19 سبتمبر، 2024 7:37 م
Search
Close this search box.

ستيف جوبز يرثي العرب ؟

ستيف جوبز يرثي العرب ؟

” أتوني بأعمالكم ولا تأتوني بأنسابكم ” حديث شريف
” وعلمت أن عملي لايقوم به أحد غيري فأجتهدت ” – ألامام جعفر بن محمد الصادق .
قصة هذا الرجل بعثها لي الصديق المهندس يوسف الفضل .
أصبح هذا الرجل ” ستيف بول جوبز ” صاحب شركة ” أبل ” أكبر شركة عملاقة في العالم , بعد أن كان يعمل في مرأب بيته , تعاون مع صديقه ” ستيف فوزنياك ” وكسرا أحتكار شركة ” أي بي أم ” لصناعة الكومبيوتر .
أستطاع أن يخرج جهاز ” الماكنتوش ” ” ماك ” بأنواعه , وثلاثة من ألاجهزة المحمولة هي :-
1-   أيبود
2-    أيفون
3-    أي باد
 
ولد ستيف بول جوبز في سان فرانسيسكو في فبرايرعام 1955 لآبوين غير متزوجين كانا حينها طالبين في الجامعة هما ” عبد الفتاح الجندلي – سوري ألاصل – وجوان شبيل هي ألام عرضاه للتبني , فتبناه زوجان من كاليفورنيا هما بول وكلارا جوبز وهما من عائلة أرمنية بولندية .
توفي عام 2011 بعد أن تعرض لسرطان البنكرياس , وخضع لعملية زراعة الكبد بعدها توفي الرجل عن عمر بلغ ” 56″ عاما , بعد أن أصبح صاحب أكبر شركة عملاقة في العالم بلغ رأسمالها ” 350 ” مليار دولار حتى نافست شركة ” أكسون موبيل ” النفطية .
غير هذا الرجل الذي ولد من أصل  مستقبل ألانسانية ,  تخلى عنه أبوه العربي ” عبد الفتاح الجندلي ” .
قصة الرجل حزينة , ولكنها مملوءة بالعمل والمثابرة , وكتابتي عنه ليس لآنه من أصل عربي , فلقد توجت مقالتي عن الرجل بحديث شريف للنبي محمد بن عبدالله “ص” الذي يقول فيه : ” أتوني بأعمالكم ولا تأتوني بأنسابكم ” , وهذا النبي الكريم هو من قال لنا وللعالم :” وما محمد ألا أبن أمرأة من قريش كانت أمه تأكل القد ” ؟
عندما سافر ستيف بول جونز  في شبابه الى الهند حلق رأسه وأعتنق البوذية .
وعندما عرف أنه من أصل عربي خاطب العرب قائلا :-
دمائكم تجري في عروقي , ولكني لاأعرف لآي قبيلة أنتمي , لايهمني ذلك , أنتم تتفاخرون بأنتماءاتكم العرقية والقبلية .
أنتم تعيشون في الماضي , وتبتعدون عن الحاضر والمستقبل ؟
أنتم تقبلون يد ألامام , لا أدري أي أمام ؟
وتتغنون بأمجاد غابرة لاتملكون مصاديقها ؟
أنتم تنسون المستقبل , وأنا الذي أحمل دمائكم أعيش للمستقبل ؟
حملت ملامحكم ومشيت في هذا العالم لا أنظر للملامح وألالوان , ولكني أنظر الى محتوى ألانسان ؟
ستيف بول جونز العربي ألاصل – وأنا هنا لاأنطلق من مفهوم ألاصل والعرق والدماء ” فكلكم لآدم وأدم من تراب ” وأنما أنطلق من الخطاب الذي وجهه ستيف بول جونز الى العرب ومن حقه ذلك فهو رجل ناجح بالمقاييس العملية للنجاح ثم هو رجل عرف لاحقا أنه من سلالة العرب , ومن موقع الرجل الناجح الذي يتربع على عرش مملكة صناعية غيرت العالم بصناعته للكومبيوتر المحمول وأجياله المختلفة وجعلته يمتلك ثروة “350” مليار دولار , ثم غادر الحياة مبكرا بسبب سرطان البنكرياس وهذا الموضوع له حديث أخر .
