كورونا الفيروس الصغير الذي جعل كبريات مدن العالم الجميلة بمعالمها وأهلها وشوارعها والتي طالما كنا نتمنى ان يقودنا الحظ يوما لزيارتها ، موحشة أحيائها وخالية شوارعها وابواب منازل أهلها موصدة، حتى أمسينا نحن كذلك حبيسي بيوتنا التي تعودنا على السجن فيها منذ طفولتنا في بلدنا العراق الذي اشبعنا حكامه القهر والعوز والحرمان وكانت احلامنا لاتتعدى سفرة سياحية الى حديقة الزوراء .
كورونا قلب موازين اغلب العادات الاجتماعية ولم يقف عند هذا الحد بل اشعل مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من الهاشتاكات والصور وبث مقاطع الفيديو المباشرة واصبحت منبرا خصبا للسجالات المثيرة وكشف المستور ، وماحصل في محافظة الديوانية ” احدى مدن الفرات الأوسط في العراق ، تقع جنوب العاصمة بغداد على بعد (180) كيلو متر ” من تبادل للاتهامات بين عدد من الناشطين والمواطنين وعدد من منتسبي دائرة الصحة الملامسين لاحد زملائهم المصاب بفيروس كورونا من جهة ومديرهم العام من جهة اخرى خير دليل على مانقول ، والحادثة تعود بعد ان اعلنت دائرة صحة محافظة الديوانية عن اصابة احد منتسبيها مساء يوم الاثنين 13/4 الذي يعمل في مركز الحروق بفيروس كورونا.
حيث اوضحت مدير عام الصحة الدكتورة لمياء الحسناوي في تسجيل فيديو بثته على صفحتها الرسمية في الفيس بوك يوم الثلاثاء 14/4 ملابسات تلك الحادثة ، مؤكدة ” ان المنتسب راجع استشارية العيون يوم الاحد 12/4 وهو يعاني من حساسية العيون وبعد فحصه من قبل طبيبة العيون دكتورة رواء لم تظهر عليه الحساسية بل بداية انفلونزا وتمت احالته الى الدكتور بهاء طبيب اختصاص الباطنية الذي اخذ عينات من المصاب واخبره بأشتباه اصابته بكورونا وسيتم حجره لحين ورود النتيجة والمنتسب يعرف ، والكلام مازال لمديرة عام الصحة ، خطورة الكورونا والطرق الواجب اتباعها “وهناك طرق في كل دول العالم وحتى العراق الانسان المعرف يمكن ان يحجر نفسه في بيته لحين ورود النتيجة ” اذا كانت موجبة يراجع للحميات للعزل واذا كانت سالبة يبقى يمارس حياته الطبيعية الذي تفاجئنا به وكان خطأ من الموظف نفسه والذي من المفترض ان لايذهب للدوام ويبلغ مديره عن حالته ولكن بعد الاتصال بمدير مركز الحروق اخبرنا انه لم يعلمهم ولم يخبر زملائه بحالته وهذا خطأ يتحمل مسؤوليته هو ، كنا نتصور انه محجور في البيت لانه تعهد ان يبقى بالبيت لحين ظهور النتيجة وقد ذهبنا ولم نجده واتصلنا بالاسعاف وحدث تأخير تتحمل مسؤوليته شعبة الاسعاف الفوري و التأخير حوالي ساعة علما ان فترة العدوى “١٤” يوم بعد فترة الحضانة والهالة التي اخذها والشائعات “الاصابة تصير بهاي الساعة وماتصير بالاربعة عشر يوم ” انا لاابرر تأخير الاسعاف فكل مقصر يأخذ جزاءه والمواطن يجب ان يلتزم بتعليمات الطبيب والحجر المنزلي ، واي اجراءات لصحة الديوانية ماكانت خطأ بل من الموظف نفسه والكلام كله للدكتورة لمياء الحسناوي بدون أية اضافة.
وهنا سارع الدكتور بهاء عثمان الكندي ، الذي ورد اسمه على لسان الحسناوي بقيامه بفحص المصاب بكورونا ، لنفي مزاعمها وكتب عبر صفحته الشخصية في موقع الفيس بوك ” تعقيبا على الفيديو المنشور من قبل السيد المدير العام المحترم حيث هناك اشتباه في اسم الطبيب يجب التنويه ان الزميل المصاب بمرض كورونا محمد نوري لم أعاينه طبيا و لم يحضر للفحص يوم خفارتي و لم تختم استمارته باسمي وليس لي علاقه بالموضوع من قريب و لا بعيد ، و قد بلغت بذلك دائرة صحة الديوانيه قبل اكثر من ساعتين لتصحيح الفيديو للسيد المدير العام .
