9 أبريل، 2024 9:36 م
Search
Close this search box.

سرقة التسوية!

Facebook
Twitter
LinkedIn

أن تحارب مبادرة، أو مشروعاً ما، لتسرقه وتنسبه لصالحك، فهذا يعني أنك بائس منافق، وان تستغل شعبيتك حتى تحتكرها لنفسك، فهذا يعني أنك محتال، والمشكلة الحقيقية هي تجاهل الشعب لهذا الاحتيال، وسكوته عنه، وهذا طبيعي بسبب أستفحال ظاهرة الجهل والاستتباع السياسي، وانتشارها في وسط المجتمع، ولولاها لماتجرأت تلك الشخصيات على هذه السرقات، ولما استطاعت على هذا الاحتيال!

هذا ماحدث مع مبادرة التسوية الوطنية، التي أطلقها السيد عمار الحكيم، فهي منذ أن ظهرت للعلن، ظهر الاستهداف لها وانتشر، حتى انها واجهت حملات إعلامية تسقيطية عديدة، وبحجج واهية لامنطقية، كما حاربتها بعض الشخصيات السياسية، التي تحاول أن تحتكر الاصلاح لنفسها، وليته كان إصلاحاً حقيقياً، إلا انه مجرد شعارات وهتافات كاذبة، ولاتتمنى أن يسعى غيرهم حقاً للاصلاح، فبذلك سيكشف زيفهم وكذبهم، وينتهي رصيدهم، وبالرغم من الحكيم دعاهم للمشاركة بمشروع التسوية، ولم يفعل مثلهم ويحتكر الاصلاح لنفسه، بالرغم من إنه صادق، إلا أنهم رفضوا ذلك، وحاربوه وحاربوا مبادرته، وسعوا لإفشالها، ولايزالون!

إلا أن المفاجئ في الامر، هو تبنيهم لمبادرات جديدة، بنودها تشبه بنود التسوية لدرجة النسخ، فالاهداف هي ذاتها، والمنهج والتخطيط ذاته، إلا ان الفرق هو تبديل كلمة أو كلمتان من العنوان، او اضافة نقطة سردية لمبادراتهم، ولولا علمهم بعدم قراءة الشعب للمبادرات فعلاً، وعدم اطلاعهم عليها، ماكانوا ليفعلوا ذلك، إلا ان المشكلة هي معرفتهم بجهل جماهيرهم، وسيرهم كالعمي دون أن يتفقهوا..

ما اتكلم عنه غريب فعلاً، فهل يمكن أن يحدث في مكان ما، مايحدث في بلادنا، هل يمكن أن تسرق مبادرة كاملة ببنودها وما تتضمنه، بلا أي ادراك في الشارع لذاك؟ وقصدي واضح، ويمكن مراجعة بنود التسوية، وبنود المبادرات الاخرى ليتأكد الجميع من قولي، والمشكلة هي أنهم لا يقرأون..

أن يعمل المرء لمدة سنة كاملة لكتابة بنود التسوية، ليضع حلاً للمشاكل والازمات المحيطة، ليأتي شخوص آخرين يأخذون بنودها، وينسبوها لهم، ويخدعون المواطنين والجماهير، فما أحقر من ذلك في السياسة، ولا أقذر!

والاغرب هو معارضة بعض الشخصيات من إطراف اخرى في الساحة السياسة، للتسوية الوطنية، أما حين اخذها شخص آخر، واطلق النسخة المسروقة، صاروا يتسابقون للترحيب بالمسروقة، وشكر السارق عليها، وهذا التناقض يدل مايدل إلا على كذب هذه القوى، ودناءتها، وانها لاتعمل كما تدعي لمصالح جماهيرهم أو مكوناتهم حتى، بل لأجل مصالحهم السياسية والشخصية، فطمعهم بالتحالف مع هذه الشخصيات السارقة، هو الذي دفعهم لذلك، ولانريد هنا ذكر أسماء أبداً!

تبعية المواطنين لبعض الشخصيات السياسية، وولاءهم لها، والسير ورائهم دون ادنى تفكير، هي السبب الرئيس فيما يحدث اليوم، ووصول الفاشلين للسلطة خير دليل على ذلك، إنها أزمة وعي قاسية، ضرت وتضر بالوطن، ولولاها لما تجرأ السياسيون باقتراف كل هذه الذنوب، وأستمرارية هذه الازمة واستفحالها، لن يقودنا الى خير مطلقاً، وبقائها سيساهم بعرقلة بناء الدولة التي نطمح لها..

لابد من حلول، للقضاء على هذه الازمة، والعمل على خلق وعي في المجتمع، ولابد من محاربة هذه الدوغما الفكرية، التي دمرت البلاد، وساهمت بعدم تطوره، ومشاكلنا لن تحلحل، إلا بالتخلص منها، ولابد من عمل جاد حقيقي لذلك، لأن مايحدث أمر عجيب، وقد تجاوز كل الحدود، ولو هذا الاستتباع والاستعباد، مافعلت تلك الشخصيات مافعلت، ولا تجرأت على ذلك..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب