روسيا وأمريكا يمثلان سجال العالم حول القضية السورية , وأيران والسعودية يمثلان سجال ألآقليم , السعودية بأسلوب التخندق الطائفي , وأيران بأسلوب المقاومة للمحور التوراتي وهو أسلوب ثقافة مستقبلية لازال العقل العربي لايفهمها نتيجة تكوينه الثقافي المثقل بعقدة الطائفية .
يشهد العقل العربي ألآسلامي , ولا أقول ألآنسان العربي والمسلم لآنهما مغيبان , أما العقل العربي والمسلم فلا يزال عند الغالبية متخلفا عن أدراك مايجري , وألآسباب منها ذاتي , ومنها خارجي , أما الذاتي للمحاور المسلم فهي ثقافة ألآنقلاب على العقب بعد وفاة رسول الله “ص” والتي تم مزجها وخلطها عبر مرحلة الحكم ألآموي والحكم العباسي بما يناسب السلطة الزمنية , ثم قام بتوسعتها وتأسيسها ثقافيا أبن تيمية الحراني في القرن الثامن الهجري وتبنى ثقافة أبن تيمية محمد بن عبد الوهاب المولود عام 1703 م في جزيرة العرب وهي بلاد نجد والحجاز التي أصبحت تسمى ” المملكة العربية السعودية ” التي تبنت الطريقة الوهابية التكفيرية ألآرهاب بنفس شعارات أبن تيمية مؤسس ثقافة العنف وألآرهاب ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة “
أما السبب الخارجي لتخلف العقل العربي فيعود الى وقوعه تحت هيمنة المحور التوراتي التلمودي ممثلا ببريطانية سابقا وبأمريكا حاليا , وهاتان الدولتان بعد سايكس بيكو عمتدا الى تقسيم المنطقة وتسهيل وصول ألآشخاص وألآنظمة التابعة لهما , وهما اليوم يحاولان أعادة سيناريو الهيمنة بأسم الربيع العربي , وهنا كانت الصياغة معقدة وملتبسة تم تسويقها أعلاميا وجيو سياسيا بدهاء ومكر كبيرين حتى أصبح عقل المحاور العربي والمسلم أسيرا للمقولات المعدة في غرف صناعة القرار ألآمريكية , فمصطلح الثورة السورية المسوق أعلاميا غزا مخيلة العقل العربي الواقع تحت شرنقة الثقافة الطائفية التي أصبحت تشكل عقدة ذاتية لايمكن الخلاص منها يشمل ذلك أحزاب ألآخوان المسلمين , وحزب التحرير , والوهابية بتنظيماتها : القاعدة التي أنتجت ألآفغان العرب ومن هؤلاء ظهر ما يسمى تنظيم الجهاد في مصر ثم في بلاد الرافدين واليمن وبلاد الشام والذي سرعان ما تحول الى ما يسمى بالدولة ألآسلامية في العراق والشام والتي عرفت بداعش , وظلت القاعدة تحاول تبني تسميات أخرى للتوازن مثل جبهة النصرة التي تبلبل موقفها بين القاعدة التابعة للظواهري وبين داعش للمدعو أبي بكر البغدادي الذي أختمرت أفكاره في سجن بوكا ألآمريكي في البصرة بجنوب العراق ليخرج من السجن ألآمريكي قائدا بعدما كان أسما محدودا لايعرفه أحد حتى في سامراء مسقط رأسه الذي يسمى فيه ” أبراهيم عواد ” أن طريقة ظهور أبي بكر البغدادي من سجن بوكا ألآمريكي ثم دخوله الموصل وخطبته بمسجدها الكبير وهو يرتدي العباءة والعمامة السوداء وأنتسابه للقب الحسيني أو الحسني بما يقارب مظهر رجال الحوزة الشيعية الذين يتبنون مشروع ألآمام المهدي المنتظر “عج” وهو ألآمام الذي ينكره أبن تيمية ويتهجم عليه بعبارات حقد وكراهية بعيدة عن موضوعية البحث الفقهي والعقائدي بمستوياته الكلامية والفلسفية وألآصولية , مما يعني أن ظهور أبي بكر البغدادي معد بعناية ومدروس في غرف تريد للمنطقة مزيدا من التفتيت والتعقيد وألآلتباس , وهذا ما حدث , فلا ألآخوان المسلمون ولا حزب التحرير ولا حزب العدالة والتنمية التركي ولا حزب النهضة التونسي ولا جبهة العمل ألآسلامي ألآردنية ولا الحزب ألآسلامي العراقي , ولا الجماعة ألآسلامية في لبنان , ولا السلفية بمسمياتها : العلمية والجهادية , كل هؤلاء أصبحوا هامشيين تجاه السجال العالمي بين روسيا وأمريكا , فأمريكا التي تناور بالهدنة في سورية أنما يهمها ” حلب ” التي أرادت لجبهة النصرة أن تكون ممثلة لها في الصراع مع الحكومة السورية بشخص بشار ألآسد ولذلك كانت تعد لخطتين هما ” ا” و ” ب” وعندما لم تستطع ألآطاحة بنظام بشار ألآسد , أنكرت وجود خطة ” ب” لديها وهو مكر سياسي لاتعرفه عقول المتحاورين العرب الذين ينتمون للتنظيمات التي ذكرناها , بينما تفوقت روسيا في أبقاء خطتها ” ا” وهي بقاء الدولة السورية ونظام بشار ألآسد , وخطتها ” ب” التي تتضمن بقاء نظام بشار ألآسد مع أمكانية ظهور فدرالي ممثلا بأكراد سورية وهي طعنة لتركيا التي أصبحت مستعدة لبقاء بشار ألآسد مع عدم وجود حكم فدرالي لآكراد سورية على حدودها ؟
هكذا تبينت لنا معالم السجال الروسي ألآمريكي , بينما ظل السجال ألآيراني السعودي يفتقد للرصيد السعودي الذي أنهكته حرب اليمن فراحت أمريكا تعقد صفقات من خلف الظهر السعودي مع الحوثيين ممثلين بالمجلس السياسي ألآعلى الذي لاقى أجماعا يمنيا لاينقص من قيمته أعتراضات عبد ربه منصور هادي , وفقد الحكم السعودي بقاء الحليف التركي على تشدده ضد بشار ألآسد , وهذا مما يجعل الحكم السعودي يرمي شباكه في الهواء في الموضوع السوري , أضافة الى تلقيه ضربة خلفية من الكونغرس ألآمريكي بتحميل النظام السعودي مسألة تعويضات ضحايا ” 11″ أيلول 2001 م
الى هنا يظل المحاور العربي المراهن على المحور التوراتي وسياسات أنظمة التبعية في المنطقة غير قادر على تبرير التقارب السعودي ألآسرائيلي الذي أصبح موثقا بشخص أنور عشقي ضابط ألآستخبارات السعودي السابق وتركي الفيصل الذي لم يكتفي بالظهور مع ألآسرائيليين وأنما حضر مؤتمر ما يسمى بالمعارضة ألآيرانية ” مجاهدين خلق ” وأعلن مشاركته بالعمل على أسقاط النظام في الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية , ثم زاد الطين بلة خطيب الحرم المكي في خطبة العيد لهذا العام حيث أطلق على الشعب ألآيراني المسلم أسم المجوس ؟ وهي مخالفة شرعية كبرى وخطأ سياسي فادح لم تعد السعودية قادرة بعد هذا على سجال متوازن ؟أما المحاورون العرب الذين يظهرون على القنوات الفضائية كما ظهر يوم الجمعة 16|9|2016 على قناة الميادين كلا من وائل الحساوي من الكويت وكان ظهورة في مثل هذا اللقاء معيبا لآن الرجل لايتمتع برصيد ثقافي سولا الميل الطائفي فهو ينكر وجود ما يسمى بالوهابية ؟ معللا ذلك بأنهم من أهل السنة والجماعة , بينما كان أحمد ألآيوبي متطرفا طائفيا بشكل يفقده كل موضوعية , فهو يبرر للسعوديين لقاءاتهم مع ألآسرائيليين بينما يصب جام غضبه على الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية وعلى المؤتمر ألآسلامي في غزنة , ثم أنه أتهم الحشد الشعبي في العراق بأنها ميليشيا تهجر وتقتل أهل السنة ؟ وهذا كذب وأفتراء مفضوح , ولم يكن معتدلا في الطرح والحوار سوى الدكتور أحمد موصلي ومعه من نابلس بفلسطين المحتلة محمد الحجيرات الذين كان منصفا لآطراف السجال ألآيراني السعودي , وما يسجل على أدارة الحوار الذي أدارته السيدة لينا زهر الدين أنه لم يشرك محاورا من أيران , وتبقى أدارة السيدة لينا زهر الدين جيدة لولا تبرجها بالزينة الذي يفقد مصداقيتها لجهة الحق والباطل , فالتبرج بالزينة باطل في منهج السماء , وحجاب المرأة حق وعلم وذوق وخلق .
[email protected]