مع تمنياتي للمصابين بالشفاء العاجل” وهذا كلامه بالتمام وبدون تحريف .
ولم تتوقف الامور عند هذا الحد بل قام احد منتسبي مركز الحروق الذي ينتسب لها المصاب بكورونا ببث فيديو مباشر عبر صفحته في الفيس بوك وشاركته العديد من صفحات التواصل عبر “حفلة مشاهدة جماعية ” فور سماعه بأصابة زميله ، وكان مذعورا ، انتقد فيه الضعف والتأخير الكبير في اتخاذ الإجراءات والتعامل مع الحالات المصابة بفيروس كورونا من قبل خلية الأزمة بالمحافظة
والمثير للاستغراب حسب ماقاله ” ان زميله المصاب لايعلم بأصابته وهو يجالسهم ويعطي العلاج للمرضى الراقدين بالمركز الا بعد اعلان نتائج الفحص من خلال صفحة مدير عام الصحة الرسمية بالفيس بوك وبعض وسائل الاعلام التي اعلنت عن تسجيل اصابة رابعة بفيروس كورونا لمصاب يعمل في مركز الحروق ” وناشد في بثه المباشر خلية الازمة ودائرة الصحة لانقاذهم مؤكدا ان سيارة الاسعاف وصلت لمركز الحروق بعد مضي اربع ساعات على اعلان الاصابة لنقل المصاب مبينا حاجة مركزهم لمستلزمات الوقاية و مواد التعفير .
فيما أثار فيديو آخر حفيظة العديد من المتابعين وانهالت التعليقات بالتذمر من هذه الحالة والذي بثه احد الملامسين لزميله في مركز الحروق ذاته وهو يظهر بعد مضي يومين على اعلان الاصابة ومعه زملائه متجمعين في مستشفى الديوانية التعليمي اكد فيه ان عدد من الملامسين لزميلهم في المركز راجعوا المستشفى لغرض أخذ مسحات منهم للتأكد من وضعهم الصحي وقال لحد الان لم يتم فحصنا بسبب عدم توفر مواد الفحص ولايوجد مكان بالمستشفى لكي نحجر فيه انفسنا ولانستطيع ان نرجع لبيوتنا خوفا على اهلنا ونحن الان في حيرة بحسب قوله ،
والمثل يقول “اللي يشوف الموت يرضى بالصخونة” واظهرت صور نشرتها مواقع التواصل تجمع منتسبي مركز الحروق امام ادارة مستشفى الديوانية التعليمي يطالبون بفحصهم .
أما الكارثة الكبرى فقد أظهرها فيديو بثه أحد الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي لعائلة المصاب وهم يتجولون في الشارع وهم اقرب الملامسين له بدون رقابة او حجر صحي او منزلي .
ومؤكد نحن غير المتخصصين في المجال الصحي لانعرف هل بالفعل يمكن للمواطن المشكوك بأصابته ان يحجر نفسه بالمنزل وفي هذه الحالة كيف يضمن عدم اصابة عائلته التي لاذنب لها ام ان هناك اماكن للحجر خصصتها جميع المحافظات تكون ملاذا للمشتبه بأصابتهم بفيروس كورونا والملامسين لهم حتى لاتحصل كارثة نحن في غنى عنها مع واقعنا الصحي الخجول وهل من المعقول عدم توفر مواد لفحص الملامسين خاصة مع تخصيص مبلغ مليار دينار لحساب صحة الديوانية لمواجهة كورونا ، وحتما هذه التساؤلات ستكون إجاباتها لدى وزارة الصحة .
وبعد هذه السجالات التي اصبحت حديث الشارع ومثار جدل بين ناقم وخائف وبين مؤيد ومعارض وصديق وعدو ، وشامت ومتعاطف هل سيكون لخلية الازمة القول الفصل ومعاقبة المقصرين وارسال رسائل تطمينية للمواطن الذي بات بين سندان الحظر واجراءات تبعث عن عدم الاكتراث لما يجري لتزرع فينا الخوف من المجهول الذي قد يداهمنا بأية لحظة … والله لايوفقك كورونا …!!!