في أقل من عام وأعضاء المعارضة الإيرانية انتقلوا من العراق إلى دول اوروبية خاصة ألبانيا الدولة الصغيرة في البلقان حيث استقبلت قرابة 3000 من الإيرانيين، خطوة ستجلب لحال ومستقبل هذا البلد خيرات عظيمة. كما أن هذا التحول يحمل معه هزيمة سياسية واستراتيجية للنظام الإيراني. لأن النظام الايراني ونوري المالكي العميل له في العراق لم يتمكنوا من نيل ما كانوا يصبون اليه. انهم كانوا يعتزمون عدم السماح لخروج حتى لاجئ واحد منهم من الأراضي العراقية وقد خططوا لاستردادهم أو على الأقل ابادتهم جماعيا. ولكن بفضل صمود ومقاومة هؤلاء الأعضاء سواء في مخيم أشرف أو ليبرتي منيت كل هذه المؤامرات بالفشل الذريع والآن بوصول هؤلاء الى الاراضي الاوروبية قد تقلبت صفحة جديدة من نضالهم وعمليتهم الناجحة للانتقال حيث فتحت عليهم أبوابا كثيرة للمضي قدما في نضالهم.
وعلى ضوء هكذا تحول، جاء لقاء رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ماكين يوم الجمعة 14 ابريل في العاصمة الألبانية تيرانا بمريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والتباحث معها حول آخر التحولات في إيران وتدخلات النظام الإيراني في المنطقة والآفاق المستقبلية بعد زيارة اللاجئين الإيرانيين المنتقلين من ليبرتي الى ألبانيا في أحد مراكز منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وأشاد السيناتور ماكين بصمود سكان أشرف وليبرتي في العراق وهنأهم بمناسبة انتقالهم الناجح وعبّر عن شكره للحكومة الألبانية على قبولها هؤلاء المجاهدين. كما قال ماكين في كلمة له:«انكم تشكلون انموذجا لاولئك الذين يناضلون من أجل الحرية في أرجاء العالم. اني مطمئن أن إيران ستتحرر في يوم ما ونحن سنلتقي في ساحة الحرية بطهران».
ولو شخصيات اوروبية وأمريكية بارزة لعبوا دورا في هذه العملية الكبيرة والتاريخية، قد زارت في أوقات سابقة تيرانا واللقاء باللاجئين لتهنئتهم حيث كانت لكل زيارة أهميتها السياسية الخاصة الا أن زيارة رئيس لجنة القوات المسلحة لمجلس الشيوخ الأمريكي كانت لها وطأتها على النظام الإيراني بحيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجيه للنظام في رد فعل جنوني ورسمي أن «الادارة الأمريكية يجب أن تدفع ثمن خطأها لهذا اللقاء مثل أخطائها السابقة في المنطقة».
ويأتي هذا الموقف للنظام عقب مشاعر الخوف الذي استولى عليه بعد رحيل اوباما وخروج ناجح لسكان أشرف وليبرتي من العراق لاسيما أن هذه الحالة تزداد يوما بعد يوم مع الأزمات العميقة التي أحاطت النظام من كل صوب منها مهزلة الانتخابات الرئاسية وحالة الاستياء لدى الشارع الإيراني والخطر الذي يهدد كيان النظام جراء الوضع الاقتصادي في الداخل وتحدياته الأمنية من الخارج.
وينبه المتتبعون السياسيون وخبراء الشؤون الإيرانية إلى أن خوف النظام من التحولات الأخيرة بدأ منذ أن وجه عدد من أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية الأمريكية رسالة إلى الرئيس الأمريكي الجديد عشيه مراسيم تنصيبه طلبوا فيه أن يفتح الحوار مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والآن يرى النظام زيارة السيد ماكين لتيرانا ذات مغزى في هذا الاطار.
من ناحية أخرى لم يبق سوى أقل من شهر حتى موعد مسرحية الانتخابات، والنظام انتابه الخوف من الداخل الإيراني لاندلاع انتفاضة تماثل انتفاضة عام 2009 أو ربما أوسع نطاقا. في تلك الانتفاضة كان الشعب الإيراني يطالب بالحرية والديمقراطية ولكنها قمعت بهمجية تامة في ظل صمت الادارة الأمريكية آنذاك.
غير أن الشعب الإيراني لم يتخلى عن عزمه لتحقيق طموحاته لتغيير النظام، بل أصبح أكثر تصميما من أي وقت مضى لتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران.
وقال السيناتور ماكين في كلمته في تيرانا : «تعرفون ونحن جميعنا نتذكر عام 2009 حيث حصلت انتفاضة عارمة في أنحاء إيران نتيجة انتخابات فاسدة احتجاجا على ماحصل وبحثًا عن حياة أفضل وعن حكومة أفضل والعالم شاهد شابة تضرجت بدمائها اسمها نداء في احدى ساحات طهران وأنا لن أنساها ابداً.إن إيران ستصبح حرة في يوم من الأيام ونحن سنجتمع في تلك الساحة في طهران»