23 ديسمبر، 2024 1:22 م

ستبقى نقابة الجواهري…. وطناً وهوية

ستبقى نقابة الجواهري…. وطناً وهوية

شهدت الساحة الاعلامية منذ فترة ولادة تشكيل جديد سمي “النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين”، الامر الذي دعاني كغيري من الصحفيين للوقوف على هذا التشكيل. لقد تباينت الاراء بين الصحفيين انفسهم حول الاسباب والدوافع، والجهات التي تقف وراءه، وبين رافض ومؤيد. وبين ضاحكاً ومستهزءاً وغاضب، وتعليقات تتساءل هل نحن اذن لسنا بوطنيين…؟. حقاً لا يوجد مستحيل في عراق اليوم، ما دامت هناك اقلام ارتضت لأنفسها ان تكون العوبة بيد سياسيين عرفوا باغتراب الهوية والتحليق خارج السرب، والتلاعب بمقدرات الشعب العراقي وللأسف ببعض رموزه التي تُعد بلا شك وطنية ومشهود لها بالعطاء، بحجة التغيير. نحن نعرف قواعد اللعبة السياسية للسياسيين فهم لا يمنحونك شيئاً الا ليأخذوا منك كل شيء. قبل ما يزيد عن ستة اشهر سمعت صراخ احدى زميلاتي تشتم احد كتاب الاعمدة، الذي تقرأ له ولصحيفته بمحبة ، وحينما سئلتها لماذا..؟ اجابتني غاضبه… تصور الكاتب (؟) يمتدح سياسيا عرف بمشاكله وافتعاله للازمات، معروف للشعب العراقي، والان هو يعمل على تشكيل كتلة وطنية من كل الاطياف العراقية، واخذت تحدثني عن تأريخ هذا السياسي وفضائحه… ثم دخلت على صفحة تعليق عامود وارسلت له تعليقاً لم اسمع وارى بحياتي صحفية تكتب بهذا الشكل، تضمن تعليقها استهزاءا وتوبيخا وعتبا على الكاتب ضمنته بالكاتب المبدع صاحب القلم الوطني المهني الحيادي.
 الان..عرفت لماذا مدح الكاتب ذلك السياسي، فبعد انتخابات التشكيل الجديد، واعلان عدم موالاته لاية جهة سياسية. اتساءل كيف لا توالون احد  وهذا السياسي معروف بعقله الداهية وتخطيطه الجهنمي، وقدرته على الابتكار، فهو مخطط بدرجة امتياز في كافة مجالات الحياة، لا استغرب وقوف بعض السياسيين الى جانب هذا التشكيل، بعد دورتين انتخابيتين اكدوا فيها افلاسهم من حب العراقيين المشدودين بجذورهم الى ارض الوطن، فعمدوا الى السلطة الرابعة لتمزيقها وتقسيمها واعتلاء منبرها لتكون صوتهم في الانتخابات القادمة. بعض هؤلاء السياسيين علمهم الاغتراب ان يبحثوا كل يوم عن وطن، ويستبدلون جلودهم كثيابهم، فمن لا جلد له لا يقبل به وطن كالعراق، يراد لكم زملائي ان تستبدلوا رموزكم وعناوينكم بما حملوه من الخارج باأفكارٍ ومشاريع لا تغني ابدا عن اسم رمزٍ حملتموه في احداق عيونكم لأكثر من قرنين ….
 اننا كصحفيين أنيطت الينا مسؤولية كبيرة توجب علينا الالتزام بالثوابت الاخلاقية التي اقسمنا الانتصار لها والالتزام بها، والوقوف على مسافة واحدة من جميع السياسيين نتوخى المهنية والمصداقية والحيادية، وان نتعفف من الانزلاق في مهاوي المصالح الشخصية لحماية بيتنا الصحفي. صوتنا هو ملك العراق وحده، لا صوت كتلة ولا صوت اي سياسي. فالتأريخ لن يرحمنا فهو يدون المواقف، والاسماء… لتستذكرها الاجيال. ليس التاريخ وحده من لن يرحمنا بل الشعب العراقي الذي يرى الحقيقة من خلالنا والمبدئية والالتزام بالثوابت الوطنية… لذا علينا ان نقف وقفة رجل واحد للابقاء على هذا الصرح الوطني ولسان حالنا يهتف ” سيبقى صرح الجواهري… وطنا وهوية”.