يعد الحشد الشعبي؛ الوليد الشرعي لفتوى الجهاد المقدس للإمام السيستاني, والركيزة الأساسية لإنقاذ الوطن والمقدسات, ولولاه ما كان هناك موطن اسمه العراق, وسرايا الحكيم؛ عاشوراء والجهاد والمنتظر والتركمان, من أهم تشكيلات هيئة الحشد الشعبي, كانت لها الوثبة الأولى والمؤثرة في ميادين الجهاد, وسواتر الشرف, منذ اليوم الأول لانطلاق الجهاد الكفائي.
تشكلت سرايا شهيد المحراب, بقيادة عسكرية مخضرمة, كانت ومازلت لها بصمات واضحة بالدفاع عن عز العراق وشرف أبناءه, ومواجهة الطغاة والظلمة, وأثبتوا جدارتهم في قيادة المعارك, وإدارة العمليات العسكرية, وساهمت هذه التشكيلات في مسك مناطق “حزام بغداد” ابتدأ من مناطق سبع البور والبوعيثة والصقلاوية واللطيفية واليوسفية, لينحني التاريخ موثقاً مواقفهم في تحرير تلك المدن, وحماية أهلها من دنس العصابات الإرهابية.
ورغم قلت الإمكانيات الحربية لدى سرايا الحكيم في الأشهر الأولى, وضعف التسليح النوعي لمدة طويلة, تمكنت تلك سرايا أن تسجل صولات خالدة في معارك المناطق المحيطة بالعاصمة كونها الأخطر, لان الإرهاب أصبح على أسوار بغداد, ولولا صمود وتضحيات المتطوعين بتلك المناطق لأكثر من ستة أشهر, ومنعها تمدد الزمر الإجرامية نحو ضواحي العاصمة, لكانت هناك انعطافه مهمة في تاريخ الفتوى المقدسة.
وصنفت مجلة “نيوز– ويك” الأميركية واسعة الانتشار, في مقال بعد عام واحد من انطلاق الفتوى, عدت فيه قوات الحشد الشعبي, بالمرتبة الرابعة كأقوى قوة قتالية, واخطر تشكيل ضارب بالعالم, ومن أهم معارك سرايا الحكيم كانت؛ الضابطية وبنات الحسن وسيد غريب وعزيز بلد وتكريت ومكيشيفه ومطبيجة, والشاخات واللطيفية والعوينات, وجرف الصخر وامرلي, والثرثار, وتلال حمرين, وعمليات الكرمة والصقلاوية والفلوجة وجزيرة الخالدية.
قدموا سرايا المدرسة الحكيمية المجاهدة؛ خيرة أبنائها شهداء وجرحى, مما يعزز امتزاج دمائهم الطاهرة بأرض الوطن؛ ومنهم القادة السيد صالح البخاتي, أبو مصطفى العيداني, وصباح كَطان, وحيدر الدنيناوي وناصر البطاط, وداوود السعيدي, وإبراهيم الشغانبي, وأبو حيدر العتابي, وأبو خديجة الدلفي, وحمودي قاسم, وعمار الكعبي, وفالح العيساوي, وغيرهم العشرات ممن كانوا رموز للبطولة والتضحية والإيثار, وعناوين مشرقة في سماء العقيدة والوطن.
وأثبت مجاهدو تيار شهيد المحراب كونهم؛ مصداقاً حقيقي للإخلاص, والالتزام بالتكليف الشرعي, وطاعة المرجعية الدينية, وتركوا بصمات مُشرفة, بالذود عن وطنهم وعقيدتهم, والحق يقال كانوا من خيرة أبناء العراق الأباة, ومفخرة لمرجعيتهم العليا, وقيادتهم السياسية, وتميزوا بالتفاني والإيثار, والانضباط العسكري, والصمود في الميدان بأشد المعارك شراسة مع الأعداء, ومستمرين بالعطاء, حتى تحرير أخر شبر من ارض الوطن, ورفع راية العراق.
لذا تجد ألوية عاشوراء والجهاد والمنتظر وسرايا التركمان؛ من الأوائل فصائل الحشد الشعبي التي وطئت ارض الموصل الحدباء, للمشاركة في المنازلة الكبرى تحرير محافظة نينوى, وسيكونون كما كان العهد فيهم, القوة الضاربة للعدو, ومصداق للجيش العقائدي, الذي يمتلك الولاء للمذهب والعشق للوطن, لامتلاكهم القدرة على قيادة الميدان, والإصرار على المواجهة.