23 ديسمبر، 2024 3:28 م

ستكون القاضية لصالح المطلك

ستكون القاضية لصالح المطلك

يعلم الجميع ان المالكي ليس برجل مؤسسات وغير قادر على بناء نظام سياسي حديث ضمن سياق التطور الطبيعي لدولة غنية حباها الله بثروات مهولة .. وانما اهتمام الرجل ينصب حصرا في جزء صغير من ذلك السياق والذي يمكنه من تعزيز سطوته وقوة استفراده لغرض تمتين أسس ديمومته ضمن نظام ديموقراطي عجيب مفصّل على قياسه لكي يكون القائد الوحيد ضمن المرحلة الراهنة على أقل تقدير .
 
وقد كان تعديل تلك المعادلة المشوهة هو الهدف الغير منظور للحراك الشعبي المتصاعد في محافظات العراق المنتفضة ، وهو هدف مشروع بكل تأكيد بالرغم من أنه تم تغليفه بطلبات الحقوق المشروعة وانهاء الفصل العنصري الطائفي في التعامل مع مكونات شعب العراق .. المحزن بل المخجل في الموضوع ان بعض سياسيوا الوقت الضائع في العراق لم يقرأوا هذا المشهد وفق تلك المعطيات ، بعد أن غطت بصيرتهم المصالح الآنية الوقتية التي تم أو يتم الحصول عليها ضمن سياق بناء امبراطورية المالكي المنشودة .. وليضرب من يشاء من ناخبيهم رأسه بالحائط .
 
وصالح المطلك هو خير مثال لأولائك اللاعبين على تناقضات العملية السياسية في العراق .. وبالرغم انه يعلم علم اليقين ان خروجه عن عهد الشرف الذي أقره مع شركائه في العراقية ( بغض النظر عن تأييدنا لذلك الأتفاق من عدمه ) وعودته مع بعض وزراء العراقية للحكومة تحت ضغط متواصل من (تجار) آل الكربولي .. نقول ان انقلابه ذلك لن يأتي له سوى بأمتيازات اضافية وحقائب وزارية اخرى تركها شركائه بدون ندم ، ومن المؤكد أنها ستسجل ضمن بند تقوية حساباته الشخصية وليست الوطنية التي تساهم بحل او تهدأة الوضع السياسي المتفجر في العراق .
 
تلك الخطوة .. وبالرغم من انها ستقوي المطلك للسنة الأخيرة من هذه الدورة الأنتخابية بعد دعم متوقع وغير مسبوق من المالكي بخطوات (مستعجلة) كاطلاق سراح جميع المعتقلات على سبيل المثال تحت مسمى صالح المطلك .. لكنها حتما ستكون الضربة القاضية لمستقبله السياسي المتأرجح .. لسبب بسيط ان محاباته للمالكي وتقربه المشبوه سيزيد الشارع المنتفض اصرارا على طلباته التي تجاوزت المعتقلات والمعتقلين بكثير وسيصعدها حتما بعد ان شهد هذا الشارع اداء ركيكا لسيادة النائب ضمن اللجنة الخماسية او السباعية .. والعجز في تحشيد جمهوره في كركوك هو خير مثال قريب على ذلك .
 
 لذلك من الطبيعي أن ندعوا صالح المطلك .. لا لكي يكون بأعلى درجات الذكاء ويحسبها صح .. وانما أن يفكر على الأقل (بربع) ذكاء جمهور ساحات العزة والكرامة ويساهم بصورة حقيقية بتعديل مسار العملية السياسية الموبوئة في العراق وان لا يساهم بتقوية النظام الدكتاتوري على حساب أهله وناسه وشركائه ، ومن أجل مصالح ومنافع دنيوية ذاتية زائلة زوال أكياس زبالتنا .. ولا ننسى أنه أول من أطلق كلمة دكتاتور على المذكور .