18 ديسمبر، 2024 6:25 م

ستديو التاسعة .. نقطة نظام

ستديو التاسعة .. نقطة نظام

منذ بداية بث هذا البرنامج عبر فضائية البغدادية ، دأبت ودأب الكثيرين غيري من المهتمين بالشأن السياسي في البلاد على متابعته ِ ، كونه كان واحداً من اهم البرامج التلفزيونية التي قدمت معلومات موثقة عن حجم الفساد ، والتلاعب الذي يجري في البلاد عبر استضافته لمجموعة من النواب الشجعان ـ اذكر منهم على سبيل المثال مها الدوري وصباح الساعدي وبهاء والاعرجي وغيرهم ، وكان هولاء يكشفون عبر هذا البرنامج ملفات جرى التعتيم عليها واستطاعت ان تطمر في دهاليز الوزارات والمؤسسات المتخمة بالفاسدين والسراق ، وبالفعل حقق البرنامج سبقاً صحفياً وانتشاراً واسعاً بين الناس ، التي اصبحت تتفاعل مع ما يقدم ، وتتأثر الى درجة التظاهر احياناً .
لكن المؤسف بعد ذلك ان البرنامج وبدلاً من ان يكون ضمن اطاره الصحفي المهني تحول تدريجياً الى برنامج مهاترات وتصيد عثرات ، وبصراحة ” تهريج ” وتمثيلات فارغة لا طائل منها ، وصار صديقنا وزميلنا الحمداني يصدع رؤسنا بعبارات فضفاضة ورنانة واصحبنا مجبرين لسماع خطب في الآداب والوطنية وغيرها من هذه الجمل الجاهزة التي صدع بها تلفزيون البعث رؤس متابعيه الى الحد الذي لعن فيه المواطن الوطنية ومن ينادي بها ,
الذي اريد الاشارة له وكوني صحفي ايضاً ، ان قناة البغدادية الفضائية حسناً تفعل لو انها فكرت الان بايجاد حل لمأزق هذا البرنامج الذي تحول الى طارد بدلاً من روح الجذب التي كان عليها في بداية بثه ، صديقنا لا يجد اليوم ما يقدمه بعد كل ما قدم غير تكرار نفسه والمزيد من الخطب والمبادرات السياسية ، وهذه مفارقة ينبغي للبغدادية ان لا تنسى دورها كوسيلة اعلام ، وان لا تتحول الى جزء من الاحداث وكأنها حزب سياسي او جهة حكومية ، وسيلة الاعلام يجب ان تبقى وسيلة اعلام تمارس حدودها ودورها ضمن هذا المتعارف ، وتبقي الامور الى هذا الحد ، ولذا فأني اجد نفسي حريصاً على البغدادية وبرامجها متوجها الى ادارة البرامج فيها الى تعيد النظر في البرنامج ، فأما ان يعود البرنامج الى مهتمه الاساس التي انطلق منها ، او يصار الى ايقافه تمهيداً الى برنامج استقصائي اخر ، والا فأن النجاحات الهائلة التي حققها البرنامج في طريقها الى الزوال مع اصرار زميلنا الحمداني على ممارسة الخطابة السياسية بروس المكاريد !