18 ديسمبر، 2024 7:02 م

سحر عباس جميل.. تواجه “داعش” بكبرياء الأميرات

سحر عباس جميل.. تواجه “داعش” بكبرياء الأميرات

تلقت الإعلامية سحر عباس جميل، قرار إنهاء خدماتها، من قناة “التغيير” الذي عدته.. ساخرةً “أول بركات الحرب الشريفة” التي يشنها عليها أشباه الرجال ومدعو المشيخة؛ نتيجة إلتزامها قضايا وطنها العراق.

بدت الإعلامية جميل، قوية.. جوهراً ومظهراً تأملت كثيراً في مدى مصيبة العراق وأهله، بهؤلاء فحين يتكالب اكثر من رجل، مستدركة: “هذا اذا عددناهم في الرجال” لأستهداف امرأة بعمر بناتهم وقذفها بأفجر الصفات واقذر الشتائم، ليس لشئ سوى محاولة مصادرة رأيها وقمع صوتها واجبارها على الصمت والتخلي عن قضايا الوطن وقداسة دماء ابنائه، فهذا يعني اننا على حافة الهاوية وان الوطن مهدد في أعز وأنبل قيمه الاخلاقية التي انهارت وأهينت بتصرفات هؤلاء.. وفق تعبيرها النابع من عمق مشاعر عراقية أصيلة.. حرة نبيلة، مواصلة: “لكنني بكل تحدٍ وإصرار وإنتماء الى عراقيتي اقول لهؤلاء وامثالهم ومن يقف وراءهم من أموال سياسية قذرة: أنني سأبقى بنت العراق العظيم.. بنت التراب الطاهر الذي يضم بين حناياه أجساد الأنبياء والقديسين والشهداء.. بنت دجلة الخير وفرات الكرامة.. بنت الشيعة والسنة والمسيحيين والصابئة والايزديين والشبك.. بنت العرب والكرد والتركمان، وانتصاراً لكل هؤلاء سيبقى صوتي عالياً بالحق وليمزق الأوغاد صدورهم بنار الحقد والكراهية، أنا وأهلي العراقيين الأماجد ننتمي للنور والحب والشرف والكرامة، اما اعوان الشيطان هؤلاء، فالى حضيض الخيانة ودرك العمالة والخسة والتبعية لمن يدفع لهم أكثر وفي اسفل سافلين”.

وسحر.. بنتُ خيرِ أبٍ.. وإختُ خيرِ أخٍ؛ إذ لا أظن أحداً يتنكر لفضل والدها الموسيقار عباس جميل، على الثقافة العراقية، ملحن “غريبة من بعد عينج ييمة” و”تعتبني على الأيام ويلي” و”بسكوت أون بسكوت” وعشرات الإغاني التي شكلت الذائقة العراقية،…

وما موقفها المآزر لوطنها؛ مضحية بالشهرة والمال، من أجله، رافضةً الإنسحاب الى منطقة الإصطفاف مع أعداء العراق؛ ولو من خلال صياغة خبر بلغة إعلامية لا تليق بحرمة العراق وتضحيات أبنائه وسمو عطائه.

ولأنني من أبناء شارع فلسطين، يحق لي التفاخر بجيرة منزل الموسيقار جميل، نجم الغناء العراقي الملتزم، منذ الخمسينيات؛ لذلك أَعرف وأُعرّف القراء، بأن سحر رضعت حليباً طاهراً، من درة والدتها أم فيصل، السيدة المحترمة، التي لم تدخر وسعاً في تنشئة أبنائها وفق قيم إجتماعية ووطنية راقية.. تساعد العوائل التي كدها حصار التسعينيات، وما زالت ساعية بالخير، حيثما تطلبت الحال تدخلها.

أبت سحر المساومة بعراقيتها، في سبيل الحفاظ على مصلحتها الشخصية؛ فتلقت كتاب إقالتها.. بكبرياء الشهداء وهيبة الأميرات، واضعة الشعب العراقي والإعلاميين ووزارة الثقافة ونقابة الصحفيين وشبكة الإعلام العراقي، أمام مسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية والمهنية؛ لإحتضانها.

أحيي موقف القنوات التي أبدت إستعدادها لمؤازرة سحر، مشرعة أبواب شاشتها من الإستديو الى الفضاء، أمام الإعلامية جميل، في موقف يتضافر مع كثير من مواقف أثبتت ولاءها الوطني؛ حتى لو خسرت صلاتها مع المشايخ المتخفين وراء “التغيير” تربصا… أبارك هذه القنوات مهيباً بتلفزيون “العراقية” من شبكة الإعلام العراقي، الإقدام على خطوة شجاعة بحجم بطولة سحر، تواكب قوة تصديها لمنابع “داعش” الكامنة وراء مايكرفونات وكاميرات بعض الإذاعات والفضائيات الساعية بجنون مسعور، نحو تدمير العراق، الذي أثبت تعافيه وتفوقه في التصدي للإرهاب، من خلال دحر فلول “داعش” المهزومة، بإرادة أبطال الحشد الشعبي والقوات المستظلة بهم.

بات من واجب وزارة الثقافة أن تعنى بها وبأمثالها من الوطنيين المضحين، وأصبح لزاما على العراق ألا يخيب رهان أبنائه عليه؛ فينفرط العقد من جديد، وتتناثر خرزات المسبحة، متمنياً على النقابة الإحتفاء بها؛ كي يقتديها الصحفيون

مؤكداً.. والنعم من الإعلامية سحر إبنة الموسيقار الراحل عباس جميل.. والنعم من بنوتها لإبوة ألوان الطيف العراقي كافة.. شيعة وسنة ومسيحيين وصاءئة وأيزيديين وشبك.. عرباً وكرداً وتركماناً، فـ “من يتقِ الله يجعل له الله مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب”.