23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

بعد أن حصلت على قطعة أرض (200) متر عام 1991من بلدية محافظتي , لم أستطع بنائها بسبب الحصار الذي تعرض له العراق خلال فترة التسعينيات من القرن العشرين نتيجة أحتلال دولة الكويت وتدني العملة العراقية آنذاك , حينها أصبح راتب الموظف يساوي كيلو طحين واحد فقط, أما أنا والحمد لله كان راتبي يساوي كيس طحين واحد , فهو يكفيني إذ لم أمرض واستغنيت عن شراء الحاجات الكمالية, لذا تركت تلك الأرض إلى حين سقوط النظام الحاكم ومجيء الحكومة الجديدة التي تشكلت لاحقاً , وقمت ببناء داراً عليها مستفيداً من قروض صندوق الإسكان الذي سهل لي الأمر وبدون فوائد تذكر , ولكن مبلغ تسديد القسط الشهري كان كبيرا ( 250 ) ألف دينار شهرياً.. وقد سددت منه لحد ألان ما نسبته 60 بالمائة وما تبقى منه لا يتجاوز 12 مليون دينار.
ولا ننسى أن انتشار فيروس كورونا مطلع العام الحالي دفع الحكومة إلى تأجل تسديد مبالغ القروض الحكومية لمدة ثلاثة أشهر ( آذار ونيسان ومايس ) خوفاً على المقترضين من الموت لان موتهم يعني إطفاء مبالغ ما تبقى من القروض وهو خسارة كبيرة لتلك المصارف والحكومة في آن واحد , ثم جاء دور الدكتور أبو علي الشيباني ليكمل ما فعله الوباء وينصحنا بعدم شراء بيوت ولا سيارات وغيرها لان الأمر جلل وسوف تُمحى تلك المصارف والقائمين عليها من الوجود.
لذلك قررت التوقف عن تسديد بقية أقساط القرض عملاً بنصيحة الدكتور أبو علي الشيباني صاحب التنبؤات الكبرى الذي قال مؤخراً (انتهت الشغلة من شهر السادس لغاية تموز المقبل كلشي ينتهي لا تشترون بيوت ولا سيارات نصيحة خلوه أفلوسكم وتوبوا لله ).
عادةً ما يكون بين المشعوذين والحكام ورجال الدين في كثير من الأحيان صراعات وخصومات لا تنتهي، وهي صورة قلما نستحضرها في الحديث عن شخصيات فكرية وثقافية، سواء في علاقتهم بعضهم البعض أو في علاقتهم بالسلطة ودوائر الحكم والسياسة.
وفي كثير من الأحيان ما تعكس أقوالهم هذا النزوع نحو إعلاء الذات وتبخس الغير، سواء بشكل صريح يتمثل في الهجوم على الشخص والتحريض عليه عن طريق ما يطرحوه من سموم في قنواتهم التلفزيونية الفضائية تلميحاً من خلال نقد الأفكار والأطروحات والتعرض لأصاحبها بالتهم والتجريح، والأمثلة كثيرة في أيامنا وعند أهل زماننا التي نصادف فيها رجال دين وبائعي أعشاب يتعرضون لغيرهم، ويعبرون عن خصومتهم عن طريق توجيه التهم ونشر الإشاعات، بعيداً عن الأخلاق العامة وقواعد البحث العلمي.
لكن البعض يعتقد أن ذلك مرتبط بمجتمعنا الإسلامي المعاصر، الذي تسود فيه علاقات تساوى فيها أراذل الناس والطامعون في السلطة والمال، مع نخبة المثقفين والمفكرين، وهي ظاهر مرتبطة بتحول العلم من غاية في حد ذاته إلى وسيلة من أجل الوصول لمنافع ومكاسب، وامتيازات مادية.
لذلك فإن القراءة الواعية للخطاب الإسلامي – التنبؤي السائد والتعبيرات الميتافيزيقية لهم تظهر بشكل جلي عمق إشكالية كل من يتبنى مقاربتهم الشمولية وتعسفهم مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ولحماية الأقليات الدينية والطائفية المختلفة.. شاهت الوجوه والعقول العفنة الذي تريد أن تستعبد البشر.
فنحن كما يرانا الغرب أناس خطابيون نمتاز بالجدل والسب والشتم والبكاء على الماضي البعيد ، وهذا ينطبق على حكوماتنا السابقة والحالية مذ بزوغها في عام 1921 إلى يومنا هذا، لا يهمهم تطور العلم ولا كل ما قدمه العلماء من خدمات جليلة لخدمة البشرية ، ولا نحتفي بمولد الأموات منهم لأنهم كفار ، ولا نتكلم عنهم في مجالسنا، لأن هذا يتناقض مع الشريعة , وعدم وجود فتوى من رجل دين مقُلد بذلك … ولكننا نفزع حينما يُقبل إلينا دجال أو خطيب أو شاعر و (مهوال)، لأنه يُحدثنا عن مآثر الأجداد ويتفاخر بها، ويرعبنا بعذاب القبر وأتون النار , ونحن ننشدُ له ونُنصت وبعد حين نكبر له ونضرب بأرجلنا على الأرض لنستفز كل علماء التاريخ والحضارة والعلوم, الإحياء منهم والأموات .