23 ديسمبر، 2024 5:54 ص

كلمتا (السبع وسبع) مختلفتان
فالأولى، إسم لكل حيوان مفترس. وقد ورد في القرآن ذكر (السبع) في قوله تعالى. (وماأكل السبع). ويقال للشجاع (السبع) حين يندفع في مهمة بعزيمة لايسبقه فيها أحد. وكذلك لمن ينتزع حقه من مغتصبيه دون تردد، أو خوف منهم.

وفي الثقافة العراقية تتردد كلمة (السبع) كثيرا وتطلق على شخصيات مقدسة لها صلة باهل البيت عليهم السلام وتتوزع مراقدهم في مناطق من البلاد. وفي الدجيل شمال بغداد يطلق على أحد احفاد النبي تسمية (سبع الدجيل) وأظنه السيد محمد بن علي الهادي في منطقة بلد، ووالده هو المدفون في سامرأء الى جانب شقيق السيد محمد وهو الحسن والد محمد المهدي الإمام المنتظر. وفي جنوب بغداد يقع مرقد السيد تاج الدين الذي يزوره الناس على الطريق الى واسط حيث تقطن قبائل شمر ويسمونه (سبع شمر). وهناك مرقد في منطقة البور شمال بغداد وسميت المنطقة بإسمه (سبع البور).

الثانية، هي رقم يطلقه الناس على مناطق، أو أفكار دينية كأن يسمون منطقة بإسم (سبع قصور). وتجنبا للحسد يضعون تعويذة مصنوعة من الجص المفخور المطلي بلون أزرق ويثقبونها فتبدو كأنها سيدة ب(سبع عيون). ولمن لاحظ له في الحياة يقولون عنه. (سبع صنايع والبخت ضايع). وإذا أرادوا ان يصنعوا طعاما مقدسا وضعوا فيه (سبع) حاجات من الأغذية وهذا يشمل الطعام المطبوخ والحلوى في بعض الأحيان وتوزع في المناسبات الدينية.

في مكان من بغداد وفي محفل عام كان أحدهم يصرخ محييا عضو مجلس المحافظة المهندس محمد الربيعي مطلقا عليه تسمية (سبع الكرادة). ويبدو أن هذه الكلمة سواء كانت رقما، إو إسما بمعنيين، وبذات الحروف الثلاثة سيكون لها حضور ورمزية عاليين الى مدى بعيد خاصة حين يبتكر الناس يوميا طريقة جديدة للتعبير عن إعتقاداتهم ونواياهم وكم نحن بحاجة الى سبع يحارب الفساد وسبع ينبذ الإرهاب وسبع يحمل هموم الناس ويعيش معاناتهم وعذاباتهم ويخفف عنهم وهم يكابدون مختلف العذابات والهموم.