إذ ايّ انسحابٍ لقوات مسلّحة من مواقعها ” في العموم ” , يعتبر حالة سلبية بشكلٍ او بآخر , وله ما يُسوّغهُ وليس ما يبررّه .! , لكنّ انسحاب القوات الأمريكية ” المحدودة العدد – 2500 جندي اي لواء ناقص فوج – ” من كلتا قاعدتي ” عين الأسد غرب الأنبار, و فكتوريا في مطار بغداد ” قبل الموعد المحدد المتّفق عليه مع الحكومة العراقية , او الذي اصرّت حكومة بغداد على تحديد توقيته ووافق عليه الأمريكان في حينها , فسحب هذه او تلك القوات قبل اوانها ومبكراً .! فلهُ ما لهُ من دلالاتٍ ” مكشوفةٍ او مرفوعٌ عنها اللحاف ! ” , فما شبه المؤكّد او وفق < الحتمية الجدلية – Dialectical Determinism > , فسحب هذه القوات المبكّر يشكّل اجراءً وقائياً واستباقياً يستقرئ او ربما على دراية لحدوث تطورات عسكرية ضد اهدافٍ ايرانية من اسرائيل , او لمواقع محددة داخل العراق ” من المرجح ان تغدو ضد فصائل مسلحة او قياداتها , وبالتالي فقد يقود الى احتمال تعرّض الجنود الأمريكان في تلك القاعدتين الجويتين الى ضَرَيات صاروخية من بعض الفصائل المسلحة كما كان يحدث سابقاً , كما انه ربما يفوّت الفرص على قادة الميليشيات الذين يكررون المطالبة بإخراج القوات الأمريكية ويعتبروها قوات احتلال , بالرغم من انّ تواجدها كان بإتفاق مسبق مع الحكومات العراقية المتعاقبة , على الرغم من انه احتمال اضعف من سواه .!
القوات الأمريكية المنسحبة ليس لها ثُقلا عسكريا قياساً الى عديدها , وهي تعتمد على الطائرات المقاتلة ومنظومات دفاع جوي متطورة وتقنيات عسكرية لأجهزةٍ اخرى غير معروفة , بينما وجود هذه القوات له ابعاد أمنية – سياسية واعتبارية بجانب مقابلة النفوذ الأيراني في العراق , انما من جانبٍ آخر او من زاويةٍ ستراتيجية اخرى , فوجود القواعد الجوية الأمريكية في الكويت وقطر وسوريا وتركيا ” على الأقل ” يمكّنها من الناحية الفنية التجريدية من الوصول الى اي هدفٍ داخل العراق خلال دقائق معدودة او حتى اقلّ .
معظم المؤشرات او بعضها تومئ الى حالة شبه معلّقة في الداخل العراقي حتى اجراء الإنتخبات في تشرين 2 – نوفمبر القادم , والأمر لا يخلومن مفاجآتٍ محتملة وغير محتملة