18 ديسمبر، 2024 8:40 م

سرقة الدين عند الحكام العرب

سرقة الدين عند الحكام العرب

كل معتوه عندنا اصبح حاكما بالتنصيب الغربي الخفي والمعلن وبعد سرقة اموال الناس و احلام الشباب وكرامة الرجال في حجبهم عن صد عدوهم او قتاله ، وتحطيم التعليم والاقتصاد في بلدانهم الا من مظاهر مجوفة -في بعض الدويلات المصطنعة الصغيرة- لاقيمة حقيقية لها للامة ولامستقبل. وهذه في الحقيقة مهام اغلبهم في فترة حكمه ينفذها سواء درى ام لم يدر. وحكام العرب جادون في تنفيذ ذلك ماضون طائعون راضخون ، وبعضهم راغبون في ذلك مبدعون.
وهؤلاء المبدعون هم محط كلامنا اليوم في هذا الحديث ، فاذا عذرنا او تفهمنا امر الذين اشتروا دنياهم ومناصبهم و حمايتهم من قبل اسيادهم بآخرتهم وكرامة اوطانهم وامتهم طمعا في الدنيا وبهرجها الزائل ، و اذا تفهمنا انهم ليسوا بقدر من الفهم والذكاء والفطنة والاعتبار ليعروفوا ان الدنيا فانية وان ملكهم فان وان اموالهم زائلة عنهم الى قبر مظلم فيه حساب عسير ﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾
لو سلمنا انهم ليسوا على جانب من الوعي ليروا قصص من قبلهم و من شيد حكمه بالقوة والدم او الدهاء و الفطنة ، وكل ذلك زال وقد كانوا اشد منهم باسا واصلب راسا. ولكن ذلك كله افل، فمنهم من قتل قتلة شنيعة او بمرض عضال او رد الى ارذل العمر فلم يعد ﴿يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا‏﴾ وماحازوا لانفسهم الا الحسرة يتمنون لو يرجعون .﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾
لو سلمنا وفهمنا وتفهمنا كل هذا ، فكيف نفهم حاكما عربيا ذا فطرة وولادة مسلمة، يتعدى كل تلك الامور التي سلف ذكرها وتفصيلها فيزيد عليها مالايجبره عليه احد مهما كانت قوته ، وهو تغيير الدين وسلخه من اصله و تحريفه عن عقيدته ، اقول لايجبره احد كاستدراك مهم لاهل النهى ، فلايخفى ان الحكومات العالمية المتنفذة المحاربة -للاسلام في اصلها – لايمكن ان تفرض على اي حاكم عربي ان يخرب الاسلام من داخله وهي الطريقة الاخطر والاسرع والانجع عندهم .
لايمكن لان تلك الجهات الخفية او العلنية التي توجه العالم لما تريده تعلم ان امر الدين فاصل بالنسبة للشعوب الاسلامية خصوصا وان الحاكم بامرهم اذا رفض فله عذره ولن يكون جزاؤه الطرد والابعاد طالما يخدم في امور اخرى كثيرة تبدا من تسليم فلسطين وتنتهي بسحق مستقبل الاجيال و تدجينها وسرقة اموالها .
فمن اراد منهم ان يحافظ على بعض شرفه او على الاقل بعض وجهه امام رب العالمين يوم الحساب القريب فهو قادر على ذلك دون عناء. وان عجز فهناك اسلوب المناورات والشد والجذب الذي اتبعه بعض الطغاة من السابقين على حكم العرب.
الا ان هؤلاء الحكام اليوم متطوعون دون شك ، وامر التطوع هذا لا ياتي الا من قناعة او رغبة بل وتحمس للتنفيذ ، والتحمس لاتحركه الا عقيدة ، فلست اشك للحظة على اساس منطقي كهذا ان هؤلاء يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر . فاظهار الكفر والالحاد او محاربة الدين علنا مرحلة لم يحن وقتها بعد . اظن ان تركناهم نحن بقية هذا الجيل يمررون خططهم تلك بسلام فانهم سيعلنون كل شيء الجيل القادم او الذي بعده في افضل احتمال .
و طريقتنا وطريقنا الوحيد هو الحرب بالفكر والتوعية والصد والكلمة والقلم .
قبل هذا كله اؤكد على الاعتقاد والاقتناع بحقيقة الخطة المنظورة الموضوعة من قبلهم والتي طرحت جوهرها الان ، و ادلتها بائتة لكل متتبع لأفعال حكام مثل بعض السياسيين العراقيين الجدد (ممن يتبنى الافساد الخلقي والانحلال الديني او التحريف و التخريف) ، و نشر المخدرات والملاهي بين الجيل و ترك تطبيقات النت اللاخلاقية متاحة ومدعومة دون رقيب ، و ترك قنوات ومنصات الهجوم والازدراء للاسلام “دين الاغلبية” دون حسيب ، حتى اصبح البلد الكبير الذي كان يشكل موئلا ومعقلا لعلم المسلمين ومدارسهم العوبة بيد اعداء الدين ، و منطلقا لتخريب ماحوله بعد ان كان منارة للعالمين.
وكذلك افعال السيسي ومفتيه وحاشيته و تحجيم الازهر بعلمائه الحقيقيين ودعم المميعين والمبتدعين في الدين و تغيير الاحكام التي اجتمعت عليها الامة لقرون تبعا لهوى نفسه و من يحركه تحت ادعاءات ساقطة مثل تجديد الخطاب واعادة صياغة العقيدة! . حتى صار البلد الكبير الاخر وهو من حواضر العلم الاسلامي القديم سخرية للمريدين بعد ان كان مدارسا للمتعلمين.
والاخر في بلدان المغرب العربي يغير الاحكام ويساوي من يحب بما يحب و يقرب المحرفين و يحدد ويقيد اهل العلم والمحدثين . و ثالث في مهد الاسلام بلاد الحرمين يستبدل هيئة الامر بالمعروف بهيئة الرقص والترفيه والحفلات علنا ، ويحبس العلماء و يشجع المنفلتات من النساء ، و يرفع مادرجت عليه تلك البلاد المباركة لقرون من الادب والحياء ، والالتزام والمحافظة وحفظ ميراث الانبياء ليستبدلها باخلاق واساليب عيش وتعامل جديدة هجينة طارئة على المجتمع الاسلامي العربي..
و شيطان العرب الاماراتي يجد ويسعى لنشر اديان واخلاق في جزيرة العرب ومابعدها لم يعهدها الناس هنا من قبل ، ولم يجرؤ احد على فعلها ،
وفي سوريا واليمن اطلاق ايدي القتلة ودعمهم لتشريد اهل الارض وقتل علماء الامة في تلكما الحاضرتين الكبيرتين للمسلمين . و حكام فلسطين يروجون للناس عندهم ان الجهاد ارهاب وان السلام هو الحل ، ولم يجنوا من سلامهم واستسلامهم الا مزيدا من النبذ والطرد والجوع و اغتصاب البيوت وتفكيك العوائل وسلب الماء والزراعة .
وفي كل بلد عربي من حولك ان نظرت بتمعن ستجد ان حاكما يجد ويجتهد في سرقة الدين بعد ان سرق اموال الصامتين المطيعين على نوعيهم المعترضين والمطبعين .
و لابد من الصد فلاتكفي شكوانا الى الله رب العالمين.