السرقة، بكل انواعها واشكالها وصنوفها، مرفوضة قانونياً واجتماعياً واخلاقياً، فمن ناحية القانونية هناك فقرات في القوانين النافذة تدين السارق وممكن ان توصله الى الاعدام، وبحسب حجم ونوع السرقة، ومن الناحية الاجتماعية يكفي أن السارق ينزل من نظر المجتمع الذي يعيش فيه، وحيث لا يثقون به بعد اليوم، ولا يأتمنونه على أي شيء أبداً، ومن الناحية الاخلاقية، يعتبر السارق انساناً ليس بسوي، ولا يمتلك ذرة من الاخلاق ومبادئ الاخلاق، كونه فعل فعلاً يخل في مبادئ الاخلاق الحميدة، والتي أكد عليها كل الفلاسفة، قديماً وحديثاً، منذ ارسطو الى يومنا هذا.
وبعد هذه المقدمة البسيطة، اقول: راودتني فكرة منذ اكثر من شهر، هي أن انشر على شبكة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) بعض الافكار البسيطة واوقعها بتوقيع (رزاق المخبل) من باب الطرافة والنكتة، واضاء شبه هالة على المنشور وأن كان بسيطاً، لكن فيه نقد لاذع لكثير من القضايا المرفوضة وفعلاً تستحق النقد، خصوصاً القضايا السياسية منها والاجتماعية والثقافية في هذا الزمن. وكانت بعض هذه المنشورات تلاقي استحسانا من قبل اصدقائي ويقوم بعضهم بتعليقات هي الاخرى تحمل الفكاهة والطرافة، والى هنا لا شيء غريب في الامر، لكن الغريب فيه أن احد الاصدقاء، وهو من اصدقائي على صفحتي، سرق فكرة رزاق المخبل، وراح يكتب فيها مقالات عن رزاق المخبل وينشرها على موقع (الحوار المتمدن)، ورزاق شخصية افتراضية لا وجود لها في الواقع الخارجي، وانما جاءتني على حين غرة، ومن بنات افكاري لكن هذا الكاتب، ولا اريد ان اذكر اسمه لعله يتصل بي ويعتذر على هذا الفعل او الامر غير اللائق بأي كاتب، او ربما لعله غير مقصود، لا ادري.
واعتقد، كما القارئ الكريم قد يعتقد، أن الذي يسرق فكرة، قد يسرق جملة، ولا اقول يقتبس، والذي يسرق جملة قد يسرق كتاباً وينسبه الى نفسه، والذي يسرق كتاباً قد يسرق مكتبة بكاملها، والذي يسرق مكتبة قد يسرق دائرة او وزارة، لأن الذي يجرء على سرقة الاشياء البسيطة يجرء ايضا على سرقة الاشياء الكبيرة والثمينة.
والغريب في الامر ايضا أن الكاتب الذي اشرت اليه يكتب مقالات حول الفساد الاداري والمالي وغيره من الذي هو مستشري الآن في الدولة العراقية ، ناسيا او متناسيا ان الذي فعله هو ايضا من باب الفساد، لأن السرقة بحد ذاتها هي الفساد الاكبر. اذن لماذا نلوم السياسيين حينما سرقوا الشعب؟.
والله يكون في عونك يا (رزاق المخبل) حتى انت البائس المسكين، الذي لا تملك شيئا الا ضميرك اليقظ، لم تسلم من السرقة؟!. وقد سرقوك في وضح النهار.