يضخ المرشحون لانتخابات مجلس النواب لنا اشكالا واساليبا من الدعاية الانتخابية غير مطروقة ولم يعرفها الناخب في الدورات السابقة يمنون انفسهم بتمريرها ويراهنون على نسيانه واقعه المر والمؤذي وممكن لدغه من الجحر مرتين..
الكثير من المرشحين يلجأون الى كسب ود الناخب الذي خيبوا اماله في الاصلاح ويحاولون لفت انتباهه بشكل طريف ومظهر جاد لعلهم يخدعوه مجددا ولكنه لا يكترث لهم، بل انهم اصبحوا يتندرون ويسخرون مما يوزع عليهم من خيار وكرات قدم وكارتات موبايل والحبل على الجرار كلما اقتربنا من موعد بدء الدعاية الانتخابية.
من بين هؤلاء من هو مشهور ولا يحتاج لمثل هذه الدعاية المثيرة للضحك والمتناقضة لافعاله وتصريحاته السابقة التي حاول ان يثقف بها الناخب والظهور بمظهر النزيه والحريص على تقديم الخدمات له وهذه حالة تعكس الهلع من ساعة الحساب في صناديق الاقتراع كما انها تعمية عما كان ولا يزال ينقصه في علاقاته مع ناخبيه.
ومع ذلك من اعتاد على الخطأ واستغلال المال العام لايتورع عن تكراره، فمن هذه الاساليب و”المودة” السائدة في الدعاية اكساء الشوارع بمادة “السبيس” ببعض المناطق، وان ظهر الاسلوب معقول، فان المواطن الذي ازداد وعيه وخبر نوابه واحزاب السلطة في سوء ادائها لا يمكن خداعه، فهو يعرف ان هذه الاليات حكومية والسبيس الذي اصبح يسمى “السبيس الانتخابي” من مقالع الدولة ولا يدفع الراعي والمدعي دينارا واحدا من جيبه.. ويتساءل الناس اين كان من فعل هذا خلال الاربع سنوات الماضية؟ ولماذا تذكر هذه الامكانية الان؟
اكثر من ذلك ان الراعي او الراعية لهذه الحملات في الامس كان احدهم يهاجم الاخر ويتهمه بالفساد فيما يرد المقابل بانه يتعرض للابتزاز، اليس الحال هكذا مع وزارة الكهرباء التي لم توفر الطاقة الكافية الى المواطنين ومن ثم قصفت جيوبهم بخصخصة وفشلت فشلا ذريعا في تنفيذ برامجها ووعودها، والان تحاول ان تستغل التظاهرات العارمة ضد عدم توفير الخدمات بايهامهم انها ناجحة وقادرة على حل مشاكلهم الاخرى من خلال اكساء بضعة امتار وياريت تكمل شوارع الحي الذي روج له بالفيس..
اننا لا نتحدث عن مدن المحافظات، وانما عن العاصمة بغداد واطرافها تعاني وناسها يعتصمون في شوارعها لا يريدون شيئا سوى الماء وتبليط الشوارع ومد المجاري وبناء المستوصفات وغيرها من الخدمات الاساسية.
الطريق الى تقديم الخدمة الفعلية معروفة لايخطئها احد، فبامكان الوزارة التي اخذتها الحمية على حين غرة ان تقدم ما هو فائض عن جاجتها من الجهد الالي والهندسي والمواد الى امانة بغداد ومحافظتها لحشد الامكانات بانواعها واشكالها المختلفة كي تقدم الحلول المدروسة لمشاكل الاحياء الفقيرة والهامشية التي تعاني منها بالصيف والشتاء على حد سواء بدلا من الترقيع وما سمي عن بالاكساء الانتخابي.
ان استخدام موارد الدولة ومؤسساتها للدعاية الانتخابية امر يحاسب عليه بموجب القانون، وهو اصبح مكشوفا لشفط ما تبقى من نثريات الموازنات وانفاقها في غير مواضعها ما لم تكن ضمن اطار خطة للحكومة شاملة وبمعرفة الجهات المستفيدة واشرافها.
ان السبيس الانتخابي الذي هو شكل من الفساد وتتسابق على اقترافه بعض الجهات لايعبد الطريق الى صناديق الاقتراع فالناس ازداد وعيهم ولم تعد تنطلي عليهم حيل ابن اوى.