ما نعرفه عن السجن أنه قضبان وحديد وممارسات تخوض في الهتك الجسدي والمعنوي للمسجون من قبل السجان والجلاد الذي يتم أختياره بعد حفلة تسقط منها نقطة المروءة الموجودة في جبهة جبينه ويكون مستعداً لفعل أي شيء ..أي شيء مهما كان نوعه ودناءته ,وأغلال وقيود حديدية تكبل الأيدي والأرجل ,ومعاناة ومحن وصبر طويل ,وليل ٌمظلم مطبق بانتظار الفرج والنور,وهناك من يُسجن بسجنٍ ذاتي لذاته يحيط بالمسجون يكبل الفكر والرأي ويعطل الرؤى ,وهناك سجن يكون عقابه أقوى من الاول والثاني ,وهو عقاب الضمير الذي يكون بالمرصاد للمذنب فلن يدع ليله يمر بسلام يؤرق نومه ومضجعه ,يعاقبه عقاباً شديداً يذكره بظلمه وجوره وصغر حجمه وقزمتيه أنها عقوبة لن يفيد بها تقديم الرشا ,والمحاباة والواسطة ,والالتفاف على القانون والاحتيال عليه ,يعود تاريخ السجون إلى العصور القديمة وقد تصعب معرفة بدايتها أو نشأتها,فهي قديمة إلى درجة أنها ذكرت في القرآن الكريم في إشارة إلى سجن النبي يوسف (ع)، كما أنها وردت في التوراة والعهد القديم على أنها كانت موجودة في القدس منذ عصر النبي موسى وما قبل ذلك ,يعتقد كثير من المؤرخين بأن الفراعنة كانوا أول من توصل لفكرة السجون والحبس كوسيلة للتحفظ على المذنب حتى يتم الحكم بأمره,والسجن هو سلب لحرية إنسان بوضعه في مكان يقيد حريته،وطريقة لاحتجاز شخص بموجب حكم قضائي أو قرار إداري من سلطة يستند إما إلى قانون ينص على عقاب الشخص لكونه ارتكب جريمة أو لمجرد قرار تقديري من سلطة مخولة باحتجاز الأشخاص إجراء وقائيا تقوم به إدارة الأمن بوصفها سلطة عامة.. للتحفظ على مشتبه به,حتى إتمام تحقيقاتها,ويطلق على السجن بغرض التحفظ بالحبس الاحتياطي أو الحبس التحفظي ،أو اعتقال وقائي,والسجن بحسب الأصل نوع من أنواع العقوبات الجزائية ولذلك لا يستخدم إلا وفقا للقانون ,وهو كإجراء وقائي مخول للسلطة أو الإدارة لتقديرها ان شخصا بعينه يشكل خطورة على المجتمع أو يشكل تهديدا على المجتمع أو النظام , وبهذا المفهوم الأخير يطلق عليه أيضا”
اعتقالا” وهذا الأخير يكون تعسفا من السلطة العامة التنفيذية إذا استطالت مدته على النحو الذي يساوى فيه بين المعتقل لشبهة دون ثبوث جرم فعلي ،وبين المسجون لكونه قد ارتكب بالفعل ,كما يطلق السجن على المكان الذي تتم فيه سلب حرية الإنسان,وهو مكان معد ليكون صالحا لحبس شخص أو أكثر ويكون إعداده بوضع الأسوار والقضبان الحديدية وتعيين الحراسة اللازمة لمنع المسجون من الفرار, وبعبارة أخرى يتم وضع كل الوسائل الممكنة لمنع الشخص من الخروج من المكان المحبوس فيه وتحت سيطرة كاملة لحراس السجن,اما بالنسبة للتيار الفكري العام وبالنسبة لأنصار نظرية الحرية العامة فهناك نوع من الاحتقار للسجن كأداة للعقاب,السجن يدمر الإنسان وهو يمنعه من الإبداع ومن التقدم ومن البناء ,هذه هي الحقيقة وليس غيرها ..سوف أرتاح من هذه القيود والسلاسل نم قرير العين ايها السلطان الجائر وأخلد في سبات نومك …فنوم الظالمين هدوء وسكينة للأحرار..أضرب بمعولك وحطم كل جدران الخوف ..حطم الحواجز والخطوط الحمراء ..سيكون هنالك فقراء وجياع ومستضعفين ..وأنين ووجعٌ يصعد للسماء يهتز له العرش دون أن يمر بحاجب البوابة ,فدعوة المظلوم كالبرق الصاعق تنزل وتبيد الطغاة المستهترين بحقوق الناس ومقدراتهم ,سيكون لكم هناك في الانتظار بدرٌ وأحد وخيبرٌ وحنين …ودار علي ,دار أمان لا خوف ولا وجل فيها ,أنه علي أب ٌحنون وقلب ٌمنون ,لازالت حمامات الصباح تنتظر شعشعة ضوء الشمس لتأتي اليك وتحط رحالها بحضرتك ,وتخفوا على مرسى رموش عينيك ,يا ليتهم يعلمون ما حلاوة طعم سجني متيمٌ وعاشقٌ لا يستطيع النظر لوجه معشوقه ,وهل يصبر العاشق على حب عشيقه,ولازال الخائفون يلوذون بحصن سدك المنيع ,ويرتون من عذب نهرك ,سيبحث السجان الذي طال به الملل ُعن كفارة ذنبه ,بين زحام قرارات الأدعياء الذين يملون عليهم لينفذ أمرهم ,وبيديه سوطٌ يجلد به ,كل من تأثر بحبك ,فليجلد ما يشاء وليقيم حفلاً مع شاكليه ,وليقلع أظافري تحت وطأة التعذيب ,سينتزع مني اعترافاتٌ كاذبة لا وجود لها ,لكن البقاء على الثوابت مع علي والغوص في سجنه أروع وأحب وأحلى ألينا من الجنة ,لأنه هو الجنة بذاتها ,والحب سلطان قاهر.