19 ديسمبر، 2024 1:00 ص

ستراتيجية تدمير الوطن …. كيف نواجهها ؟

ستراتيجية تدمير الوطن …. كيف نواجهها ؟

ان كل التحديات والوقائع في الوطن تشير الى ان ابناءه يريدون اطفاء نوره كشمعة حاصرتها الريح .اثر وقوعهم في فخ نصبه اعداء الوطن سواء من الخارج او من داخله ، ممن يريدون بهذا الوطن الشر والحاق الضرر به بتصعيد التهديدات لوحدته ومستقبله من خلال ستراتيجية خبيثة يتمثل فيها الدهاء والمؤامرة .لتصبح التهديدات من الخطورة بحيث بامكان هؤلاء الاعداء ان يطلقوا سهاما في الظلام فيصيبوا اهدافهم لسعيهم الدوؤب لتحقيق رؤيتهم لوطن ضعيف ،مهزوم ،متخلف ،وشعب يتمنى اكثر مما يفكر.وتتمثل هذه الاستراتيجية من خلال استغلال العناصر التالية:-
 1. العمل على زيادة الفجوة بين طموح بمستقبل افضل ومستوى الواقع المتردي الحالي.من خلال قيادات غير ناضجة وغير حكيمة لا تمتلك القدرة على التعامل مع التحديات او تكون مساهمة في وجودها .وعدم تفعيل الفرص المتاحة للتوجه نحو الافضل.
2.استغلال الطمع المسيطر على اذهان السياسيين اللذين يعتبرون مناصبهم نوع من الترف وما وجودهم في هذه المناصب الا خطا وفهلوة وصدفة، يفتقرون الى ارادة العمل الصادقة لتحقيق مصلحة الوطن او المصلحة العامة.
3.السعي لاستغلال العواطف من خلال مخاطبة الغرائز الباطنة في المجتمع كالطائفية والقومية والمناطقية والعشائرية لاثارة التوجس والتفرقة والانقسام بين مكوناته ثم العمل على تكوين حواضن من خلال الاستفادة من الولاءات المتقاطعة للمجتمع أو لمتعددي الولاء من اصحاب النفوذ لتنفيذ استراتيجية التدمير.
4.تدمير البنى التحتية في الدولة من خلال ادارات قيادية فاشلة لا تمتلك الكفاءة .حيث تسعى ستراتيجية التدمير من خلال هذه الادارات لوأد تكافئ الفرص وفق للمهارة والخبرة باتباع اسلوب المحاباة والتمييز والمحسوبية التي من خلالها يوضع الشخص غير المناسب في المكان الغير مناسب وتطبيق مبدأ (يعطي من لا يملك لمن لا يستطيع ) ،وابعاد الكفاءات القادرة على ادارة مؤسسات الدولة بكفاءة ومهنية.          ويتحتم للتصدي لهذه الاستراتيجية المدمرة وجود ستراتيجية مواجهة دفاعية ان لم تكن هجومية لتحصين الوطن والمجتمع بالحفاظ على سلامته وطموحات ابناءه في وطن مزدهر وحياة كريمة وتتمثل استراتيجية المواجهة بتفعيل مقومات النجاح واستغلال مصادر القوة الموجودة في الوطن والمجتمع لتدارك نهاية ماساوية بوطن محطم وانهيار كل قدراته  الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والادارية وتتجسد هذه الاستراتيجية بوجود واستغلال وتفعيل العناصر التالية.

1.وجود قيادة فاعلة تمتلك المزيج العبقري للقادة المتمثل في الجمع بين بطولة المحاربين ودبلوماسية السفراء قادرة على انجاح تفاعل العناصر الاساسية المكونة لقدرة ذاتية يمكن من خلالها وضع الخطط ضمن حسابات دقيقة وشاملة ميدانيا ونظريا واتخاذ القرارات الصائبة وحسن توقيتها وفصل المهم عن غير المهم فيها لتوجيه الجهود للبناء والعطاء والابداع في مجالات التنمية سواء تنمية الوطن وتطويره او تحقيق تطلعات المجتمع وطموحاته بخدمات وحياة افضل وهذه العناصر تتمثل في المعادلة التالية :-
القيادة  = دالة أو نتيجة تفاعل  (الاتباع *الهدف *الرغبة وادارة المساعدين للقائد والتعاون معه * الموقف السائد)
  فوجود مثل هذه القيادة تحقق الالفة والانسجام في مواجهة الازمات والمشاكل وحلها وتسوية الخلافات والقدرة على اخذ المبادرات وتكريس الذات للمصلحة العامة.
2. السعي لبلورة ثقافة المواطنة من خلال تفعيل مجموعة القيم النبيلة في الامة .باعتبار ان الامة هي وحدة عقائدية وروحية قوتها في تماسك قيمها وضعفها وتمزقها في ضعف وتمزق تلك القيم المتمثلة بالايثار والصلاح واحترام النظام العام من خلال الانضباط الذاتي واعتبار الولاء للوطن هو البداية وهو النهاية،فالولاء له نتيجة حتمية للولاء لتلك القيم وأي خلل فيه هو نتيجة لخلل مجموعة تلك القيم.
3.العمل على تفكيك مثلث التدمير الذاتي المتمثل بالارق والارهاق والتوتر الذي يسبب الانكسار النفسي لدى الافراد وعدم قدرتهم على التماسك والتوازن في مواجهة الايحاءات التي يبتغي اعداء الوطن نتائجها في بث الفرقة والانقسام بين صفوفه للوصول الى انهيار كل مقومات القوة في الامة.ان العمل على تفكيك هذا المثلث يتم بتوفير وسائل الوقاية منه بالقضاء على الفراغ  من خلال توفير فرص العمل او البرامج التاهيلية للعاطلين . لان الفراغ حاضنة اساسية لعناصر هذا المثلث.وكذلك السعي لتوفير نظام تعليمي  ومستوى صحي وسكن افضل ،وتكافئ الفرص للجميع بلا تفرقة  أو محاباة.

4.العمل على اعادة ثقة ذوي التوجهات الوطنية من اصحاب الكفاءات بامكانية الاصلاح بعد انحسار ارادتهم أثر شعورهم بأن المجتمع فقد القوة وتعاظمت فيه روح الكراهية.
   وفي حالة الفشل في مواجهة استراتيجية التدمير سيضيع الوطن وبضياعه ضياع لابناءه اللذين ستبقى لعنته تلاحقهم بالبلاء والانقسام والفقر والهوان.