الأزمات المفتعلة بعد بضع دقائق؟