من خلال متابعتي للمواقع الإلكترونية وقراءة الكثير منها ومشاهدة التلفاز وقراءة الصحف المحلية وجدت أن وزارة العدل تهتم بالسجناء اهتماما ملحوظا إذ خصصت وزارة العدل مبلغ كبير كل شهر يصرف على السجناء والبالغ عددهم ( 27) الف سجين ، وبحسبة بسيطة نستطيع أن نقول إن وزارة العدل تصرف كل شهر مبلغ ( 20) مليون دولار على السجناء ولو تم تكسير الرقم لتبين لنا أن كل مسجون حصته من هذا المبلغ كل شهر يتجاوز ( 740) دولار أي ما يعادل بالعراقي (865) الف دينار عراقي وهذا يعني أن كل يوم حصة السجين تصل إلى (29) الف دينار ، هذا يعني أن السجين بلا عمل ولا تعب ولا جهد يحصل على المأكل والمشرب وبعض المقتنيات وبحدود ( 30) دينار يوميا أي أعلى من راتب عامل طابوق يعمل من الصباح إلى المساء ليحصل في نهاية اليوم على مبلغ ( 25) الف دينار ناهيك عن الاهتمام الصحي والنفسي والكثير من المحاضرات التي تبني الشخص وتقوم أخلاقه وهو بلا عمل جالس يسمع ويأكل ويشرب ويتصل بأهله هاتفيا ، نحن لا نشجع من خلال هذه السطور شبابنا العاطل على الدخول إلى السجون ليحصل على ما كتبنا اعلاه ، لكن نكتب لنلقي الضوء على أحوال إخواننا السجناء في سجون وزارة العدل وكيف هو الاهتمام من قبل الوزارة بأبنائها ، صحيح نسمع بين الفينة والأخرى نداءات تأتي من داخل السجون بعد تعرض قسما منهم إلى الاهانة على يد الموظفين ولكن هذه تصرفات شخصية للبعض من ضعاف النفوس من الموظفين وليس نهجا وزاريا بل أن الوزارة ماضية في محاسبة أي تقصير يصدر من أي موظف مهما كانت درجة هذا الموظف ، هذا الاهتمام يسجل منقبة لوزارة العدل بكل كادرها من كبيرهم لصغيرهم ولكن هناك بعض الأقلام المغرضة التي همها تسليط الضوء الحاقد على كل انجاز تقوم به وزارة العدل أو غيرها من الوزارات وقلب المفهوم الصحيح لأسباب سياسية نعرفها ومنها أقلام بعثية حاقدة همها الأول التسقيط السياسي لمرحلة ما بعد سقوط الصنم وهذه الهجمة الإعلامية ليست محصورة بوزارة معينة بل بكل الوزرات لتقليل قيمة عمل أي وزارة تعمل بطريقة صحيحة فكلما كانت الوزارة الفلانية تعمل بالنهج السليم كلما زادت الأقلام المهاجمة ، فبالأمس قالوا إن وزارة العدل تنتهك حرمة السجناء واليوم قالوا إن أحد موظفي الوازرة يقوم بمساعدة الإرهابيين على الخروج لقاء مبلغ كبير وبالعملة الصعبة ثم قالوا إن أحد الموظفين الكبار في الوزارة يجد فرصة عمل( تعيين ) لمن يدفع مبلغ قدره ( 3000) دولار ثم قالوا أن وزارة العدل وزارة خاصة بحزب السيد الوزير ( الفضيلة ) ومن كان من غير حزب السيد الوزير لا مكان له في الوزارة وسوف يقولون ويقولون ولكن كل المؤشرات التي نعرفها جميعا لا تؤيد هذه الأقلام وكلنا يعلم بأن هذه هي الاقلام البعثية تتخبط يمينا وشمالا لغرض التسقيط فحسب وليس لغرض الاصلاح والتقويم ، هم يقولون ونحن نقول لهم بالأرقام التي ذكرتها أعلاه ونتحدى أي دولة تهتم بالسجناء في العالم مثل العراق وما عليكم إلا مشاهدة الأفلام الأميركية ( راعية الديمقراطية في العالم ) لتعرفوا كيف هو حال السجين الأميركي وحال مثيله العراقي مع اعتقادي بأن بنايات السجون في العراق لم تصل للمستوى المطلوب ولكن أعتقد إن الوزارة ماضية في تحسين هذه البنايات لتكون سجونا مثاليا وبنايات إصلاحية قبل أن تكون سجون بالمعنى العام .
[email protected]