((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ))،القرأن الكريم تحدث في مواطن كثيرة عن الفساد،وأشار آلية إشارة واضحة ونهى عنه،وأخبرنا أيضا بأن الفاسدون هم من سيعتلي منصة الإصلاح!،هنا علينا التمييز بين مدعي الإصلاح و بين المصلح الحقيقي.
التحول الديمقراطي الذي نعيشه اليوم،سرق ماء وجه البعض ممن أصبح سياسي الصدفة،حيث أتى من لاشيئ،الفراغ في هذا التحول صنع أسماء سراق فاسدون،أصبحوا وبال على العملية السياسية،حيث تعالت الشتيمة هنا وهناك،وهذا هو الذي فتح المجال للانتهازيه والصعود على الأكتاف،ليناغموا صوت المواطن الفقير،الذي أصبح لا يفرق بين الحق والباطل،بل وهناك من قرر مقاطعة الانتخابات القادمة بسبب هؤلاء.
*«اللى مايشوف من الغربال يبقى أعمى»، مثل شعبى قديم يفرض السؤال: ولماذا الغربال؟ لماذا لا نزيحه جانباً لنرى الأشياء بوضوح؟ لابد أن الإجابة عند الأجداد هى: الحقائق على الأرض ليست مكشوفة لنا،كل حقائق الوجود مغطاة ومستورة بغربال، وعليك أنت أن تراها من خلال فتحاته الصغيرة،ومن الغربال جاءت كلمتان، يغربل وغربلة، وهما تعنيان الفرز والاختيار، أى أن صحة الرؤية مرتبطة بفرز الأفكار لاختيار الحقيقى منها، وهو ما يتطلب عقلاً ناقداً تعوّد صاحبه أن يركب الصعاب.* من هذا المثل الشعبي نستوحي العبرة في التدقيق و أن نرى المصلح من الفاسد وان نميزه،من أعتلى منصة الإصلاح في البرلمان وخارجه،هل أصلح نفسة ومن معه؟،فقط هذا السؤال كفيل بحد ذاته بالتمييز بين هذا وذاك،وللأسف عندما نضع أسماء المصلحين على طاولة العقل الباطني،انظر الى الغربال وضعهم به!،هل ترى للإصلاح معنى؟.
وممن يمتلك الرؤيا والبصيرة،عليه أن يرى التصويت على قانون العفو العام و أقاله وزير الدفاع،صفقة سياسية تحت مظلة الإصلاح وداخل ممثلية الشعب،صوت لي على هذا نصوت لك،حسب الطلب،لم يضعوا نصب أعينهم دموع الثكالى،و أنين الأيتام،و صراخ الأمهات،القانون الذي لا يحترم مواطنيه من قبل ممثليه أصبح وبال ونقمة على العملية الإصلاحية.
من خلال هذا كله أصبحت الطبقة الاجتماعية،معزولة وكأنها في بلد غير العراق،تشعر باليأس من خلال سياسي الصدفة،الذي أساء للعملية السياسية،وتقمص دور الإصلاح والمصلح،وتراه منضويآ تحت مظلة القانون وهو لا يفقه بالسياسة شيئ.ضاعت هيبة الإصلاح بالفساد والسراق،فاسدونا سرقونا،و سرقو أحلام الأبرياء،في العيش الرغيد،في الحياة الهانئة،التي هي من أبسط الحقوق المنصوص عليها في الدستور،سرقو حلم الطفولة والبراءة،في تقاطع المرور لمسح نافذة السيارة أو لبيع بعض الحلوى،ذبحوا البراءة وتركوا الفاسد يتربع على العرش طيلة سنين،عاشها الفقير عجاف في عجاف،و خلفت وراءها التقشف!،لأصحاب العقول أن يميزوا بين هذا وذاك.
لو كان فريق إصلاحي حقيقي بين مدعي الإصلاح وممن فرح وأشار بأصبعه إلى لافتته التصويت،هل لقدوره أن يضع أصبع الاتهام حول ميزانية 2014 و أين ذهبت ومن المسؤول؟،هل بمقدوره أن يضع أصبع الاتهام حول من أضاع ثلث مساحة العراق؟،الإجابة لكم ومن يسمع و لدية الرؤيا والبصيرة.
محاربة هذه الآفة الكبيرة،هي بنضوج الأفكار وتوحيدها،حول خوض العملية الانتخابية ودعوة المواطن وتثقيفة وأن يميز بين كل هذه المعطيات،ولكي نرتقي علينا أن نشمر عن سواعدنا لإزالة داعش والفكر الداعشي ،و نكن فريق واحد حول تحرير الموصل وان نتخلى عن كل الصغائر لنذوب في عراق أمن مستقر،لنصرة الثكالى ومسح دموع الأيتام وان نفرح الأجيال. ((أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ )).