23 ديسمبر، 2024 3:46 م

سرادق العز: ثوار رفحاء في الميدان

سرادق العز: ثوار رفحاء في الميدان

الإعتصام كما تشير إليه معجمات العلوم السياسية يمثل حالة امتناع سلمي عن إداء أعمال ما في مصنع أو معمل أو جامعة أو مدرسة أو أمام مؤسسة حكومية ما . أو في الطريق العام تلجأ عليه جماعة ما لاشعار الحكومة والراي العام بوقوع خلل يُطالب بإصلاحه وتقويم إعوجاجه. وبحسب الاصطلاح الأصلي في الإنجليزية عملية الـ(Sit-IN)  بحسب مبتكرة هذا اللون من النشاط السياسي في الإحتجاج السلمي الناشطة المدنية الأمريكية السيدة (Bernice Fisher). وفي العربية اشتقت مفردة إعتصام من العِصْمة أي المَنْعُ. وفي القرآن الكريم: سآوِي إلى جبلٍ يَعْصِمُني مِنَ الماء، أي يمنعُني من الماء، والمعنى مِنْ تَغْرِيقِ الماء، قال: لا عاصِمَ اليومَ من أمر الله إلا مَنْ رَحِم. واعْتَصَمَ به واسْتَعْصَمَ: امتنعَ وأبَى؛ وفي حكايةً امرأَة عزيز مصر مع النبي يوسف حين راودَتْه عن نفْسِه: فاسْتَعْصَمَ، أي تَأَبَّى عليها ولم يُجِبها إلى ما طلبَتْ. وفي علم الكلام الإسلامي: نجد اصطلاحات عصمة الأنبياء وعصمة الأئمة وما إلى ذلك للتعبير عن إمتناعهم عن أتيان الذنب.
وثوارُ إنتفاضة شعبان المباركة البواسل في ساحات الوغى والصدام، ممن قارعوا الديكتاتور المقبور، وعجلوا بنهايته ونهاية حكومته، لتكون نتيجة تضحياتهم وثورتهم وتشردهم في اصقاع العالم الأربع، أن يسطو على الدولة العراقية الجديدة، أقزام ومرتزقة، أنهدت بتخريبهم ولصوصيتهم العلنية، ما تبقى من (حيل عراقي)، اقزام اللصوص المنصبين من قبل أولياء الأمر في واشنطن المقدسة، روما الجديدة وإباطرتها ومباركتهم. ولكن سكت ثوار شعبان للملمة ما تشظى ولعق جراح بلدهم رغم أن الحكومة الجديدة  كانت تعلم  أن محل ثوار شعبان منها محل القطب من الرحى, ينحدر عنهم السيل ولا يرقى إليهم الطير. ولكن وآه من تلك الـ(لكن) راينا أن الصبر على هاتا أحجى وفي العين قذى، وفي الحلق شجاً، نرى العراق نهبا فصبرنا على طخية عمياء يشيب فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ويكدح فيها (ثائر شعباني) حتى يلقى ربه.  ولكن ذلك لا يعني بتاتاً أن نصمت ولا نصرخ بأعلى أصواتنا لنعدل الميل والحيف الذي يقع على شعبنا وكاهله ولا يظنن أحداً أن سرادق العز والإعتصام السلمية في السماوة التي نهض بأعبائها أهل الحل والعقد من حكماء ثورة شعبان وابطالها الكماة البهاليل سادة السيف والحرف والقلم في زمن كُسرت فيه اقلام وأخرست ألسنة الحق، أقول لا يظنن أحد ويتوهم أن الإعتصام حول (حقوق هُضمت) للرفحاويين وفقط بل هي خطوة على طريق (تصحيح مسار) وإيقاف (عملية هدم) مستمرة رُسمت فيها أدوار ينفذها لصوص العلن من (ولاة وقضاة ومفتين) على حد عبارة عمرو بن عبيد إمام المعتزلة رحمه الله. ولإغتيال سلمية الإعتصام والإحتجاج الشعباني الكريم في سرادق العز والكرامة من مدينة البطولة والفداء السماوة الحبيبة، وبلعبة حكومية مفضوحة وبحجة التفاوض مع المعتصمين والمحتجين من فرسان ثورة شعبان قامت النائبة (الحجية ناجحة عبد الأمير) وافتح قوساً لأسجل ملحوظة رفحاوية، واقول ما قصة (الحجاج والحجيات) الكثيرة الشائعة من رئاسة الوزراء وإلى اصغر موظف في دائرة أو بلدية في محافظات العراق!! الحج السنوي والدوري بأموال مسروقة ومنهوبة لا يشرف أحداً يحمله. وأعود إ‘لى تلك (الحجية الناجحة بشطارة دليلة المحتالة) لتزيف وفداً باسم معتصمي سرادق العز!! نعلن للحكومة أن هذا الوفد لا يمثل أحداً ونهيب بثوار شعبان في كل مكان ونُعلمهم بأن لا يُخدعوا مجدداً بـ(حمل مصاحف ابن العاص) فليس من أخدتهم (حجية ناجحة) هذه يمثلنا ولا يمت لنا بصلة إلا من هم من قبيل أبي موسى الاشعري الساذج المعروف في خديعة التحكيم الشهيرة!! فسرادق العز هذه قام بأعبائها ونظمها وحشد لها من وقته وأمواله ابطال ومناضلين معروفين (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ) مثل الإخوة الأبطال حسين الزهيري ورعد عبد الزهره وجاسم دنيف ومن ألتف حولهم من ثوار ومناضلين، إباة الضيم ألسنة الصدق والفصاحة أو من يرتضونهم ونهيب بكل ثائر شعباني كريم ونحذرهم قائلين كالسيد المسيح: (أحذروا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً) فمن (ثمارهم تعرفونهم) فمن هي (ناجحة) تلك ومن (هم الذي كلفتهم) وأصدرت أمرها لهم وباسم من؟ وهم اغلبهم وجه لـ(الصافي)  قناع ووجه القباحة لرئيس الوزراء وحزبه: لا أصلح الله منا مَنْ يصالحهم حتى يصالح ذئب المعز راعيها. إلا بعد أن  يرعوي كلُ عن غيه ويعاد الحق إلى اصحابه حيا الله  أطبال الثورة الشعبانة  حيا الله بسرادقهم  لله دركم ياليوث العراق.
ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ 
تَقُدّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ 
بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكَناتِهِ،وطعنٍ كإيزاغِ المخاضِ الضواربِ 
محلتهمْ ذاتُ الإلهِ ودينهمْ قويمٌ فما يرجونَ غيرَ العواقبِ 
رقاقُ النعال، طيبٌ حجزاتهمْ  يُحيَوّنْ بالريحانِ يومَ السبَّاسِبِ 
تُحَيّيهم بيضُ الولائِدِ بينَهُم وأكسِية الأضريج فوق المشاجِبِ
يصونونَ أجساداً قديماً نعيمُها  بخَالصَةِ الأرْدَانِخُضرِ المناكِبِ
ولا يحسِبُونَ الخيرَ لا شَرّ بعدهُ  ولا يحسِبُون الشرّ ضربةَ لازبِ
حَبَوتُ بها (رفحاء) إذْ كنتُ لاحقاً  بقَومي وإذْ أعْيَت عليَّ مذاهبي
[email protected]