ستيف بول جونز من حقه أن يخاطب العرب سواء كان من أصل عربي أم لم يكن , فالمشتركات ألانسانية بين أبناء البشرية كثيرة وتتلاقى في دروب الحياة , حيث يأخذ التخاطب منحا تارة يكون علميا بحتا , وتارة يكون سياسيا أو أقتصاديا أو فنيا وستيف بول جونز أستحق المشاركة في التخاطب من خلال كل هذه المشتركات , ومن يظن أستثناء السياسة منها فهو واهم , لآن مضمون خطاب ستيف بول جونز هو من المعاني السامية للسياسة , لآنه عاتبهم على تخلفهم وتراجعهم , وأنتقد فيهم أنشغالهم بغير مايحتاجه العصر , وكلام من هذا المستوى هو من أعالي المعرفة البشرية في مدلولاتها ألانسانية ” ألانسان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في ألانسانية ” كما قال ألامام علي بن أبي طالب .
العرب اليوم منشغلون بالقشور , متخمون بحب المظاهر , يقدسون غير المقدس ويؤلهون غير الله ؟
تتكاثر عندهم ألالقاب , ويتفاخرون بألانساب , ويصنعون أصناما يجعلون منها ألهة وينسون رب ألارباب ؟
العرب اليوم هم جند العصبية وأحلاف الطائفية , وأنصار من يضمر لهم ألانكسار والفشل , وأعداء من يتمنى لهم أن يكونوا من خير البرية ” أن الذين أمنوا وعملوا الصالحات هم خير البرية ” وخير البرية هم أهل بيت النبوة سلالة ألائمة ألاطهار ” ذرية بعضعها من بعض ” فالذين أمنوا وعملوا الصالحات هم كثر من المؤمنين ولكن على رأسهم وقمتهم هم ألائمة ألاطهار من أل البيت الذين قال عنهم النبي “ص” لاتتقدموا عنهم فتهلكوا , ولا تتأخروا عنهم فتندموا , ولا تعلموهم فأنهم معلمون ” .
وماظهرت العصبيات عند العرب ألا بعد ما تخلفوا عن علوم أهل البيت الذين عرفهم ألامام علي بن أبي طالب عندما قال : ” أهل البيت هم عيش العلم وموت الجهل ” .
ولو عمل العرب بأطروحة أهل البيت وأخذوا بعلومهم لما أنتقدهم ” ستيف بول جونز ” المنحدر من أصلابهم .
وما ظهر حب المظاهر والشهرة ألا بعد أن أعطوا ولائهم لمن بالغوا في حب الدنيا وعشقوا بذخها ومالوا الى ترفها وتركوا قيم السماء ومفاهيمها , قال معاوية بن أبي سفيان : ماحاربتكم لتصوموا وتصلوا ولكن حاربتكم لآتأمر عليكم ” ؟
وقال يزيد بن معاوية :-
لعبت هاشم بالملك فلا …. خبر جاء ولا وحي نزل ؟
وكان الوليد بن المغيرة مثالا على التجبر والتكبر والخيلاء , حيث كان يأتزر بكساء الكعبة لوحده دون بقية قريش , وكان يقول عن النبي محمد “ص” بأنه ساحر ولذلك نزلت به بعض أيات سورة المدثر المباركة ” ذرني ومن خلقت وحيدا ” ” وجعلت له مالا ممدودا ” ” وبنين شهودا ” الى أن تقول ألاية المباركة ” سأرهقه صعودا ”
هؤلاء أسسوا أساس السوء , فحدث ألانحراف عن منهج السماء , فكان زبد العصبيات والطائفيات يرغ في أجتماع العرب , وهو ظاهر اليوم في هذه ألاعمال الشنيعة والممارسات الفظيعة من قتل على الهوية , وذبح بالمدية كما تذبح الخراف وأغتصاب النساء , وتدمير ممتلكات الناس , وألاغارة على بعضهم البعض بدون رحمة ولا شفقة ولا أحساس .
يقول البعض منهم ” الله أكبر ” وهي مجرد ألفاظ , لم يكبر الله في نفس تقتل على الهوية , وتبطش كما تشاء لاتعرف حياء ولا حمية , يحفظون للصهيونية ويهودها عهدا باطلا ولايحفظون للله وصية ولا لرسوله من بقية ؟
تخلفوا عن ركب الحياة ومستقبلها , وعاشوا في ماض مملوء بالتخلف والرزية
فالعالم يعمل وينتج ويصنع ,  وهم لايعرفون ألا البدع , ولايقدمون للناس ألا التخلف والوجع .
ومن هذه صفاتهم لايمدحهم قريب ولا يفتخر بهم صديق , ولا يطمئن لهم عابر سبيل , ومن هنا كان خطاب ستيف بول جونز للعرب , تأنيبا وتقريعا ؟ فهل ينفعهم ماسمي لهم بالربيع العربي زورا على طريقة السجع وألاطناب الذي لايفرق بين السادي وصاحب المبدأ المستطاب والدعاء المستجاب ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات