لا يخفى على احد من العراقيين أن حكومتنا الرشيدة بقيادة الدعوة الإسلامية قد اعتمدت على النطيحة والمتردية من أشباه الرجال في عراق بعد 2003 فلا يمضي يوم إلا وتتعالى الصرخات بأن شهادة النائب الفلاني أو الوزير العلاني مزورة أو ( كَلَك ) أي غير معترف بها أو لا يوجد ما يعادلها في العراق , نتيجة لذلك لم نعد نستغرب سلوكيات السادة المسئولين وتصريحاتهم التي لا تتعدى أن تكون محض هراء وتبرير للفشل الحكومي المتزايد يوما بعد آخر والعجز اللامتناهي عن تقديم الخدمات للمواطن العراقي الذي ابتلاه عقله بإنتخاب هؤلاء اللصوص .
صرح السيد وزير الكهرباء المبجل من على قناة البغدادية التي يتابعها معظم أبناء الشعب العراقي بأن أحد أسباب تردي واقع الكهرباء هو أن نسبة 12% من سكان بغداد لازال سخانات بيوتهم تعمل وهذا ما أخبرته به شركة استشارية قامت بإجراء مِسوحات ميدانية لمناطق بغداد وكانت نتيجتها أن تم اكتشاف هذه الكارثة التي سببت تردي واقع الكهرباء في عراق التحدي .
نود أن نعلم فخامة المهندس الدكتور معالي السيد الوزير البطل ما يلي :
1- إن تأسيسات الكهرباء في بيوت بغداد هي من نوع ( السنكل فيس ) وبجهودكم المباركة أنت وسلفك الكريم فإن الشعب العراقي المغلوب على أمره يعتمد على المولدات ألأهلية لتوفير الكهرباء وأغنى شخصية في بغداد ( ماعدا لصوص الحكومة) يستطيع أن يدفع مبلغ عشرة أمبيرات ليس أكثر لصاحب المولدة وبما إن الكهرباء ( سنكل فيس ) أو أحادية الطور والسخان الكهربائي ألذي أخبرَتكَ شركتك الاستشارية أنه لا زال يعمل في بيوت بغداد يحتاج إلى ما لا يقل عن ثمانية عشر أمبير حتى يشتغل فلا أتصور أن أحد يترك سخانه يعمل لأن كهرباء المولدة التي تمثل أعظم إنجاز حكومي لكم ولزملائكم في رئاسة الحكومة ستنفصل عن العمل ولا أتصور أن احد يستطيع أن يتحمل أجواء العراق في صيف تعدت درجة الحرارة فيه الخمسين درجة بدون كهرباء المولدة التي أتصور أنكم ستحرمون الناس منها بألف طريقة وطريقة .
2- لو افترضنا جدلا أن شركتكم الاستشارية التي لا يرقى إليها الشك بالتأكيد كانت صادقة في مسحها الميداني وإن نسبة 12% من أهل بغداد يتركون سخاناتهم تعمل لحد ألان , ففي ظل درجات الحرارة المرتفعة في صيف العراق وخصوصا إن سخانات العراق تحتوي على اوتماتيك ( مهمته فصل الكهرباء عند الوصول لدرجة التسخين المطلوبة ) فإن أي سخان يعمل في عراقكم الحار جدا سيفصل أو سيتوقف ( الهيتر ) فيه عن العمل لأن درجة حرارة المحيط تكاد تتساوى مع درجة الحرارة التي يوفرها السخان فالماء العراقي ساخن بدون سخان .
3- الترف حالة لا يعرفها الشعب العراقي في ظل حكومتكم الرشيدة التي جعلت منكم انتم وكل الشخصيات الفاسدة وغير الكفوءة تتبوءون المسؤولية وتصبحوا من أصحاب القرار . والحالة التي ذكرتها اعتمادا على استبيان شركتك الموقرة بأن أهل بغداد يتركون سخاناتهم تعمل في الصيف هي محض ترف فلا أتصور أن أهل بغداد الذين يرزحون تحت ظلمكم ومفخخات الإرهاب التي هي نتاج فشلكم والحكومة يتركون سخاناتهم تعمل في الصيف .
4- كلامكم معالي الوزير أنت وكل المسئولين عن تقديم الخدمات للمواطن والغارقين في الفساد ومقصرين في واجباتهم لا يتعدى ( هذيان الحمقى ) والشعب العراقي يعلم ذلك بكل وضوح فلا أنت ولا غيرك يستطيع أن يستغفل الشعب .
5- نود إعلام سيادتكم بأن المثل الصيني يقول : ( لا يخرج من كيس الفحم طحين أبيض ) والعاقل بالإشارة يفهم فوزارتك سيدة الوزير فاسدة بامتياز والمليارات المصروفة على وزارتك منذ عام 2003 ولحد الآن خير شاهد على ذلك .
6- كان بإمكان معاليكم أن يصرف المبلغ الذي كلفه الاستبيان الذي قامت به الشركة التي تتحدث عنها على تطوير واقع الكهرباء في بغداد وإذا تطلب الأمر إستبيان فما عليك إلا أن تتابع قناة البغدادية التي تصرخ ليل نهار عن سوء الخدمات التي تقدمها حكومتكم الرشيدة للمواطن وهذا لا يكلف ميزانية الدولة أي شيء فاستبيان البغدادية بدون مقابل وبالمجان .
صدق الشاعر حينما قال :
ولم أرى ظلماً مثلَ ظُلمٍ ينالنا يُساءُ إلينا ثُم نؤمر بالشكرِ