تعتبر قصة نبي الله موسى عليه السلام من اكثر القصص التي وردت في القرآن والمتابع لهذه القصص يجد انها تعكس حالات اجتماعية كانت ومازالت الى وقتنا الحاضر فمثلا نجد ان بني اسرائيل كانوا يهرعون الى موسى عند الشدائد التي تصيبهم وكان الملاذ لهم في السراء والضراء حتى اكلوا بين ايديهم ومن خلفهم ومع بعد كل هذه الخدمات المجانية لو صح التعبير نلاحظ ان بني اسرائيل اذاقوا هذا النبي الكريم مر العذاب واتهموه بأبشع الاتهامات واخيرا انتهت القصة بأن يعبدوا الها غير فاطر السموات والارض وهو الذي حصل في قضية عجل السامري المعروفة وما جرته عليهم من الويل والخسران في الدنيا والاخرى والظاهر ان نكران الجميل وعدم اعطاء كل ذي حق حقه من اساسيات النفس البشرية وعلى مر الاجيال ولعل التاريخ يعيد نفسه ولكن بصور وبأسماء تختلف عما كانت عليه في عهد موسى (ع) وخصوصا مع ما يحدث مع سرايا السلام ففي كل مرة تأتي الانباء عن قيام الابطال في هذه السرايا بإنقاذ المواقف التي يقف امامها الاخرين في حيرة ابتداء من آمرلي وغيرها من المواقف والمناطق والتي كان اخرها ما حصل في مدينة سامراء المقدسة حيث استطاع ابناء السرايا ان يسطروا ملحمة قد يكون ذكرها يثير الاستغراب والفخر في نفس الوقت فبعد ان انهزم الجميع وبعد ان اختفى الجميع جاء ابطال السرايا ليقولوا كلمتهم ويعيدوا الحق الى نصابه وليقولوا بفعلهم من له الاحقية في الامور فماذا كانت النتيجة ؟؟ يعود القوم الى ما بقي من حليهم ليصنعوا منها عجلا يعبدونه من جديد وكأن التاريخ يعيد نفسه بفارق بسيط وهو ان بني اسرائيل عبدوا عجلا واحداً واما قومنا فقد عبدوا عجل النفس الامارة بالسوء وعجل الاوهام وعجل الدينار والدولار وغيرها من العجول وليت شعري فقد يمكن نعطي العذر ولو مجازا لبني اسرائيل في عبادتهم لعجل السامري كونهم لم يسمعوا به من قبل ولم تكن هناك امثلة واقعية على فساد معتقدهم ولكن القوم في زماننا هذا قد اتتهم الآيات والبينات وراوها بأم اعينهم مع ذلك يصرون على تيههم خدعة وتوهماً من خوار عجولهم وإنا لله وانا اليه راجعون .