حرب من نوع خاص قد يجد العراق أنفسهم مضطرون لخوضها بعد حرب داعش “أنها حرب المياه ضد بلاد الرافدبن” انها حرب قذرة اذ تتفاقم مشكلة المياه في العراق منذرة بحروب لا تحمد عقباها، خاصة مع ما تقوم به تركيا من برامج ومشاريع تهدف إلى تأمينها من النقص المتوقع في المياه غير عابة بما يسببه ذلك من إلحاق الضرر بجيرانهم العراق والتأثير على مستقبلهم، ويعيش المواطن العراقي في حالة قلق دائم بشأن المياه واحتمالات نقصها فتصبح غير قادرة على الوفاء باحتياجاته اليومية خاصة، ولا تمتلك الدولة العراقية حتى الآن إستراتيجيات للتعامل مع هذه القضية الحيوية، التي تتعلق بمستقبل التنمية والرخاء الاقتصادي والاجتماعي وبسلام وأمن العراق ، ولا يزال يفتقر للحد الأدنى من هذه الخطط والبرامج التي تسهم في تعزيز متطلبات التنمية ، فيما تمتلك تركيا التي تنبع منها أو تمر عبر أراضيها الأنهار الكبرى إلى العراق، ومن خلال رصد ومراقبة ومعلومات ومعطيات فتعرف كيف تتصرف في الأمر على نحو اقتصادي وسياسي وبخطط بعيدة المدى .
لا أحد في العراق لا المسؤولون ولا الإعلاميون- تعامل بجدية مع قراربناء وتشغيل سد إليسو . الكل يتصدر المشهد العبثي بالفعل، مضيفًا إليه عبثيته الشخصية، لا أحد صرخ في وجه أحد ليقول له إن المياه قضية أمن قومي.
أعمى من لا يستطيع أن يرى أن للإدارة الصهيونية، التي ليست بعيدة، يدًا في إضعاف وإرهاق العراق للسيطرة على موارد المياه في العراق ، واستخدامها كورقة ضغط ضد العراق كلها حين يحين الأمر. هذا ليس ترويجًا أجوفًا لنظرية المؤامرة التي أدمنها النظام، وإنما قراءة في أجندات مستفيدة بالفعل من أي نزاع قد ينشأ في المنطقة على خلفيةسد إليسو.
المشكلة التي تواجه العراق ليست في ندرة مواردها المائية على أي حال، بل سوء إدارة هذه الموارد، وبالتالي ضخامة الفاقد من هذه الموارد الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى 90% من إجمالي الأمطار الكلية. من ممارسات نظام صدام ، على سبيل المثال، أنه لم يستفد من الاتفاقيات التي وقعت مع إيران في اتفاقية الجزائر ولا أي انتفاقية مع تركيا، .
” على تورط إسرائيل في تركيا في إنشاء سدود على نهر دجلة والفرات ، عن وجود اتفاق بين الصهاينة وتركيا لإقامة سد لتوليد الكهرباء، والغريب أن البنك الدولي وافق على تمويل المشروع دون أن يشترط موافقة باقي الدول التي تستفيد من النهرين .
” أن إسرائيل لعبت دورًا كبيرًا مع تركيا لنقض المعاهدات الدولية التي تنظم توزيع المياه بين بلدان التي تستفيد من الأنهار التي تنبع من تركيا ، ساعدتها في ذلك أمريكا لانتزاع نفوذ روسيا من تركيا، ووفرت لها كل سبل التأثير على العراق وسوريا، وقد نشرت صحف المعارضة التركية قيل اشهر من بناء السد عن اجتماع عقد في تل أبيب بين أعضاء بالكنيست ووزراء أتراك تناول الاجتماع إقامة مشاريع مشتركة عند منابع نهر دجلة والفرات تتضمن إقامة سدود على نهرين دجلة والفرات لحجز المياه وضبط حركتها في اتجآه العراق وقد ظهرت في بناء سد إليسو
الضرر المحدق من إنشاء سد إليسو على العراق يكمن في العجز المائي المتوقع من أثناء فترة ملء الخزان، فنتائج الدراسات العلمية تشير إلى أن تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه المتجهة إلى العراق عبر نهر دجلة سيهدد ببوار الأراضي الزراعية، في الوقت الذي تعاني في العراق فقرًا مائيًا، فمن المعلوم أن سد إليسو التركي سوف يترتب عليه خفض حصة العراق من المياه بحوالي 15 مليار متر مكعب من المياه سنويًا في الوقت الحالي.
ومن المتوقع ارتفاع احتياجات العراق إلى ما يقرب من 21 مليار متر مكعب فوق حصتها الحالية لمواجهة الزيادة السكانية، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى بوار خمسة ملايين فدان من الأراضي الزراعية العراقية، وما قد يترتب علي ذلك من تشريد أكثر من ستة ملايين مزارع أو فلاح عراقي ، وبالتالي ظهور المجاعات ومشكلات يصعب السيطرة عليها، .
وعلى صعيد خطورة السد التركي الجديد على أهوار العراق تركيا تقوم بتشغيل سد (أليسو) المشيد حديثاً على نهر دجلة، وعملية ملء السد بالمياه ستستغرق ثلاثة أعوام بحسب تقديرات أولية، وإن العراق من المتوقع أن يواجه خلال هذه الفترة كارثة جفاف وعطش يصعب التكهن بخسائرها المادية وأضرارها البيئية والمعاناة الإنسانية التي سوف تسببها)، معتبراً أن (البصرة ستكون الأشد تضرراً بحكم موقعها الجغرافي، ومناطق الأهوار سوف تجف مجدداً مساحات شاسعة منها).
يبدو أن العراق بستدخل معركة اختارت لها قيادة غير رشيدة أن تدخلها، وستدفع ثمنها أجيال ستسدد فاتورة هذا الاختيار.!