19 ديسمبر، 2024 3:21 ص

سحور سياسي ومطب القبانجي

سحور سياسي ومطب القبانجي

اللقاء الذي قدمه الاخ عماد العبودي مع  السيد احمد القبانجي في سحور سياسي كان مطبا لعنوان البرنامج لسببين بسيطين الاول ان السيد القبانجي  لايتسحر لانه اصلا لايصوم حسب ما ادلى به انه يمارس عبادة العارفين التي تختلف عن عبادة البسطاء حيث لاحاجة الى الصوم والصلاة والطقوس العبادية الاخرى عند العارفين  فهم يعرفون الله تعالى ويعبدونه بمسالك اخرى….فسقط بذلك المعنى الاول من البرنامج(سحور)
ثم السبب الاخر الرجل ليس بسياسي, انما هوفيلسوف او متفلسف انقلب على مفاهيم الحوزة العلمية وقيود الاصول في توجيه الفكر الديني والفقهي اراد ان ينهج منهاجا  حداثويا في نمط التفكير تجاه الله والكون والقرآن والرسول والمعصوم والعلاقة بين الخالق والمخلوق..فوقع في مطب الالحاد وتسطيح معاني الايات والرسالة الاسلامية..واهمل الظاهر والباطن في نواميس القرآن والشريعة  واغفل حيثيات الزمانية المكانية لاصل التشريعات الاسلامية ومبررات احداث  التاريخ الاسلامي…فراح يسوق افكاره بتسطيحية ممعنة بعيدة عن روح وجوهر الدين .وحتى المنطق الذي يسوقه يناقض المنطق الارسطي الذي يتعكز عليه  لانه بسوقه ويغلفه باغلفة الوجدان ذو المساحات الواسعة المجهولة التي لا يحيط بها الاعلم الله تعالى  والا ماهي مقاييس الوجدان المبطنة في نفس السيد او نفسي او نفس مقدم البرنامج  لااقدمها ضمانة للفكر الذي اسوقه للاخرين ومتى دخل الوجدان كضامن لتصرفات الاخرين ليعول عليها كنظرية للسلوك الديني او الانساني او الاجتماعي.حتى وان كنا نعيش المدينة الفاضله
وفي كل مايسوقه السيد في فكره تكون السياسة ناتج عرضي في اهتماماته,وذلك لضروف البلد وقلة موارده المالية بسبب معاداة الاسلاميين لفكره فهو اذا لايحمل هما سياسيا الا بقدر تضرره من الوضع السياسي حاله حال اي مواطن عادي
اذن لماذا يقدم سحور سياسي رجل ليس بسياسي واذا اردنا اخذ رايه السياسي يكفي علينا اعطائه المايك في الشارع كدأب المراسلين في الفضائيات عند لقاءآتهم مع المواطنين في اخذ رايهم عن الدولة وادائها, لا ان استهلك وقت المشاهد لساعة ونصف في لف ودوران مع رجل لم يعر السياسة اي اهتمام او على الاقل لم يرتب اوراقا سياسية يقدمها في مثل هكذا برنامج
ان كل ماتم في البرنامج هو توظيف العمامة الشيعية العلمانية المتمردة على نهج الحوزه والتشيع. لضرب الاداء الحكومي ذو النزعة الاسلامية بسبب مظاهر الفساد الاداري المالي فيه  ليكون الاسلام هو المتهم وليس المتاسلمين,, فيضرب ذات الحجر في نفس الوقت الاسلام السياسي,,ويعطي او يروج للفكر العلماني في ادارة الدولة المدنية,,, والكل يعلم والسيد ذاته يعلم ان كمال الادراة الاسلامية مرتبط ببسط يد المعصوم
كم تمنيت من الاخ عماد ان يترك السيد يسترسل في حديثه ليوقع نفسه في مطباته الفكرية الفلسفية  التي يستطيع اي مبتديء في فكر اهل البيت من تفنيده
كم تمنيت من اخي العبودي ان يكون ملما بمصطلحات العرفان ليقاطع السيد بحرفية في مفاصل احاديثه الفكرية, لا ان يستفزه بطريقته المعتاد على استعمالها مع السياسيين
ثم كم تمنيت ان يتركه او يستدرجه الى معرفة ماهية طرق عبادته لله  كعارف به,,ان كان في طريقته نوع من القبول والمعذرية حتى لايصبح ترك الصوم  والصلاة تقليعة لمن هب ودب بدعوى العرفان بالله
الاجر الوحيد الذي سيثاب عليه الاخ عماد من هذه الحلقة  هو ان الاخ العبودي  منح السيد فرصة المطالبة براتب تقاعدي او مساعدة ماليه من الدولة او قوات بدر كاستحقاق لخدماته التي قدمها من اجل الوطن على درب النضال ضد الطاغية,,, ولا اجد ضيرا في ذلك… فيوما كان ابراهيم النبي عليه السلام سائرا في طريقه  فوجد رجلا عجوزا  لايقوى على النهوض يريد الرجوع الى بيته فحمله على كاهله مسافة لكن الشيخ اثناء المسير اسمع ابراهيم عليه مقالة الكفر بالله  فما كان من النبي الا ان يسقطه ارضا حمية لله , واذا بنداء الجليل الاعلى يا ابراهيم اني تحملت كفره تسعون عاما ولم اعاقبه  فما بالك رميته هذه الرمية  عندذاك استدرك  ابراهيم عمله ورجع الى  الشيخ حمله واعتذر منه واكرمه واعاده الى منزله وترك حسابه لله
فما المانع من اعطاء السيد ما يكفي كفافه وعلى الله تعالى حسابه افضل من ان يمده اهل الكفر  والمغرضين  بملايين الدولارات الرخيصة واعانته على ادامة مؤسسته المروجة للفكر العلماني الالحادي  بعمامة شيعية  محمدية اسلامية تكون سبة على الاسلام عامة والتشيع خاصة
اخيرا اسوق محبتي واحترامي للاخ  عماد وكل ماذكرته اعلاه هو نقد مهني لا يمس ذات الانسان عماد العبودي المحترمة

أحدث المقالات

أحدث المقالات