22 نوفمبر، 2024 11:26 م
Search
Close this search box.

ستنتهي الحرب قريباً ستنتهي الحرب قريباً

ستنتهي الحرب قريباً ستنتهي الحرب قريباً

شارفت الحرب الاميركية الايرانية في العراق على النهاية .. والغريب في هذه الحرب ان الدولتين المتحاربتين قد خرجتا منتصرتين منها !! فلم نرى احدٌ منهم ينتشل جثث ضحاياه من تحت انقاض المعركة ولم نرى مدنهم مدمرة و لا جيوشهم مبعثرة و لا اموالهم متضررة .

فالقتلى جميعهم عراقيين و المدن التي دُمرت جميعها عراقية و الاموال التي تضررت ايضاً عراقية !!.. فقد حاربنا بشجاعة في تلك المعركة و دافعنا عن مصالحهم بكل قوة وضحينا بشبابنا من اجل راحة شبابهم و دمرنا جيشنا حفاظاً على جيوشهم واهلكنا اقتصادنا ليزدهر اقتصادهم ، ولكننا لم نكن نعلم بذلك حتى شارفت الحرب على النهاية !!.

فقد استطاعت حكومة ايران ان تربح الحرب باطلاق اموالها المجمدة و استئناف التصدير لنفطها و استطاعت انعاش اقتصادها و رفع العقوبات عن بلادها و الحفاظ على برنامجها النووي و على منشآتها العسكرية والاقتصادية و المحافظة على شعبها الذي جنبتهُ الحرب و الويلات.

اما الولايات المتحدة الاميركية فلا حصر لمكاسبها في هذه الحرب ، فستمتد تلك المكاسب لسنوات طوال بعد ان ترتب اوراقها في العراق و تعود اليه من جديد و لكن بطريقة اخرى غير التي دخلت بها العراق عام 2003 .

اما العراق سيعود ليضمد جراحه بعد ان يضع الزهور على قبور احبائه الذين قضوا في تلك الحرب نتيجة لاستهتار الاحزاب السياسية التي تحكمه ، والتي كانت السبب الرئيسي في ايصالنا لما نحن فيه اليوم ، بعد ان اختارت الدفاع عن المصالح الايرانية وخاصةً في الملف السوري ، دون النظر الى مصلحة الشعب العراقي فكانت النتيجة داعش و ما جرتهُ من ويلات على العراقيين.

نحن مقبلون اليوم على مرحلة جديدة في العراق ، فالتغيير قادم لا محالة ، ولن نرضى بعدها ان نموت من اجل ان يعيش الآخرين ولن نرضى ان نجوع من اجل ان تمتلئ بطون الفاسدين ، وجميع الاحزاب التي استغفلت الشعب العراقي ستنتهي قريباً .

باعتقادي العراق سيبقى موحداً و لا يمكن ان تعطي الولايات المتحدة الفرصة لايران بالاستحواذ على الجنوب مجدداً و إن صرحت هي بذلك .. قانون الحرس الوطني هو لاحتواء

المحافظات الشمالية ولضمان عدم رفع السلاح بوجه اميركا مرة اخرى و لاضعاف الدور الايراني في العراق ، فالنصر على داعش سيكون بأيدي اميركية ، فهي من جاء به وهي من ستخرجه حسب الطريقة التي تضمن فيها مصالحها ، وهي الجهة الوحيدة التي تمتلك جميع مفاتيح الحل للازمة العراقية السياسية و الاقتصادية ، فكل من يعتقد ان روسيا و ايران قادرة على اخراج العراق من الازمة او سد العجز المالي فهو واهم .

الخلاصة أن جميع ما جرى و يجري للعراق هو نتيجة صراع الولايات المتحدة من جهة وروسيا وحلفائها من جهة اخرى لفرض هويتها عليه ، من حيث التسلح و السيطرة السياسية والاقتصادية و ضمهُ لمناطق نفوذهما ، وتحت هذه الحقيقة لم نرزق بحكومة وطنية تستطيع اخراجنا من دائرة الصراع تلك و المحافظة على سلامة المواطن العراقي و على امنه واستقرار بلاده ، بل تعمدت ان تزجنا في ذلك الصراع من اجل مكاسب الاخرين، المهمة الوحيدة الملقاة على عاتق الطبقة السياسية في العراق هو تجهيل الشعب و نهب ثراوته و تنفيذ المخططات التي توكل اليهم من قبل ولاة امرهم وليذهب الشعب العراقي الى المحرقة !!

اذاً فلنفكر نحن كشعب يريد العيش بحرية و استقرار و كرامة دون ان نصبح اداوت تنفيذية لمصالح الاخرين ونتساءل ؟

لماذا نموت كي يعيشوا ؟

ولماذا نتأخر كي يتقدموا ؟

ولماذا نتعذب كي يرتاحوا ؟

والى متى؟ .

أحدث المقالات