23 ديسمبر، 2024 3:12 م

سب وشتم القاده السياسيين حلال ام حرام

سب وشتم القاده السياسيين حلال ام حرام

من المؤسف حقاً ان تتعرض اسماء سياسية معروفة لها موقعها وثقلها في الساحة ؛وهو ثقل يعود الى تاريخ عوائلهم الكريمة وتضحياتهم الكبيرة ونضالهم ومواقفهم ضد الدكتاتورية ….ولكن هذه هي السياسة ومن يلعب بها عليه ان يتوقع ماهو غير متوقع…كل شيء في هذه اللعبة جائز؛ليس فيها غالب على الدوام ولا مغلوب على الدوام ايضاً ..لعبة فيها من المفاجات الكثير ؛فقد تصل بك الى ما تريد في لحظات ؛وقد تحط من اسمك وقدرك في لحظات ؛قد تصعد بك محلقةً في فضاءات غير متوقعة ولكنها سرعان ماترمي بك الى قاع مجهول …الكل يعرف ذلك ؛ومنهم من قرر ان يكون بعيداً عن هذه اللعبة واكتفى بدور المتفرج ؛ولكنه ايضاً لم يتجاوز مخاطرها فتاثيراتها وصلت اليه بشكل مباشر وهذا هو حال المواطن العراقي اليوم؛ليس له دخل في السياسة ولكن جميع تأثيراتها وقعت علية …ومنهم من قرر ان يكون لاعباً في اللعبة السياسية ويفترض في هذا ان يتحمل نتائج اللعبة ؛ولعل ابسطها السب والشتم والانتقاد بشتى اشكاله والذي قد يصل حد الرمي بالاشياء الفاسدة ؛ولا مفاجأة في ذلك فالكل يعرف النتائج ؛بل قد تصل الى حد (السحل)وهي ليست بالمسألة الغريبة فالشواهد كثيرة…..

السياسة ليست من الالعاب الفردية اذ تتطلب وجود قائد للفريق السياسي ويقف خلفه مجموعة من القادة الاقل درجة منه ثم مجموعة اخرى اقل درجة من سابقيهم وهكذا الى ان تصل الى جمهور يقف خلف كل هؤلاء ويحلم كل منهم ان يكون هو القائد في يوم ما..لذلك ترى هؤلاء المساكين هم من اشد المدافعين عن قائدهم الذي يقف في المقدمة لأنهم يرون انفسهم فيه بل ان مصلحتهم تتطلب منهم ان يكونوا كذلك..القائد كسياسي يعرف اللعبة ويعرف نتائجها المتوقعة وغير المتوقعة ولكن هؤلاء لا يقبلون بأي شيء غير متوقع بالنسبة لهم….فهم لا يعرفون غير التطبيل لقائدهم ؛اما اذا

فاجأهم احد بسبه وشتمه او بنقده فهذا امر غير متوقع ومفاجئ بالنسبة لهم وعليه فان رد فعلهم سيكون غير متوقع ايضاً وسرعان ما يبدأ بالتهديد والوعيد….وهذا ما حصل بعد التضاهرات المليونية التي غصت بها الشوارع الرئيسية والفرعية في المحافظات والتي غطت اكبر ساحة في بغداد ….حيث امتلئت صفحات التواصل الاجتماعي بالتهديد وكأن هؤلاء المتظاهرين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء …في حين كنا نأمل من هؤلاء وغيرهم ان يراجعوا انفسهم ويسالوا لماذا قام هؤلاء بنقد القائد وسبه وشتمه؟كان الاولى بهم ان يبحثوا عن الاسباب بدل استخدام لغة التهديد والوعيد …

وفي الوقت الذي لم اتوقف عند كتابات هؤلاء لسخافتها المفرطة فأنني توقفت عند سؤال ولدي الصغير؛الم تقل لي ان السب والشتم حرام؟

لم افكر طويلاُ في الجواب فقلت نعم حرام ثم حرام ولكن قد يكون حلالاً اذا كان بحق السياسي الذي فسد وافسد الاخرين ودمر وطناً وشعباً .فاذا كان هذا لا يستحق السب والشتم اذاً من الذي يستحق..