لو اجري استقراء للتناقضات والازدواجية لدى الاحزاب والمليشيات (العراقية) لرأينا العجب، لكن نحن في زمن العجائب ،فلا تستغرب لو رايت الشيطان يخطب في جموع من البشر يعظهم في تقوى الله ، ولا عجب لو صادفت لصا يحكي عن الامانة يتمنى ان يتصف الجميع بها، و لا غرابة لو برز العميل الخائن ليعطي دروسا في الوطنية وحب الوطن ، فنحن في زمن العجائب، الشيطان قديس ،واللص واعظ ، والعميل وطني ، زمن أنقلبت فيه الموازين وفُقد فيه الحياء وكما يقول الشاعر احمد مطر
رأيتُ جُرذاً
يخطُبُ اليومَ عن النَّظافَهْ
ويُنْذِرُ الأوساخَ بالعِقَابْ
وحَوْلَهُ
يُصَفِّقُ الذُّبَابْ
قبل ايام اقامت احدى المليشيات المتنفذة استعراضا عسكريا مسلحا تعبيرا عن رفضهم لتسليح عشائر الغربية والاكراد ضد داعش!، هل يعقل هذا ؟ نعم يعقل ووقع فرغم التناقضات الفاضحة وقلة الحياء السائد في زماننا لكن ارى انه لم يصل حد الاستعراض عسكريا بالسلاح تعبيرا عن رفض تسليح جهة اخرى!، اي اخلاق هذه ؟! ، واي مقاييس!، انه الكيل بمكياليين الى حد استحالة المقارنة بينهم ، المليشيا هذه وزعيمها الذي تعود التناقضات ليس بغريب صدور هذا منه، فقد الفناه يصف غيره بالميشيات الوقحة وهو زعيم اقبح مليشيا مارست القتل والتهجير ونسف المساجد لاعوام والكل يعرف ، ولا اظلمه لو قلت ان اغلب المليشيات وقادتها ومجرميها ، تربت على يد هذا المليشياوي ونشطت في ظل جيشه ، ثم انشقت عنه او لازالت تحت قيادته ، وعلى سبيل المثال ابو درع ودوره القبيح ،والبطاط وعنجهيته الطائفية ، والخزعلي وعصاباته، وابو عزرائيل وفخفخته ،وحيدر الغراوي ، والشحماني ، واوس الخفاجي ، واكرم الكعبي و غيرهم الكثير الكثير كل هؤلاء زعماء مليشيات اصلهم هذه المليشيا وزعيمها ، كانت ومازالت هذه الجهة مصنع المليشيات والقتلة المجرمين ،فلا يعرف عنه غير ذلك ، لك ان تتصور حجم التناقضات التي تجلت في الاستعراض العسكري المسلح الاخير تعبيرا عن رفض تسليح العشائر والاكراد لمقاتلة داعش وحماية انفسهم من القتل والتهجير، هذه التناقضات والتخبط يدل على جهل وغباء القيادة المليشياوية فالى المزيد من القبائح والخسائر والطائفية والفشل والدماء في ظل قيادات صبيانية لا تعرف الانسانية ، جرذان تخطب عن النظافة ،وتنذر الاوساخ ، وحولهم الذباب يصفق!.