23 ديسمبر، 2024 8:39 ص

سرمد الطائي لاتحزن إن الله معنا !؟

سرمد الطائي لاتحزن إن الله معنا !؟

لم يكن سرمد الطائي إلاّ  كاتباً صحافياً عراقياً خالصاً  مهنياً هكذا عرفناه وأنا عرفته شخصياً  لم يمدح يوماً أحد ولم يُجمل صورة حاكم بغداد
الطائي الذي أشتهر بمقالاته اللاذعه وصوته المرفوع عالياً ضد طريقة  سياسة حكم المالكي للعراق دائماً عبر الفضائيات العراقية والعربية  وفي الصحف وهو يقول  ويكرر بلسان كل العراقيين كفى ظلماً وكفى استهتاراً بدماء الناس والضحك عليهم بأسم الدين وحب العراق
سرمد الطائي كتاباته  وصوته بدأ يزعج سلطان بغداد  وسكان المنطقة الخضراء والقول لانريده بعد الآن أن يتكلم  أو يكتب حرفاً  واحداً هو ومن معه من الصحافيين الشباب لأن أصواتهم بدأت تُسبب  لنا القلق وإضرابات في طبلة  الأذن رجاء ً أسكتوهم لأنهم  أصحبوا مصدر إزعاج  لنا ,إنه عراق نوري المالكي الجديد “بعد ماننطيها “
ليس القتل وحده هو الوسيلة  التي يواجهها  الإعلاميون والصحافيون  اليوم في العراق أصحاب الأقلام الشريفة فقد برز سلاح الإبتزاز  والتهديد بالاعتقال  والإهانة  لبعضهم عبر مذكرات قضائية تصدر بحجج واهية  تستهدف كل صحافي عراقي ينقد سياسة حاكم بغداد ومن معه ماحصل  للكاتب والصحافي سرمد الطائي  والأستاذ القاضي  منير حداد مؤخرا ًوقبل أيام ماحصل للأستاذ عبد الزهرة زكي  من إهانة وهو في طريقه إلى مكان عمله خير دليل على أن الصحافي العراقي يعيش في غابة كبيرة تسعى إلى إسكات الأصوات المعتدلة والعودة بالصحافة العراقية إلى عقد من التسلط وإختزال   الكلمة الحرة بشخص واحد على غرار مافعله الكثير من السلاطين المتجبرين ”  ومن المجحف أن تعود هذه الصورة مجدداً ومن   والمخزي أن يعمل السلطان على تجيش كتاب لاترى فيه إلاّ قائداً ضروريا ً وضرورة  لحكم العراق ومن  الخطأ الكبير انتقاده  لأن التهمة جاهزة القذف والتشهير هذا هو المصير لكل اكتاب والصحافيين مستقبلاً   ومن المخجل أن ترى صحيفة أو قناة فضائية تجعل العراق جنة وواحة خضراء والحياة وردية نعم نحن مع هذا ولكن الشاهد والمراقب يرى عكس ذلك تماماً والمشكلة عندما تتكلم بالواقع الصريح المر المرير يقال إليك الشماعة” أنت بعثي ” أوأنت إرهابي “أو داعش” أو تٌنفذ أجندة خارجية قد تكن هذه التُهم  هي الوحيدة التي يستخدمها البعض في طريقة الإنقضاض على بعض الصحافيين الأحرار في أي قضية ما بعد الوصول إلى طريق مزدود مع الصحافي لترهيبه  وهو نوع من أنواع الهجوم على الشخص الذي أظهر الحجة والبيان في مسألة ما وأحياناً يكون النقد بالكلام المباشر أو عبر مقال يُكتب أو عبر فضائية للتعبير لوصف الحقائق وهذا مكفول لكل صحافي حرية التعبير !
“أنت بعثي ” أنت قاعدة أنت تنفذ أجندة أسيادك أنت تخون الوطن كم هي مزعجة هذه الكلمات  بحق المتألم الذي يتابع يومياً بلده هي مملكته تحترق بالفساد والظلم والتفجيرات والدم في كل مكان والأشلاء مقطعة هذا ناهيك عن الإهانة للناس في وضح النهار بحجج فرض الأمن لاحياة فالحياة معدومة ولاحياة لمن تُنادي

والغريب نقرأ لصحاب النقد اللاذع لأداء الحكومة العراقية ونعرفهم جيداً هم المتضرر الأول  من الانظمة السابقة ومنهم الكثير من ضاع ودفع الثمن الباهظ في السجون ومنهم من كان مهجرا ً  آنذاك وسرمد الطائي وصحافيون آخرون  طبعا منهم ونعرف أيضا من كان بعثياً لوكيا بامتياز اليوم يمارس دوره  المخبر السري  ويلعب دور المحترق على البلاد والعباد ويُشار له بالخلاص والحرص ويصف ويتهم على مزاجه وهواه ضد الصحافيين المنتقدين  ……السؤال من العبثي المتسلط الآن …! … أما العراق الجديد  للصحافي اليوم عاجل عاجل عاجل اغتال مسلحون مجهولون صباح اليوم الصحافي العراقي المسكين المنتقد بعد خروجه من منزله بأسلحة كاتمة للصوت ماأردوه قتيلاً على الفور …بكل بساطة ….. أو تهمته أنه مدعوم خارجيا ً وينفذ أجندة لاتريد للعراق الخير  والهدف حتى يتم اعتقاله أو إخراجه  من العراق ؟ وأنا هنا أسأل  الحكومة العراقية أين نتائج التحقيق في مقتل عدد من الصحافيين الذين قضوا أما قتلاً أو اعتقالاً  طبعاً أبرزهم هادي المهدي وأين الحماية لهم والسؤال الأكبر لماذا هذا الاستهداف لعدد من الكتاب  الآن وبهذا التوقيت وبهذه الطريقة الهمجية من أجل إسكاتهم ألسنا نحن اليوم في زمن الديمقراطية والحرية على قولكم  فلماذا هذا التضيق نحن لانحمل سلاحاً  فتّاكا ً نحمل فقط الحقيقة مع القلم ولسنا متآمرون كما تزعمون  أو نكتب من أجل  أن ننافسكم على حكم أو كرسي أو منصب هدفنا الأول والأخير هو أظهار الحقيقة وتسقيط كل شخص يحلم أن يصبح ديكتاتوراً جديداً  يحكم العراق .