23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

سبحان الذي أسرى بعبده من واشنطن

سبحان الذي أسرى بعبده من واشنطن

قال الله تعالى في كتابه الكريم، وفي سورة الإسراء المباركة مخاطبا بني إسرائيل، ومبشرا المسيحيين والمسلمين الذين يدفعون ثمن الفعل الصهيوني في فلسطين، ومحاولات تهويد القدس، وقرار المعتوه الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لدولة إسرائيل الزائفة، والزائلة قريبا.
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7).

قصة الديانات السماوية رائعة ومبهرة ومخيفة ومحاطة بكم هائل من الأساطير والخزعبلات، ودافعة الى حروب وملاحم وخراب ونذر خطر محدق بالبشرية. فالمسلمون والمسيحيون واليهود لديهم مايكفي من تعاليم وكتب وآيات دالة على صحة مايؤمن به كل طرف، بينما تتوهج الغيبيات لديهم مبشرة بحروب دينية قادمة يكون المسجد الأقصى وكنيستي المهد والقيامة والهيكل المزعوم عناوين بارزة فيها، ودالة عليها طال الزمن، أو قرب. عبر تاريخ الصراع اليهودي مع البشرية كانت غاية الصراع قيامة دولة لبني إسرائيل كقوم في الأماكن المقدسة الممتدة من شمال فلسطين الى عموم سيناء التي شهدت تنقلات بعيدة ومهينة لبني إسرائيل الذين قادهم موسى في الصحراء، وعبر بهم البحر الأحمر بإتجاه سيناء حيث توجد آثار دالة على ذلك، بينما كان السبي البابلي علامة مهمة على طبيعة الأحداث التي جرت في بلاد الرافدين معهم، وماخلفوه من أقوام إعتنق بعضهم المسيحية، ومايزال المسيحيون اليهود في الأصل متواجدون في العراق، وكذلك آثارهم في بابل والفرات الأوسط والبصرة وبغداد.

قرر زعماء اليهود إنشاء الدولة في فلسطين، وقرب الأقصى حيث يزعمون وجود هيكل سليمان، وسموها دولة إسرائيل، وليس الدولة اليهودية لأنهم يريدون التعبير عن وجودهم كقوم من أحفاد النبي يعقوب، وهم يعتنقون اليهودية، ولاضير لديهم في إعتناق أي دين مادام يمكن أن يفضي الى تحقيق الغاية وضمانها، وكان تفاعلهم مع الغرب وأمريكا بالذات التي نقلوا إليها مقارهم بعد أن تمكنوا من حشد دعم غير مسبوق من دول إستعمارية في المقدمة منها بريطانيا التي وهبت مالاتملك لمن لايستحق بإعلان وعد بلفور المشؤوم.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد تغيير النواميس الطبيعية والمشيئة الإلهية التي يعلن غالبا أنه مؤمن بها، بينما هو يعمل على تحريفها وتحويلها لحساب الحركة الصهيونية، فقد قرر إعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وأمر وزارة الخارجية بالتمهيد لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، وأجج الغضب العربي والإسلامي المستنكر للقرار الأكثر حماقة في التاريخ منذ الحروب الصليبية، وكأنه يريدنا أن نقرأ الكتب السماوية بطريق عكسية وعلى قول الرئيس أب مازن، هو النبي أسري به من المسجد الأقصى، ولا من واشنطن.