18 ديسمبر، 2024 8:16 م

سر استهداف الفتلاوي

سر استهداف الفتلاوي

شوارب تخشى إمرأة

اثبتت النائبة حنان الفتلاوي، أن لها فماً مفوهاً ولساناً كحدِ السيفِ بالحقِ، عملا بحكمة الخليفة عمر بن الخطاب: “الضعيف قوي عندي حتى آخذ له حقه والقوي ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق”.

واجهت مفسدين مقربين من رأس كتلتها نوري المالكي.. في الدورة السابقة، وأطاحت بعروش لهم منتصبة، ظن الجميع أنهى أقوى من التهاوي، لكن باطلهم تهافت امام الحق المبين الذي دافعت عنه حنان الفتلاوي، فتجلى مثل هلال العيد.. خسرت المالكي وكسبت الايمان بالله والولاء للوطن وخدمة الشعب.. فأي شرف أبقى من هذه الاقاتيم الثلاثة!؟

(2)
أليس فيكم رجل رشيد

أنا في السياسة، مثل قطعة الذهب أثناء مراحل تصنيعها، نفذت من القضاء والمحاماة الى عوالم نيابية ودبلوماسية ووزارية، مؤسسا على قاعة من تراكم أحداث عركت عضلات فكري ففتلتها قوة، لقيت صدى طيبا لدى المنصفين.. وهم حسبي بعد الله “وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.

لذلك كنت أمام أعين الذين لم يغدقوا الاغراءات عليّ الا عندما عرفوا إنضمامي الى كتلة “إرادة” ضمن قائمة حنان الفتلاوي، التي تدعو: “لنبدأ” تحت شعار: “حقوق.. ثروات.. تنمية” ملخصة قلق الشارع ومعاناة المواطن، في ثلاث كلمات، هي أم الكتاب وجذر المشكلة وحلها المبين.

(3)

قويان يجتمعان بالحق

المتقدمون الى مجلس النواب.. بعضهم يرشحون إنطلاقا من “براغماتية – نفعية” تكاثفت خشيتهم من جرأة حنان الفتلاوي؛ لانها إمراة شجاعة في مواجهة الباطل وتأشير المفسدين، تمكنت من تقويض اركان سطوتهم بدليل صفاء الدين ربيع الذي افلحت بإقالته من منصبه، رئيسا لهيئة الاعلام والاتصالات وإحالته للقضاء!

عمل مواظب على رصد المفسدين والارهاربيين، الذين أفلحت بمحاسبتهم و… تماما كما حققتُ مع الطاغية المقبور صدام حسن وأشرفتُ على إعدامه وقاضيتُ اركان نظامه.. لأنني مؤسس ونائب رئيس المحكمة الجنائية العليا، آليت على نفسي العمل بالمحاماة وكيلا بالخصومة أذود عن المظلوم مهما دنى مستواه ضد الظالم مهما علا شأنه.

وفقني الرب.. جل وعلا، بمال حلال طاهر، أغناني عن الحيف الذي ألحقه بي حاشية المالكي، بحجب راتبي التقاعدي، لكنني من فضل الله، أعيش ثراء روح وعقل وايمان ومال، وتلك هي الاركان التي يعيش منها المرء مرفها ويموت صاعدا الى بارئه وهو مطمئن.

أتوحد بإرادة الفتلاوي، قويا يتمسك بقوي، مثل كلكامش وانكيديو.. أنا الكردي الفيلي “تربات” الناصرية، وهي الفراتية.. من الحلة، فتلاوية النسب، تجمعنا قوة الانتماء للعراق لا لقومية ولا طائفة!

فـ “لا مال عندك تقنوه ولا نعم” إلا مواقف قوية سحرت الشارع العراقي بإيقاف المفسدين عند حافة النزاهة بقوة السلطة النيابية كمؤشر دستوري يصدّر المتهمين للقضاء.. وقد كان لها ذلك بجدارة.

وانا لست محتاجا لمقعد في مجلس النواب، لان مقعدي في شركتي الخاصة بالمحاماة، يدر عليّ فضلا من الله لا يحصى الا بتساوقه مع الشكر والحمد والثناء على رب واسع الرحمة، بعد ان “ضاقت ولما إستحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج”

(4)

يحيق السوء بأهله

كال المبغضون إتهامات جزافا الى حنان الفتلاوي؛ بغية إستمالتي للحيود عنها؛ فوجدتها اتهامات كيدية ملفقة، لا تنطلي على عقل قضائي مركب، متخذين من أحاديث المجالس شديدة الخصوصية مآخذ لا يعتد بها في القضاء ولا العشائر ولا حتى في الافران الشعبية وعربات الفلافل! فيا لضعف حجتهم حين وجدوها ليرةً ذهبا بصفاء عين الديك، نظير المفاسد التي تفند إدعائهم النزاهة، مهما يأفكون!

أشاعوا عنها أقوالا ارادوا بها ضرا، منطلقين من جلسات شخصية، ناسين اننا في مثل تلك “النصبات” نتداعى في الاحاديث تنظيرا حتى لشؤون لا تعنينا.. تعودنا دائما في المجالس الحميمة.. شديدة الخصوصية الاسترسال بالكلام كما لو نفكر بصوت عالٍ متطرقين أحيانا لحماقات لا تعنينا، مثل بعض أحاديثي عن الخمرة!!! مع أنني لم أذقها في حياتي، حتى لو كانت حلالا.. عن قناعة وليس خضوعة لسطوة التحريم.

وهذا ما إتخذوه قميص عثمان في النيل منها.. تسقيطا إنتخابيا يبنى على كلام غير موثق بين جمع من أصدقاء شخصيين، وليس تصريحا رسميا.

إذن لم يجدوا فيها منفذا، فلجأوا الى إفتراءات على شخصها لا تستند الا الى كونها تشكل ثقلا مقلقا لمن لا يثق بقناعات الناس بإنتخابه.

(5)

عودة الى الخوف

سر خوفهم من حنان؛ أنها قوية، جمعت في قائمتها “إرادة” مجموعة من عصي مفصلة على عصى موسى، ستشق بها بحر ظلمات الفساد الذي غرق في العراق منذ 2003 وأطبقت أمواجه العاتية كالجبال، فحق لباطلهم ان يخشى الحق خوفا مرتعد الجبن في حضرة النزاهة الفتلاوية، وهي تحاسب الفاسدين بلسان يسقي تقوى بيانه من سلطة الحق التي لا سلطة فوقها.. الا لله وإنا إليه راجعون (!؟).

إذا نسبوا لها فسادا، فهي مبرأة منه بشهادة العدو والصديق.. بينما أنتم والغون بالحرام من الخطم الى الأذنين، أما دفاعها عن المالكي، فكان بمحض قناعة تبددت فإنسحبت منه.. خرجت على طوق المالكي عندما رأت حاشيته يجانبون الحق متخطين حدود الله الى مرافئ الشيطان!

يخافون منها خشية مبدئيتها التي لمستها من حرقتها متحمسة بغيرة عراقية أصيلة في الدفاع عن حقوق المواطنين، في مجلس النواب.