يختلف العراقيون كأختلاف الساسة على كثير من القضايا، وقد يجتمعون على أشياء لكن حلولهم مختلفة؛ إلاّ الإرهاب فمن يُخالف العراقيين؛ فما هو إلاّ إرهابي بشكل مباشر، أو جزء من أدواته الإعلامية والنفسية.في زمن الموت المجاني؛ كانت الفلوجة واحدة من أبرز أقبية القتل السري، وسبب بذهاب الضحايا بلا تشييع ولا عزاء بعد تعذيب ودفن مجهول.يشيّع العراقيون كل يوم قافلة من الشهداء، ويلاقي الأطفال والنساء حتفهم بما يخطط أعدائهم، ومن الفلوجة عقول مدبرة ومعاقل إرهاب، ومدينة غامضة الأسرار، يستر عورتها أقاويل ساسة وأفعالٌ رعناء لتعطيل العمل السياسي، وما هي إلا حجب عن كشف عورات وجرائم بحق الشعب، ودعم للإرهاب بصورة مباشرة او غيرها.كم صورة مريبة تناقلتها الأخبار والوقائع عن الفلوجة، ونتائجها أشلاء مقطعة وتشيع رمزي، وبقايا قطعة قميص أو ألف دينار ممزق في جيب الضحية، وتاريخ يحفر ذكرياته بالسكاكين والرصاص، وصراخات المظلومين وصيحات فض البكارة وقهقهة المنحرفون، ولم تترك إلا ثورة تنتفض فيها الدماء الى غضب وثأر ردّ شرف.تحرك في عروق الوطن حشد غيرة وشرف مقدس، وإسقاط لأقنعة الإرهاب وداعميه ومن يُحاول تأخير المعركة، وكأنه ينتظر إسقاط العملية السياسية والجهادية ويمسح التاريخ؛ حتى يهرب المنحرفون وينتشي الفاسدون، ويطول زمن الإنتهاك؛ لإنجاب جيل من أولاد الأنفاق والنفاق، وإغتصاب البواكر بالمواكر.سوف لن تطول معركة الفلوجة كما راهنوا، ويبقى الموت هو الموت لكن فرق أن يكن بالعار أو الشرف، ويبقى للتضحية شرف محفور في ذاكرة الأجيال، ودروس تتعلمها الأمم، وستشمخ هامات بالوطن الى المعالي والسمو والرفعة.إن معركة الفلوجة ستضع أوزارها بسرعة مذهلة، ولن نجد من الجرذان إلا قاذوراتهم، وتنتهي المراهنات الدولية والأقليمية والمحلية، وسيظهر للعالم أن للعراق رجال ولا يملك الإرهابيون سوى التفخيخ وإتخاذ المدنيين دروع بشرية، وكل هذا في حساب القوات العراقية التي أقسمت أن لا لايسقط مدنيا إلاّ ما ندر، وستتباهى الأمهات بالشهداء، وبنهاية الفلوجة سينتهي الإرهاب وما هي سوى مسألة وقت نعد ساعاتها من أول إطلاقة.لاحت بشائر النصر، وزهق الباطل، وستفرح الأمهات ويعود العراق معافى مشافى، وتبقى داعش مشوهة، و ومن الر جال درساً للتضحية من أجل كرامة وطن.ستتحرر الفلوجة وتنتهي داعش، ويعود العراق الى صفاءه وماءه وطيبة أهله؛ بشرط أن نقدس الدماء وصاحب الفتوى التاريخية، وأن يبحث العراقيون عن أسباب سقوط مدنهم، وندع الإختلافات جانباً فالعدو الأول هو الإرهاب، ولا فرق في هذه الأيام من الإرهاب؛ كل من يساعده بنشر دعاية ومحاولة إرباك الواقع السياسي والمجتمعي، أو التذرع بحقوق الإنسان داخل الفلوجة، وأن هذا الجيل من الشباب والشيوخ اللذين نذروا أنفسهم للوطن؛ هم أكثر وطنية من أي صوت يبحث عن مكسب داخل غبار المعركة، وقريباً ستنكشف كل الأوراق، ونعرف من المضحي والضحية، ومن أراد كسب الغنيمة او حاول تأخير المعركة