سجل، انا الهندي الذي بنى هذا البلد وعمره، والذي ما أنفكت معاولك تهدم صروحه. أنا الهندي الذي يطعمك دوما من قصاعهِ، التي حجبتها عن عيالي، لألقمها فاك. انا الهندي الذي يستر دوما على عرضِ بيتٍ ما هدأت فيه الدفوف. أنا الهندي الذي تذبحهُ دوما، ويراك بأم عينيهِ ويكذب الرؤيا. فهل تغضب ؟
سجل، أنا الهندي الذي ما انقطعت عنه رسائل ودك المفخخة. أنا الهندي ظلت عينه تحرس دارك بينما كنت مخمورا في عمان. أنا الهندي الذي صنع التاريخ. وأنت الذي ألغيته وحجبتهُ كذي جربٍ. أنا الهندي الذي كلما ثار أباه قُتل، وأخذت أنت ديتهُ وصالحت على يتمي. فهل تغضب؟
سجل، أنا الهندي المتخلف الذي لازال يذكر عاشوراء ويحزن ويبكي ويتشح سواداً. أنا ذلك الهندي الذي يقول قياماً وقعوداً (يا علي). فهل تغضب؟
سجل، انا الهندي الذي لم تطأ رأسه أحذية اللقطاء. أنا ذلك الهندي الذي للغادرين ما فتحت بابي. أنا الهندي الذي صنع مجد هذا التراب علماً وادباً ومروءةً وشجاعةً وشهامة. فهل تغضب؟
أمضيت سنينا يا طه اللهيبي، وأنا لا أعرف لِمَ أحب الأفلام الهندية، ولم أتعشق خلخال “فيجنتي مالا” وسطوة أميتاب باجان، لكنك تفضلت علي بكشف السبب، إذ أيقضت أمس فيَّ الدماء الهندية، وها هي تجري في عروقي مجددا.
شكرا لك لأنك عرفتني أيضا، لم كان غاندي يحب الحسين عليه السلام، فلربما في نظر صعلوك مثلك، أن الحسين هندي أيضا، وأن صلة قرابة هي التي جعلت غاندي حكيم الهند يتعشق الحسين، لذلك أرجوك “آني هم” سجلني هندي، وجدي الذي أسمه علي بن أبي طالب، والذي مازال يقض مضجعك ومضاجع الذي خلفوك، “هم” سجله هندي، حتى تتخلصون من عبئه وعبيء سيفه الذي فطر هامات أجدادك..
إغضب. أو لا تغضب. فأمثالك كثرٌ. وسامحتهم دوماً قلوب “الهنود” الطيبة. فلو أكلت كسرة خبزٍ حلالٍ في بيت طاهر لما كنت (طه اللهيبي).