لست متأكدا بأن المجتمع العراقي الراكس في سلبيته المزمنة وفوضويته الفاحشة،ممكن ان يفهم في يوم من الايام بأنه ملزم بتحسين شروط حياته،وحياة الاجيال التي تليه لضمان الاستمرارية والتعاقب الايجابي.كتعاقب اجيال نبات السرخس او كما تسمى نظرية تعاقب الاجيال.فبينما الاغلبية من العراقيين يتعاقبون على ممارسة السلبيات جيلا بعد جيل.
والسبب لانهم لم يعتنوا بانفسهم ولم يعتنوا باطفالهم،ولم يستفيدوا او يتعلموا حتى من تاريخهم او ارثهم الحضاري العريق،الذي سجل وقيد لهم كل النشاطات المهمة للانسان العراقي القديم،مثل الملاحم، والبطولات،والقصص،والاعتبارات الكثيرة التي تفتقر اليها الكثير من شعوب الشرق الاوسط وربما حتى العالم.
ومن هنا فالعراقيين تقع عليهم المسؤولية التاريخية قبل غيرهم بسبب ما لهم من ارث حضاري مميز ومهم كما ذكرنا قبل قليل وبالتالي لا يمكن للعراقيين ان يجدوا اي محاولة للتبرير او اي محاولة للتنصل من فشلهم المزمن الذي حولهم الى تجمع بشري يعاني من غياب النظام الوطني وغياب القانون و العدالة،والتخبط بالفوضى التي اكتسحت كل شيء تقريبا!
والبؤس والخراب المثير للأشمئزاز والمؤذي للعين،وكل هذا بسبب ان الناس في العراق بشكل عام يفتقدون الى الوعي الضروري الذي من خلاله ممكن ان يواجهوا اوضاعهم السيئة جدا كي يستعيدوا كرامتهم ويستعيدوا ايضا بلدهم المختطف من قبل الشلة البنتاغونية سابقا،والتي ترتع الان بالفساد هناك في المدينة الخضراء وتقود اكثر من 40 مليشيا تابعة للنظام الايراني + حشد كبير من الكذابين والنفعيين الجدد الذين هم بمعية الاغلبية من رجال الدين الطفيليين والعاطلين عن الفكر و العمل.
والمخربين لوعي البسطاء والمروجين للتخلف والكراهية والقتل. ولذا لا امل في اصلاح سياسي ولا اصلاح اقتصادي ولا اصلاح اجتماعي ولا اصلاح ثقافي،ولا امان ولا عيش بهدوء،الا باجتثاث كل قوى الفساد وكل قوى الغش وكل قوى الخرافة وكل قوى الانحطاط التي اذلت العراقيين واهانتهم بقسوة من قبل جماعة قال الله وقال الرسول وقال الخليفة وقال الامام!!