يمر العراق بمنعطف خطير جدا في هذه الفترة, فما يجري من أحداث في غرب وشمال العراق أمر يستلزم الوقوف أمامه بحزم وجدية.
“داعش” التي تحتل ثلث العراق تقريبا, تحاول من خلال أذرعها الإعلامية, أن تربك الوضع العراقي, وترسم صورة تكتنفها الضبابية, لتصور إن ماتقوم به تلك العصابات, على أنه ثورة مكون يعاني الظلم والحرمان.
بعد فتوى المرجعية الدينية في النجف الأشرف, إنبرى الشرفاء والغيارى, لمحاربة قوى الشر الداعشية, وأستطاع المجاهدون, أن يحققوا إنتصارات كبيرة, ويعيدوا كثير من المناطق, ويحرروها من سطوة داعش.
تَوَحِدُ العراقيين بالتصدي لداعش, قابله موقف خجول من بعض القوى السياسية, التي مازالت تلعب على الوتر الطائفي, أما لتغطية فضائحها تارة, أو للحصول على مكاسب شخصية تارة أخرى.
البلدان لا تبنى إلا من خلال بيئة سياسية متوحدة, ومن خلال ساسة يسعون إلى التخطيط للنجاح, لا الإسترسال بالأخطاء المؤدية للفشل.
النجاح يعود بالفائدة على جميع مكونات البلد, فلا يتجزئ هذا النجاح لمكون دون آخر, وكذلك الفشل فإنه سيؤدي إلى تضرر جميع صانعيه.
النجاح يأتي من وحدة الكلمة, ووحدة الموقف, وهذه الوحدة تأتي من خلال التعاطي مع الآخر, بمبدأ الثقة وعدم التخوين وحسن النية.
إن الشراكة الحقيقة في البناء, هي التي تنتج عن محاولة الإنسجام, وتقريب وجهات النظر, وعدم التمسك والتعصب بالرأي, وخصوصا في ما يتعلق بإقرار القوانين المهمة, التي تمس حياة مواطني هذا البلد.
أهم مبدأ في التعاطي مع القوانين المهمة, كقانون الحرس الوطني, والمسائلة والعدالة, وحظر حزب البعث, هو أن لا يتم الإعتراض على مجمل القانون, لمجرد وجود نقطة خلافية واحدة, لا ترضي هذا المكون أو ذاك.
إن إقرار القوانين بسلة واحدة يسهم بشكل جدي في المضي قدما في حلحلة الأزمات التي تمر بالبلد.
العراق ما عاد يحتمل مزيدا من الأزمات, والدماء التي تراق حاليا, هي أعظم وأهم من المصالح الشخصية, والفئوية, وعلى جميع الكتل توحيد مواقفها, لدرء الأخطار المحيطة ببلدنا, لنرسم صورة مغايرة عن الواقع الحالي, وننهض ببلد واحد موحد, يسهم جمع أبناءه في بناءه.