العراق بلد الحضارات, والأديان السماوية, وادي الرافدين , وخصوبة أرضه وشعبه العريق, متمسك بالثقلين كتاب الباري وعترة آل بيت الرسول(عليهم السلام), التي تحترم جميع الأديان الأخرى, تربطهم وحدة العيش المشترك, والحقوق والواجبات . عاش الشعب العراقي فترة الدكتاتورية, والإنفراد الشخصي بالقرارات, والعبث بمقدرات أبناء البلد, وكان حلما أن ينجلي هذا الكابوس المهيمن على الرقاب, بعدة طرق وبتشعبات مختلفة, تمجد وتدافع عن السلطة الحاكمة, التي يديرها شخص واحد, حسب المزاجية التي يتصف بها . دفعنا ذلك لتقبل مرارة الإحتلال الأمريكي, لكوننا نعيش حالة أمر منها, في السنوات التي سبقت عام 2003م, حتى دخول الإحتلال, كان هناك ترحيب لهذا التحول الجديد, لكثير من العراقيين, الذين كانوا يأملون بإشراقة شمس صباح جديد, تحمل السلام والأمان والخير للبلد . الأيام الأولى من الإحتلال, رغم فقدان السلطة المحلية للبلد, وحل القوات الأمنية والعسكرية, صاحبها فترة هدوء, سعى خلالها السيد محمد باقر الحكيم (قدس) لتوحيد الصفوف, ولم يفرق بين السني و الشيعي, وجميع الأقليات والأديان موحدين بالجنسية العراقية, وطالب الإحتلال الأمريكي بالخروج من البلد, وفق سقف زمني معين, ليقرر الشعب العراقي مصيره بنفسه, وأختيار حكومة ديمقراطية, تحكم وتدير البلد, ببرنامج علمي إسلامي, وفق معطيات العصر الحديث . صاحب تلك الفترة نشاط الأحزاب السياسية والتشتت الفكري, ودخول الأجندات وعملاء الصهيونية الأمريكية, التي تتعارض سياستها مع البرنامج الجديد, لعب دورا فعالا, الإعلام الموجه المضاد, والعولمة, والأمركة الصهيونية, والوهابية السعودية . فكادوا كيدهم لتنال يد الغدر, والحقد والعملاء من سماحة السيد الحكيم (قدس), ليلتحق بالركب مع أجداده آل بيت الرسول(عليهم السلام), والسلف الطاهر الذين سيطالبون بحقهم, يوم ينادي المنادي . تعاقبت الحكومات والإنتخابات, لشعب قليل التجربة بالإختيار, والتأثيرات التيارية والحزبية, التي غزت البلد أدت إلى تشتت الأصوات, ليتربع على كراسي الحكم, أفراد ليس أهلا لذلك, ومضوا بالعراق نحو الهاوية . قد يكون الإستعمار الصهيوني والأمريكي, خطط لهذا الواقع المرير, بعد رفض المرجعية وأبناء الشعب له, بالمصافحة والنيل من وحدة أبنائه, وتدنيس أرضه الطاهرة, أو طمع أصحاب المناصب المرموقة, بأن الكرسي أصبح ملك لهم, ويمارسون السلطة بأنواعها, إلى أن تم التفريط بأرض الوطن, من قبل العملاء وأصحاب الشعور الميت, وتسليمها لعصابات الكفر والإرهاب داعش . يتوقع الكثيرون أن إرباك الأوضاع السياسية و الإقتصادية, التي تؤثر بصورة مباشرة على المجتمع, تساعدهم بالإستمرار, وتثبيت وجودهم, والتشبث بالمنصب . طال صبر العراقيين وصمتهم, على من باع أرض الوطن, وسرق أمواله, لكنهم لن يغفلوا لحظة عنهم, وعيونهم تراقبهم, رغم أن قلوبهم صناديق مقفلة, لعلها تفتح يوما بأمر من المرجعية, ورموزهم الدينية . تمتلئ القلوب قيحا, عندما نرى إحتلال جزء من أرض العراق, بيد عصابات الكفر والإرهاب, والبرلمان العراقي لم يحرك ساكنا, ولازم الصمت ولم يعتصموا تحت قبة البرلمان العراقي, لكن عندما أقترب الخطر منهم, بضوء الحقيقة ليكشف العتمة أمام الشعب, وينكشف أمرهم, أعتصموا مطالبين بكل ما لهم من قوة, لمنع التحول السياسي الجديد, الذي يحاول به القادة السياسيون, ورموزنا الدينية, إنقاذ العراق من الهاوية, إلى الإستقرار . إستغلها بعض الفاشلين والفاسدين, فرصة لإستغفال الشعب, يأملون العودة للتربع من جديد على كرسي الحكم, المستغل للمنافع الشخصية, في الفترات السابقة, التي تعد في نضرهم أهم من الشعب, وهدفهم إرباك الشارع والشعب العراقي, لتمرير رغباتهم على رئيس الوزراء, بعد إطلاق برنامج التكنوقراط, ليعالج مأساة البلد .